برعت النجمة السورية، ديمة قندلفت، بتقديم مختلف أنماط الأدوار في الدراما. وقدمت نفسها كممثلة جميلة وبارعة، فأبت إلا أن تحمل أدوارها بصمة خاصة. يتفق صنّاع الدراما العربية على موهبتها وشغفها، وحضورها القوي.. إذ تبحث عن أدوار تترك فيها أثراً، وليس مجرد حضور عابر. وتتجلى قيمتها الفنية بحبها لما تقدم، وبحثها عن التفرد، فكانت علامة فارقة في الكثير من الأعمال التي قدمتها. في حوارها مع «سيدتي» كشفت ديمة الكثير من التفاصيل عن جديدها وآرائها بالعديد من الأمور على الصعيدين الفني والشخصي.. نستعرضها في اللقاء الآتي.
تصوير | شربل بو منصور Sharbel Bou Mansour
تنسيق الإطلالات | جوني متى Jony Matta
مكياج | هيلدا داغر Hilda Dagher
شعر | شانت تافيتيان Shant Tavitian
شكر خاص | Exit to Nature, Jounieh, Lebabon
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2112 من مجلة سيدتي
دعينا نبدأ من مسلسل «السجين»، ما هو دورك في هذا العمل وما هي حكايته؟
العمل قصة بوليسية ممتعة، وهو مكوّن من سبع حلقات، ولن أبوح بالكثير عنه، لكن الدور الذي أقدمه مختلف على جميع الأصعدة، سواء في القصة، أو أسلوب الأداء، وحتى أدواتي كممثلة. باختصار شخصية جديدة جملة وتفصيلاً، شكلاً ومضموناً.
«الهيبة» عمل جماهيري
في العام الماضي شاركت ببطولة الموسم الرابع من مسلسل «الهيبة». كيف تقيمين هذه التجربة؟
«الهيبة» عمل جماهيري، وله شعبية استثنائية. سعيدة أنني كنت جزءاً من عائلة المسلسل، وسعدت بالنتائج وبالأثر الذي تركته الشخصية لدى المشاهدين، وتلك هي التجربة الأولى مع شركة «الصباح» وكانت مريحة وممتعة.
قيل إنك ستكملين في الموسم الخامس من المسلسل، والذي يحمل عنوان «الهيبة - جبل»، ولكن ذلك لم يحصل، فما السبب؟
لم يحصل هذا الأمر في أي من الأجزاء السابقة، فكل موسم كان له بطلته. وما تمّ تداوله كان نتيجة رغبة المشاهدين، فالجمهور تمنى ذلك وهذا أسعدني جداً. وربما نهاية العمل هي التي أوحت للجمهور بأنني سأشارك في الجزء التالي، لكنّ الأمر لم يكن مطروحاً من الأساس.
كيف تصفين شراكتك مع النجم السوري تيم حسن في المسلسل؟
معرفتي بـ تيم تعود إلى مقاعد الدراسة. وشراكتنا كانت ناجحة، ممتعة، مهنية، ملؤها المحبة. هو شريك بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ظواهر موجودة
تعرض مسلسل «الهيبة» للكثير من الانتقادات، خاصة لناحية أنه يشجع على الخروج عن القانون.. هل تتفقين معها؟
«روبن هود» شخصية خارجة عن القانون، وحققت نجاحاً ساحقاً. فيلم «الجوكر» الذي حصد نجاحاً كبيراً وحقق أعلى الأرقام في شباك التذاكر حول العالم، يتحدث عن شخصية خارجة عن القانون أيضاً. قد نتفق أو لا نتفق حول هذه الشخصيات.. فهذه الأعمال لم تختلق هذه الشخصيات، بل قدمت ظواهر موجودة، وهكذا حال «الهيبة»، قدم شخصية، صحيح أنها خارجة عن القانون بسلوكها، إلا أنها تحمل بمبادئها وطياتها غايات إنسانية محبّة وخادمة لعائلتها ومجتمعها.
كيف تصفين علاقتك بالنجمة القديرة منى واصف في كواليس «الهيبة»؟
علاقتي بالسيدة منى في كواليس «الهيبة» كانت خفيفة الدم، وإشكالية. فكلما قمت بفعل جميل مع «جبل» ضمن أحداث القصة، تحبني. وكلما أسأت له في القصة أو آذيته، نفرت مني. (تضحك).
أول عمل جمعني بها كان مسلسل «أبيض أبيض»، وبعدها كرّت السبحة، واجتمعنا مرات عديدة، وكان لي الشرف بذلك. منى واصف ست الكل وهي مدرسة بالفن والأخلاق.
تابعي المزيد:أمل بوشوشة:أعيش حياتي ببساطة ولم تغيّرني الشهرة إطلاقاً
شراكتي مع تيم حسن كانت ناجحة، ممتعة، مهنية، ملؤها المحبة.. ومنى واصف ست الكل
هل ترين أن «الهيبة» هو البديل العصري لمسلسل «باب الحارة»؟
أعتقد أنك تقصد بسؤالك أنّه تم تقديم أكثر من جزء من العملين. هذه الحالة من «الترند» لن تتوقف عند «الهيبة». فالكثير من الأعمال التي تحقق نجاحاً جماهيرياً في جزئها الأول، تتحول إلى سلسلة أجزاء، وبالنسبة للعملين «الهيبة» و«باب الحارة» كل منهما متفرد بشكله ونوعه ومقومات نجاحه.
