توصلت دراسة حديثة إلى أن الرجال كبار السن ينقلون إلى أطفالهم وراثيا اضطرابات صحية، مثل التوحد أو أمراض القلب
وبينت نتائج الدراسة المنشورة في دورية "Cell" العلمية أن تلك المشاكل قد تنجم عن الطفرات الموجودة في الحيوانات المنوية لكبار السن، إذ وجد الباحثون أن 1 من كل 15 رجلا، ولاسيما الرجال الأكبر سنا، أكثر عرضة لخطر نقل الطفرات السلبية إلى أطفالهم، بالمقارنة مع الرجال الأصغر سنا.
وتحدث طفرة الخلايا المعروفة باسم الفسيفساء (حيث يكون للخلايا المختلفة في نفس الشخص تكوينا جينيا مختلفا) في كل شخص تقريبا، لكن إذا كان عدد الخلايا غير الطبيعية يفوق عدد الخلايا الطبيعية، يمكن أن يحدث المرض.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، مارتن بروس، إنه "لمن المثير للدهشة أن المقارنة بين كبار السن والشباب أظهرت اختلافات قليلة في الطفرات، مما يخبرنا أن هذه الطفرات نشأت على الأرجح عندما كان الأب جنينا، حيث يمكن للطفرات أن ظلت غير مكتشفة حتى ينجب الرجل أطفالا".
فيما قال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور جوزيف غليسون: "لقد أخبرتنا دراساتنا السابقة أن طفرات الحيوانات المنوية تساهم في سبب الاضطرابات مثل التوحد والصرع، لكن الآثار المترتبة على الرجال الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض كانت غير معروفة تماما".
وأضاف: "نعتقد أن هذه الطفرات تساهم بعبء كبير على صحة الإنسان، ومن المحتمل أن تسبب 15 في المئة من حالات التوحد، وأمراض القلب الخلقية وأمراض الأطفال الشديدة، لكننا نأمل أنه من خلال تحديد الرجال المعرضين للخطر، يمكن تجنب حالات المرض في المستقبل".
واكتشف الباحثون، معدو الدراسة، طريقة جديدة لمراقبة وحساب الطفرات، مع استخدام البيانات للتنبؤ بالتأثير المحتمل على أي نسل في المستقبل.
كما وجدوا أن الطفرات لم تختلف من حيث العدد، مما جعلهم يعتقدون أن هناك "خطرا ثابتا" للإصابة بالأمراض لدى الأطفال، كما عثروا أن الطفرات من المحتمل أن تحدث في خلايا الحيوانات المنوية المفردة، والتي هي حاليا أقل من مستويات رصدها والكشف عنها.