لأول مرة في تاريخ رابطة الأندية الألمانية DFL الرياضية لكرة القدم، تُختار سيدة لمنصب الرئاسة.. ورغم أن الرئيسة الجديدة ذات خلفية إعلامية واقتصادية، لكنها حظيت بشهادة الفاعلين على أنّها "الأنسب" للمنصب.. فمن هي دوناتا هوبفين؟
* خلفية إعلامية اقتصادية
ووفقاً لـ(DAILY SPORTS NEWS)، عكس شتيفان زايفرت الرئيس الحالي الذي رغب في إنهاء مشواره في الرابطة، والذي كان يوماً لاعباً بين فرق اليافعين، لا تتوفر لدى هوبفين خلفية كروية؛ بل هي قادمة من عالم الأعمال والرقمنة، كما أنها عملت في المجال الإعلامي في فترات مهمة من حياتها.. في حقيقة الأمر لم يخلق هذا الأمر بالنسبة للرأي العام جدلاً يُذكر؛ فالدوري الألماني الذي يواجه كغيره من الأندية الأوروبية، تبعات جائحة كورونا، بات عليه تغيير قواعده وسياسته وأولوياته
ولهذا فإن الحاجة إلى عهد وفلسفة جديدة، بات ملحاً أكثر من أي وقت مضى، ومن خلال الصور لا تبدو دوناتا هوبفين أنها سيدة قادمة من الملاعب، وإنما قد تعتقد للوهلة الأولى أنها تعمل في إحدى الشركات الكبرى أو في مؤسسة إعلامية، وبالفعل فالأمر كذلك، السيدة البالغة من العمر 45 عاماً، اختيرت نهاية الأسبوع رسمياً، موازاة لانطلاق منافسات الدوري الألماني لكرة القدم، رئيسة لرابطة الأندية الألمانية لكرة القدم، على أن تتولى منصبها مع بداية العام القادم، كما جاء في تغريدة مقتضبة على موقع الرابطة، من هذا المنطلق كانت الحفاوة كبيرة من قِبل مواقع صحفية ألمانية لاختيار سيدة، وذلك من منطلق أنها "إشارة جديدة" نحو التغيير، كما أشارت إلى ذلك صحيفة "برلينه روند شاو"، لكن صحفاً أخرى كصحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" حذرت هوبفين من حجم التحديات التي تنتظرها للنهوض بالكرة الألمانية دعماً للأجيال القادمة.
وقالت دوناتا هوبفين: «أود أن أشكركم على ثقتكم.. تتمتع كرة القدم الألمانية المحترفة بتقليد طويل، وهي متأصلة بعمق في المجتمع، مثل الدوري الألماني، تتمتع البوندسليجا والبوندسليجا 2؛ أي (دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية) بسمعة ممتازة في جميع أنحاء العالم.. من المهم الحفاظ على كل هذا.. أيضاً على خلفية التغيرات التكنولوجية والاجتماعية والإعلامية في مجال كرة القدم – وفي نفس الوقت تطويرها بشكل أكبر بطريقة مبتكرة»، وأضافت: «إنني أتطلع بالفعل إلى مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية؛ جنباً إلى جنب مع الأندية وفريق الدوري الألماني».
* التغيير كلمة الرابطة
"التغيير" كانت الكلمة المفتاح كذلك بالنسبة لمجلس إدارة الرابطة في تعليله لهذا الاختيار، وكانت هوبفين تعمل في شركة "Digital Ventures" التابعة لمؤسسة بوستون للاستشارات، وقد تولت منذ بداية هذا العام منصب المتحدث الإعلامي لهذه الشركة أيضاً، لكنها قبل ذلك كانت تعمل في مجلس إدارة مجموعة "بيلد" التابعة لـ"شبرينغر فيرلاغ"، إحدى أهم المؤسسات الإعلامية الألمانية، وحازت في عام 2014 لقب "الإعلامية الأولى" في ألمانيا.
* مصير زايفرت
رغم نجاحاته، كان من المفترض أن يظل زايفرت في منصبه إلى نهاية عام 2022، لكن ولضمان "انتقال" سلس، حصل توافق بين جميع الأطراف على نهاية مبكرة، مع بقاء الرجل في منصب الإدارة العامة كمستشار ومساعد لمدة سنة، القرار لا علاقة له بهوبفين وإنما باختيار زايفرت الرحيل بعد نهاية العام القادم، وقد استمر البحث عن خليفة له سنة كاملة، وفق الصحافة المحلية، ولا يعني ذلك أن شتيفان زايفرت أخفق في مهمته، إطلاقاً.. لقد برز اسمه ليس فقط على المستوى الألماني وإنما الأوروبي أيضاً، حين طورت الرابطة بقيادته حزمة من الإجراءات الصحية لمواجهة أزمة كورونا، ونجحت في إقناع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)؛ فتم تعميمها لاحقاً في باقي الدول، وهو الأمر الذي سمح بعودة الكرة إلى الدوران على الملاعب، وبعد ذلك بعودة الجماهير إلى المدرجات، وكانت خطوة أنقذت على وجه الخصوص فرق دوري الدرجة الثانية، التي كانت على وشك السقوط؛ علماً بأن الدوري الألماني كان الأول الذي عاود نشاطه في أوروبا بعد انقطاع لأشهر.