من المعروف أن الإفراط في تناول المأكولات والمشروبات يقود في النهاية الى السمنة الزائدة، لكن دراسة جديدة أجريت مؤخرا، خرجت باستنتاجات مخالفة للتوقعات حول أسباب السمنة وكيفية علاجها.
وفي مقال نُشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، وقدم 17 عالما من أمريكا والدنمارك وكندا، وهم مجموعة باحثون إكلينيكيون وخبراء في التغذية والصحة العامة، دليلا من خلال ارتباط الكربوهيدرات والأنسولين في الآلية البيولوجية للسمنة، بأن الأسباب الجذرية للسمنة لا تتعلق بكمية الطعام المستهلكة بل تتعلق بتكوينها.
ويعتمد هذا النهج في علاج السمنة على نموذج قديم جدا عمره قرون، يطلق عليه اسم نموذج "توازن الطاقة"، ونص هذا النموذج على أن الإنسان يكتسب وزنا عندما يستهلك طاقة (عن طريق الطعام) أكثر مما ينفق (عن طريق الحركة).
واقترح مؤلفو الدراسة الجديدة نموذجا بديلا للكربوهيدرات والأنسولين أشارت نتائجه إلى أن السبب الرئيسي للسمنة ليس الإفراط في تناول الطعام في حد ذاته، ولكن الاستهلاك المفرط للأطعمة ذات المؤشر "الجلايسيمي المرتفع.
وقالت جمعية التغذية الأمريكية: "عندما نأكل الكربوهيدرات عالية المعالجة (المصنعة)، فإن الجسم يزيد من إفراز الأنسولين ويثبط إفراز الجلوكاجون.
وهذا بدوره يرسل إشارات للخلايا الدهنية لتخزين المزيد من السعرات الحرارية، ويرسل طاقة منخفضة للعضلات والأنسجة النشطة الأيضية الأخرى".
وبحسب الدكتور ديفيد لودفيج، أخصائي الغدد الصماء في مستشفى بوسطن للأطفال وأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، وقائد الدراسة، "يتلقى الدماغ إشارة تفيد بأن الجسم لا يحصل على الطاقة الكافية، وهذا بدوره يجعلك تشعر بالجوع. فيحاول الجسم توفير الطاقة عن طريق إبطاء التمثيل الغذائي. ونتيجة لذلك، نبقى جائعين حتى لو واصلنا اكتساب المزيد من الدهون (الطعام)".
وأشار الباحثون إلى أنه؛ بدلا من تشجيع الناس على تناول كميات أقل من الطعام، وهي استراتيجية لا تعمل عادةً على المدى الطويل، يقترح نموذج "الكربوهيدرات والأنسولين" مسارًا مختلفًا يركز بشكل أكبر على فهم ما نأكله.
ووفقا للمؤلفين، فإن تقليل تناول الكربوهيدرات سريعة الهضم يخفف أيضا من الشعور المستمر بالجوع. نتيجة لذلك، يمكن للناس أن يفقدوا الوزن دون اللجوء إلى قيود الطعام المرهقة أو الريجيم.