يتميز بأعماله الجماهيرية التي تزخر بها رفوف المكتبات، ويتسابق إلى اقتنائها القرَّاء، والحصول على النسخ الأولى منها قبل الجميع.
ينتهج في كتاباته تقديم أفكارٍ متسلسلة، وفريدة غير متوقعة، أما أسلوبه الأدبي فشيِّقٌ وغني بالإبداعات، ما يجعله قريباً من القارئ بمحاكاة واقعه وتطلعاته.
أحمد آل حمدان، الكاتب السعودي، في حواره مع "سيدتي"، يلقي الضوء على جوانب من مسيرته الحافلة بالنجاحات الأدبية.
كيف تصف علاقتك بالقراءة؟
طوال عمري كنت تائهاً، ووجدت نفسي عندما وجدت القراءة، حينها أصبحت أعيش حياةً بسيطة بين كتبي وأوراقي، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنها الشيء الذي يعيش من أجله أحمد آل حمدان.
ماذا عن أفكارك، من أين تستمدها؟
كلٌّ منا لديه إسفنجته الخاصة التي يسمِّيها علماء الأحياء بالذاكرة، هذه الإسفنجة بطبيعتها تمتصُّ كل القصص التي مررنا بها على امتداد سنواتنا، وتمتصُّ أيضاً قصص الأصدقاء والعائلة، والقصص التي قرأناها، أو سمعنا الآخرين يقولونها ذات مرة، من تلك الإسفنجة الممتلئة بالبروق والعواصف والرعود والسيول، يستقي الكاتب من حيث يشعر، أو لايشعر أفكاره.
كيف تتعامل مع النقد؟
أعتقد أن النقد هو من أهم الأمور التي يجب أن يلتفت إليها الكاتب إذا ما أراد أن يتطور. بالنسبة إلي، أُحبُّ أن أسمع وجهات النظر المختلفة، ثم أدوِّنها لدي في مفكرة خاصة، وأعمل على الاستفادة منها بأكبر قدرٍ ممكن في الأعمال المقبلة.
لروايتك الأولى "مدينة الحب لا يسكنها العقلاء" ..هل ستكون هناك أجزاء أخرى ضمن السلسلة؟
الكاتب في أغلب الأحيان يُدرك عدد أجزاء سلسلة قصصه الروائية، لكن سلسلة "مدينة الحب لا يسكنها العقلاء"مختلفة، إذ إنها تعتمد على نظام المراسلة بين طرفين، ففي البداية "في الكتاب الأول"، يُقرِّر الشاب أن يُرسل للفتاة الغائبة رسالةً، يُخبرها فيها بكل الكلام الذي لم يقله لها بسبب الظروف والغياب، وهكذا أصبح لدينا الكتاب الأول، وبعد عام تكتب الفتاة أوراقاً، توضح له فيها أسباب غيابها ومبرراتها، ثم تُرسل الأوراق إليه، وهكذا أصبح لدينا الكتاب الثاني، وبعدها بقرابة العام يقرِّر أحمد تحت ضغط معيَّن، أن يكتب الجزء الثالث، وفيه يطلب من الفتاة أن تُخبره بسرٍّ خطير، كانت قد أرسلته إليه لكنه ضاع قبل أن يقرأه، فإذا قررت الفتاة الإفصاح عن السر، فسيكون لدينا جزءٌ رابع من السلسلة، أما إذا قررت أن تلتزم الصمت، فستكون السلسلة قد انتهت.
هل صحيحٌ أنك كنت متردداً بشأن إصدار "أبابيل" ونشرها؟
بعد نشر "مدينة الحب لا يسكنها العقلاء"، و"أنت كل أشيائي الجميلة"، ذهبت إلى بعض الأصدقاء، وأخبرتهم عن أبابيل، فأبدوا تخوُّفهم من فكرة أن القرَّاء قد لا يتقبَّلون فكرة ذهابي إلى عالم آخر مختلف كل الاختلاف عن النوع الذي اعتادوا على قراءته مني، واحترمت وجهة نظرهم، واقتنعت بها لحدٍّ ما، وحاولت أن أُصغي لهم،وأن أكتب عملاً آخر، لكن شخصيات "أبابيل" كانت تلاحقني في كل مكانٍ أذهب إليه، وكأنها تقول لي: "طالما أوجدتنا، فأطلق سراحنا أيها الكاتب، وإلا فإنك لن تكتب شيئاً آخر". وفعلاً لم أستطع كتابة شيءٍ غير"أبابيل" وقتها،فاضطررت إلى نشرها، والحمد لله أني فعلت ذلك. أعمل الآن على كتابة الجزء الثاني من "أبابيل".
هل عُرِضَ عليك أن تتحول أحد أعمالك الأدبية إلى التلفزيون؟
نعم، عُرِضَ عليَّ أن يتم تحويل رواية "أبابيل" إلى مسلسل تلفزيوني من 30 حلقة. كنتُ متحمِّساً في بداية الأمر فمن الجميل أن تشاهد عالمك وشخصياتك وحبكتك تُعرض أمامك، لكنَّ الشركة المنتجة لم يكن لديها ما يكفي من الإمكانات لإنتاج "أبابيل" بالشكل المطلوب، فألغينا الفكرة.
ما الأصداء التي وجدتها إصداراتك الأدبية؟
الأصداء رائعة، ولله الحمد،ولا أعتقد أن ذلك يعود لمجرد كتاباتي الأدبية، بل ولأن لدي قرَّاءً رائعين، يجيدون فن الإسناد وإدخال البهجة إلى قلبي. أنا ممتنٌّ لهم كثيراً، وهم الأبطال في كل أعمالي الأدبية.
إلى أين وصلت أعمالك، وإلى أين تحلم أن تصل؟
أعتقد أننا غطَّينا أغلب الدول العربية، ولدينا خطة في المستقبل لأن نُغطي بعض الدول الأجنبية من خلال الترجمة، وأحلم أن تصل رواياتي إلى العمق،عمق قلب الإنسان القارئ، فهذا المكان الذي أحلم بأن تصل إليه كتبي. وأطمح إلى أن أُعرَف أكثر محلياً وعالمياً على أنني الروائي والسيناريست أحمد آل حمدان. أطمح إلى أن أردَّ قليلاً من الفضل والمعروف لبلادي السعودية التي وفرت المناخ المناسب والبيئة الحاضنة السليمة لنا نحن المبدعين بشكلٍ عام، والكتاب خاصةً، لنكون الأول، ليس عربياً فقط، بل وعالمياً أيضاً.