يحار الشباب في مقتبل حياتهم لمعرفة الأسس التي يجب ان ينتهجها في حياته للسير في المسار الصحيح لتحقيق أحلامه، هذه الأسس كما تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية، وهي المسماة بالحقائق الجوهرية للحياة تحتاج الكثير من التكرار، كما أنَّنا نحتاج إلى عوامل مُذكِّرة تساعدنا في الحفاظ على تركيزنا على هذه الحقائق وهي.
*الفشل والنجاح عملة ذات وجهان
-غالباً ما يسبق النجاح الكبير محاولاتٌ فاشلة: عادةً ما تحدث أكبر الانفراجات عندما تشعر بقدرٍ كبيرٍ من الإحباط، وبأنَّك عالقٌ في خضم المشكلات. هذا الإحباط هو ما يدفعك إلى التفكير بشكلٍ مختلف، وإلى النظر خارج الصندوق، ممَّا يؤدِّي إلى إيجاد الحلِّ الذي لم تنتبه إليه. تحتاج إلى الصبر والقدرة على الحفاظ على الأخلاق الحسنة لتحقيق النجاح، حتَّى حين تعاني بسبب ما تؤمن به.
-أن تكون مشغولاً لا يعني بالضرورة أن تكون منتجاً: لا يأتي النجاح من الحركة والنشاط؛ بل من التركيز، ومن الثقة بأنَّك تستخدم وقتك بكفاءةٍ وبشكلٍ مُنتِج. لديك ساعات العمل نفسها التي يحصل عليها أيُّ شخصٍ آخر، لذا استخدم وقتك بحكمة؛ ففي المحصلة: ما أنت عليه هو ثمرة نتاجك، وليس جهدك. فلتتأكَّد بأنَّ جهودك مُكرَّسةٌ للقيام بالمهام التي تُثمِر عن نتائج.
-أنت جيّد بقدر هؤلاء الذين ترافقهم: يجب أن تسعى إلى أن تُحيط نفسك بأشخاصٍ ملهمين، وبأشخاصٍ يجعلونك ترغب بأن تكون أفضل، وربَّما أنت كذلك. إنَّ كلَّ من يجعلك تشعر بأنَّك عديم الجدوى، أو يجعلك قلقاً، أو بدون إلهام؛ يُضيِّع وقتك، ومن الممكن جداً أن يجعلك شبيهاً له. الحياة قصيرةٌ جداً، فلا تهدرها بمرافقة مثل هؤلاء؛ لذا تخلَّص منهم سريعاً. إقرأ أيضاً: كيف تتواصل مع الناجحين دون أن تتطفل عليهم؟
-أنت تحيا الحياة التي تصنعها: أنت لست ضحيَّة الظروف، ولا يستطيع أحدٌ إرغامكَ على اتخاذ قراراتٍ، أو القيام بأفعالٍ تتعارض مع قيَّمك وتطلُّعاتك. الظروف التي تحياها اليوم هي ظروفك الخاصَّة، وأنت من أنتجها. وبالمثل، فإنَّ مستقبلك متروكٌ لك تماماً. فإذا كنت تشعر بأنَّك عالقٌ في الشرك، فمن الممكن أن يكون ذلك لأنَّك تخشى أن تخاطر بما لا بدَّ منه لتحقيق أهدافك وعيش أحلامك. عندما يحين وقت العمل، لا تنسَ بأنَّه من الأفضل أن تكون في أسفل السلم الذي ترغب في تسلُّقه، على أن تكون في أعلى سلمٍ لا تريده.