قضية إشكالية
الدراما المشتركة تتعرض لانتقادات كبيرة لجهة أنها تركز على الترفيه ولا تحمل قضايا كبرى، هل أنت مع هذا الكلام؟
هي قضية إشكالية. هناك رأيان مختلفان عن مهمة الدراما التلفزيونية. هل يجب أن تكون لترفيه وتسلية المشاهد، أم يجب عليها أن تحمل قضية إنسانية واجتماعية، وإلى أي حد يجب أن يكون ذلك؟ الدراما المحلية أخذت الكثير من الوقت لتطرح قضايا مجتمعاتها الخاصة والمحلية، لذلك يجب أن نعطي الزمن والمساحة الكافية للدراما العربية المشتركة لأن تحمل قضايا إنسانية فكرية عابرة للمجتمع المحلي.
هل بدأت الفنانات السوريات يحجزن مكاناً في الدراما المشتركة بعد أن كانت حكراً على الفنانات اللبنانيات؟
الدراما المشتركة مؤخراً لها حامل (منتج)، عندما كان هذا الحامل هو الرأسمال اللبناني استقطبت النجمات اللبنانيات، وهذا أمر طبيعي. وبالتالي تطور الدراما المشتركة أدى إلى تطوّر مزيجها، والمزيد من التلوّن، سواء بجنسيات الفنانين والفنانات أو المواضيع التي يتم طرحها. ومع ذلك لا أستطيع أن أقول إلا أنني شاركت في الدراما العربية المشتركة بمسلسلات «علاقات خاصة»، «24 قيراط»، ومؤخراً «الهيبة - الرد». وهذه المشاركات بعضها يعود إلى العام 2014.
أما اليوم فالمملكة العربية السعودية تعطي المزيد من الاهتمام والمساحة الأكبر للثقافة والفن والدراما بجميع أشكالها، ومن المتوقع أن تعطي الأولوية للعناصر الفنية السعودية، كالمخرج والممثلين والفنيين. وهذا حق مشروع، وواجب، ومتوقع مع تطور هذا المشروع أن تصبح المساحة أكبر لمزيج من فنانين من جنسيات مختلفة. القضية في النهاية هي ليست إشكالية سورية لبنانية، فالدراما المشتركة تعتمد على حاملها ومنتجها.
حادثة قديمة
تحدثت سابقاً عن تعرضك لطلق ناري في كواليس مسلسل «الاجتياح» ما الذي حدث وكيف عالجت الأمر؟
هذه الحادثة قديمة مر عليها سنوات، وقد سُجلت حوادث كثيرة في الدراما. أحياناً يكون الخطأ فنياً أو تقنياً، وأحياناً الظروف، وأحياناً المصادفة تلعب دورها، ومع تطور هذه الصناعة، أصبحت الشركات تستعين باختصاصيين لتفادي تلك الأخطار قدر الإمكان.
ما الدور الذي تمنيت أن تؤديه بعد أن شاهدت ممثلة أخرى تؤديه؟
عندما أشاهد أي عمل ويعجبني، فهذا يعني أن الشخصيات وصلتني بشكلها التي قدمها أبطالها، لذا لا يمكن أن أتمنى تقديم دور نجحت زميلة لي في تقديمه بأفضل شكل. فالدور أعجبني كما قدمته هي، وبالتالي لا أفكر به لنفسي، ولا أتمنى أن ألعبه.
ما هو الدور الذي تحلمين بتأديته ولم يعرض عليك؟
لا دور معيناً، هناك أدوار كثيرة أطمح لتقديمها.. أطمح لتقديم أكبر قدر ممكن من الشخصيات المنوعة، التي تمارس مهناً متنوعة، وتواجه ظروفاً متباينة. شخوص وشخصيات من عوالم مختلفة، وطرق مختلفة. كل أنواع الدراما، ومنها أعمال السيرة الذاتية.
على سيرة السير الذاتية من هي الشخصية التي تتمنين تقديم سيرتها الذاتية؟
أحب أن أقدم سيرة حياة داليدا.
تابعي المزيد:يسرا اللوزي تفتح قلبها لـ"سيدتي": أنا من الجيل المظلوم!
أتمنى تقديم السيرة الذاتية لـ «داليدا» وأفكر باحتراف الغناء
من هو الشريك الذي ترتاحين معه بالعمل من هؤلاء: تيم حسن، باسل خياط، قصي خولي، عابد فهد، عبد المنعم عمايري، وباسم ياخور؟
كل الشركاء. مع باسل خياط شكلت واحدة من أجمل الثنائيات في «وشاء الهوى». وتكررت في «جرن الشاويش» وحققت نجاحاً كبيراً. أما ثنائيتي مع قصي خولي فكانت في «أهل الغرام» سميت بأيقونة الدراما السورية، وتكررت في «حبيبي» من سلسلة حلقات «أهل الغرام». ومع باسم ياخور اجتمعت في «علاقات خاصة»، واستطاعت شخصيتا مايا وتيم أن تحققا نجاحاً كبيراً. عبد المنعم عمايري أيضاً كان لي تجارب ممتعة معه، منها في لوحات مسلسل «بقعة ضوء» وقبلها في فيلم سينمائي بعنوان «العاشق». أما تيم فالتقيته وجهاً لوجه في «الهيبة». وكانت الشراكة بنّاءة ومحببة لقلوب الناس.
احتراف الغناء
تطرحين أغاني خاصة بمناسبات محددة بين الفترة والأخرى، هل تفكرين باحتراف الغناء وطرح أغان بشكل دائم؟
هذا المشروع دائماً موجود، والسؤال رافقني منذ بدأت. دائماً استغلّ فرصاً تعرض عليّ وأقدم جزءاً مما لديّ. وهذا حصل في برنامج «انت مين - The Masked Singer»، وقبلها في «شكلك مش غريب». عندما تعرض عليّ فرص أخرى من هذا النوع، تحت أي عنوان أو قالب درامي تلفزيوني مسرحي سينمائي غنائي، فأنا طبعاً جاهزة وأحب.
أمر شخصي جداً
هل تُعدّين من الأعلى أجراً بين الفنانات السوريات؟
لا أسأل عما يتقاضاه الغير. فالأمر أعدّه شخصياً جداً.
ما هي شروطك للموافقة على أي عمل فني؟
بالنسبة للشروط للموافقة على أي عمل فني، هي: النص، الدور، المخرج، شركة الإنتاج والأجر.
هل يمكن أن ترفضي دوراً جميلاً ومقنعاً من أجل الأجر؟
بكل تأكيد، إلا إذا كان عملاً لا يسعى إلى الربح، أي عمل غير تجاري.
هل تشترطين ترتيب اسمك على الشارة في مكان معين مع عقود مشاركتك في المسلسلات، ولماذا؟
هو حق وليس شرطاً.
رافقتك شائعات بالانفصال عن زوجك، ما السبب الذي يدفع الناس لإطلاق هذه الشائعات؟
رافقتني شائعات الزواج حتى قبل أن أتزوج. وبعد الزواج، بدأت شائعات الانفصال. قد يكون السبب لأنني لا أطرح حياتي الشخصية على السوشيال ميديا، فتبدأ التكهنات والأحاديث «متزوجة مطلقة.. مطلقة متزوجة».
إطلالات الفنانات
لمَ تحول التركيز على إطلالات الفنانات أكثر من التركيز على أدائهنّ؟
إن ركزت الفنانة على إطلالتها بدون مضمون فني ودرامي ترتكز عليه، تكون إطلالتها عابرة.
هل برأيك عمليات التجميل أفقدت الفنانات مرونة معينة في الأداء؟
هذه العمليات تخدم الفنان بمرونة الشكل، وتعزز الثقة لديه. لكنّ المبالغة فيها أحياناً تحد من مرونته، ومن قدرة الممثل على التعبير.
صراحة، هل يهمك مظهرك الجمالي في العمل، وهل تحسبين حسابه؟
يهمني المظهر الذي يلبي متطلبات الشخصية. على سبيل المثال شخصية «وصال» التي قدمتها في مسلسل «فوضى» قدمت الشكل الملائم لهذه الشخصية المتعبة والمريضة، وما تحمله من تاريخها وواقعها المؤلم.
متى تستخدم ديمة قندلفت زر البلوك على السوشيال ميديا؟
عندما أقرأ تعليقاً لا أخلاقياً أو فيه قلة تهذيب.
لهذا السبب رافقتني شائعات الانفصال وأخشى التقدم بالعمر، كأي امرأة
من هي الفنانة الاستعراضية العربية أو العالمية التي تبهرك بحضورها؟
شيريهان وجينيفر لوبيز.
هل ترين أن هناك منافسة غير شريفة في الوسط الفني، وكيف يحدث ذلك؟
هذا موجود في كل الأوساط، وليس فقط في الوسط الفني، في قطاع الأعمال والسياسة وغيرها. فالمنافسة غير الشريفة ليست حكراً على الوسط الفني.
أفرح بالهدايا
أكثر شيء تخاف منه ديمة قندلفت؟
المرض، الفقد، الغربة.
هل تخشين التقدم بالعمر وتفكرين به؟
أخشى التقدم بالعمر، كأي امرأة.
أكثر شيء يفرحك؟
أفرح بالهدايا. (تضحك)
كيف تقضين أوقات فراغك وما هي هواياتك المفضلة؟
إما تحت الماء، أو داخل جدران الاستوديو.
كلمة لـ «سيدتي»؟
«سيدتي» مجلة عريقة محافظة على خطها، وكل شيء تقدمه ضمن إطار فني جمالي يليق بالمرأة وبالمجتمعات العربية. رافقتنا ونحن رافقناها، وإن شاء الله سترافق أجيالاً قادمة.
تابعي المزيد:هند صبري: أفكر يومياً في اعتزال مواقع التواصل.. والأوسكار لا يشغلني