*الخوف معوق السير في الحياة
-الخوف هو مصدر الندم الأول: حين ينتهي كلُّ شيء، فإنَّك ستندم على الفرص التي لم تستغلَّها، أكثر من ندمك على إخفاقاتك؛ لذا لا تخشَ المخاطرة. إنَّ الموت ليس أسوأ ما يمكن أن يصيبك، إنَّما أن تسمح لنفسك بالموت من الداخل وأنت لا تزال على قيد الحياة لهو أسوأ شيءٍ بحق. -ليس من الضروري أن تنتظر اعتذاراً لتسامح الآخرين: تصبح الحياة أكثر سلاسةً بمجرد أن تتخلَّى عن الأحقاد، وتسامح حتَّى هؤلاء الذين لم يعتذروا يوماً؛ إذ يمكن للأحقاد التي تُضمرها من الماضي إفساد سعادتك اليوم، فالكراهية والغضب هما طفيلياتٌ عاطفيَّةٌ تُدمِّر فرحك بالحياة. تخلق المشاعر السلبية التي ترافق الكراهية ضغطاً عصبياً في جسدك كاستجابةٍ لها، ولهذا نتائج مدمِّرةٌ للصحة. وقد بيَّن الباحثون في جامعة ايموري (Emory University) أنَّ التمسك بهذا الضغط، يساهم إلى حدٍ كبير في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. أنت لا تتغاضى عن أفعال شخصٍ ما عندما تغفر له، أنت ببساطةٍ تعفي نفسك من أن تكون ضحيَّةً أبديَّةً له
-عيشُ اللحظة: لا يمكنك أن تستثمر جميع إمكانياتك حتَّى تتعلَّم أن تعيش حياتك الحالية، فلا يمكن لأيِّ قدرٍ من الشعور بالذنب أن يُغيِّر الماضي، كما لا يمكن لأيِّ قدرٍ من القلق أن يُغيِّر المستقبل. من المستحيل أن تكون سعيداً إذا كنت تعيش دائماً في مكانٍ آخر، وغير قادرٍ على تقبُّل حقيقة هذه اللحظة؛ سواءً أكانت جيدةً أم سيئة. لذا عليك القيام بأمرين لمساعدة نفسك على العيش في الوقت الراهن: تقبُّلُ ماضيك: إذا لم تتصالح مع ماضيك، فإنَّه لن يغادرك أبداً؛ وبذلك، هو من سيشكِّل مستقبلك. تقبُّل فكرة أنَّ المستقبل شيءٌ مجهول: ليس للقلق مكانٌ هنا، والآن. *قيمتك الذاتية من الداخل والحياة قصيرة ومتغيرة
-أن تستمد قيمتك الذاتية من الداخل: عندما تستمد شعورك بالسرور والرضا من مقارنة نفسك بالآخرين، فأنت لم تعد سيِّد مصيرك؛ لذا لا تسمح لآراء أو إنجازات أيّ شخصٍ آخر أن تنتزع شعورك بالرضا عن شيءٍ قُمت به؛ حتَّى حين يكون من المستحيل كبح ردود أفعالك حول ما يعتقده الآخرون بك، لكنَّ هذا لا يعني أن تقارن نفسك بهم، ويمكنك دائماً أن تتقبَّل آراء الناس مع القليل من الريبة. بهذه الطريقة، وبغض النظر عن تفكير وأفعال الآخرين، فإنَّك ستستمدُّ قيمتك الذاتية من داخلك. -الحياة قصيرة: ما يهمُّ حقاً هو: كيف نقضي وقتنا، وكيف نعامل الآخرين. الخسارة تذكيرٌ صريحٌ وعميقٌ بهشاشة الحياة، ولكنَّها لا يجب أن تكون كذلك. ذكِّر نفسك كلَّ صباحٍ عندما تستيقظ: أنَّ كلَّ يومٍ هديَّة من الله، وبأنَّك ملزمٌ بالاستفادة القصوى من النعم التي أُعطِيت لك؛ وبأنَّ اللحظة التي تبدأ فيها بمعاملة الحياة على أنَّها نعمة، هي اللحظة نفسها التي تبدأ فيها الحياة بالتصرُّف على أنَّها كذلك حقاً.
-التغيير أمرٌ لا مفرَّ منه؛ فتقبَّله بسرور: يمكنك أن تجد الخير في التغيير عندما تتقبَّله بسرور. تحتاج أن تمتلك عقلاً منفتحاً على التغيير، وأن تستقبله بترحابٍ، في حال أردت أن تدرك وتستفيد من الفرص التي يخلقها لك. عندما تسير الأمور بشكلٍ جيد، قدِّرها حق قدرها، واستمتع بها؛ لأنَّها لابدَّ وأن تتغيَّر. هكذا هي الحياة، فلا تنتظر أحداً. إذا كنت تبحث عمَّا هو أكثر وأفضل دائماً لأنَّك تعتقد أنَّه سيجعلك سعيداً؛ فإنَّك لن تكون متواجداً أبداً بما يكفي للاستمتاع باللحظات الرائعة قبل أن تزول.