تؤمن نور النمر بأن الفن يمكن أن يكون علاجاً أو شفاءً، أو أكثر من ذلك؛ فسواء كنتَ متذوقاً فنياً أو فناناً تتجول في معرض فني، أو تنتج فنك الخاص؛ فإن الرسومات الملوَّنة والتصميمات الفريدة، قد يكون لها تأثير علاجي قد لا ندركه، لكن بالنسبة للفنانة الشابة ورائدة الأعمال؛ فالفن ليس مجرد ضربات فرشاة أو إكسسوار ديكور منزلي؛ بل هو أيضاً مسؤولية اجتماعية.. من هذا المنطلق، أطلقت مشروعها "نسيج الأمل" لتسليط الضوء ورفع الوعي حول مختلف القضايا التي يمكن أن تساعد في تغيير العالم إلى مكان أفضل.
• نسيج الأمل وقضايا تغيير العالم
نسيج الأمل، عبارة عن خط نسيج مبتكر يقوم على تصميم أنماط زخرفية فريدة، ورسومات متخيلة، ووحدات هندسية، وأخرى عضوية تميل للفطرة، وجُمَل تحفيزية بخطوط حرة، صممها أبطال وبطلات من متحدّي السرطان في مستشفى سرطان الأطفال 57357 بمصر.
أخذت النمر هذه التصاميم الفطرية المدهشة وبثت فيها الحياة؛ فنقلتها من الورق إلى القماش، على أنها لم تتخذ الطرق التقليدية في طباعتها على القماش؛ بل عمدت لطريقة أكثر ابتكاراً وإبداعاً؛ فكلفت نساء من منطقة "إسطبل عنتر" من المحرومات والمتسربات من التعليم والعاطلات عن العمل، بتطريز هذه التصميمات الفطرية بطريقة "المنسج" الدقيقة، على شكل قطع ديكورية فريدة يمكن استخدامها في التصميم الداخلي وصناعة الأزياء.. وقامت برصد نسبة مئوية من العائدات إلى مستشفى سرطان الأطفال.
تابعي المزيد: ملتقى "صناعة الأزياء.. آمال وتطلعات" في السعودية
• دورة إيجابية تبدأ برسومات أبطال متحدّي السرطان
تقول نور النمر عبر صفحتها الرسمية على إنستجرام : «اخترت التطريز لأنه يكرس قيمة الحواس، وهي قيمة فريدة تجعلنا نشعر بنبض التصميم من خلال "إحساس اللمس"، كما أن التطريز يضيف قيمة إلى الدورة الإيجابية التي أحاول خلقها».
الدورة الإيجابية التى سعت النمر لخلقها، تبدأ برسومات الأطفال، وتمر عبر توفير الوظائف للأسر الفقيرة والمحرومة فى منطقة شعبية فقيرة؛ حيث لا تتعامل نور فقط مع النساء اللواتي يطرزن الأقمشة، وإنما تتسع الدائرة للحرفيين الذين يعملون بالأخشاب والمفروشات والنحاس والزجاج؛ حيث تشمل منتجات نسيج الأمل: الوسائد، والتابلوهات الفنية، وتركيبات الإضاءة، والستائر، والكراسي بذراعين، وكل المنتجات التى تَستخدم الأقمشة.
• حكاية نسيج الأمل
البداية كانت من تصميم كرسي؛ اعتماداً على رسومات الأطفال البريئة، وجاءتها فكرة الاستعانة برسومات الأطفال في مستشفى 57357؛ فاتفقت مع القائمين على أن تقدم لهم "ورشة للعلاج بالفن" مجانية.
اكتشفت نور أن الأطفال مرضى السرطان، لهم قدرة مذهلة على الرسم وتلوين الرسومات بألوان نابضة بالحياة، مفعمة بالأمل.
حسب موقع womenofegyptmag.com، كانت نور تلتقي بالأطفال المرضى مرتين في الأسبوع لمدة ستة أشهر؛ فعلّمتهم تقنيات الفن وحدثتهم عن تاريخه، والفنانين المشهورين مثل: بيكاسو، وبول كلي، وكاندينسكي، وميرو، وماتيس، وفان جوخ، وعرضت عليهم رسوماتهم ولوحاتهم الشهيرة، وساعدتهم على فهمها وترجمتها بطريقتهم الخاصة.. وما أنتجه الأطفال، كان لوحات الفنانين الشهيرة، ولكن كما تراها أعين أبطال السرطان.
تابعي المزيد: "العلاج بالفن التشكيلي" ورشة تدريبية بجمعية جسفت الجبيل
• حكاية زِيّ التمريض ورسومات الأمل
بمصادفة بسيطة، تمكنت نور من نشر اللون في حياة العديد من مرضى السرطان؛ حيث كان القائمون على مستشفى 57357 يبحثون عن تصميم لزِيّ التمريض، على أن يكون من خامة مضادة للبكتيريا، وكان الزيّ القديم يواجه مشكلة البَهَتان بعد الغسيل، على أن طلاب جامعة زويل في مصر اخترعوا زِيّاً مضاداً للبكتيريا، ولكنه كان بلون "سادة" وغير مبهج.
ومن ثم ابتكرت نور تصميماً ذا رسومات مبهجة طفولية، ثم تمت إضافة عبارات تحفيزية برسائل إيجابية محببة، مثل: احنا معاك، بكره أحلى، كل يوم جديد، اضحك، بنحبك، أنت سوبرمان، أنتِ أميرة.
زاد الطلب كثيراً على تصاميم زِيّ التمريض؛ خاصة بمستشفيات السرطان مثل: مستشفى بهية لسرطان الثدي، ومستشفى معهد الأورام، ومؤخراً قامت نور بتصميم المشروع القومي للتبرع بالبلازما.
تابعي المزيد: عبارات تحفيزية للطالبات لتحقيق النجاح
- سيدة تبدع التصميم على الماكينة
• من هي نور النمر
درست نورهان النمر الشهيرة بنور النمر، الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ شغفها بالتصميم عندما أخذت دورة للمصممة "شوشا كمال" في عام 2016؛ حيث شعرت في ذلك الوقت بأنه يمكنها تغيير العالم من خلال التصميم؛ فبدأت القراءة عن قوة الألوان وتأثيرها، وكيف يمكننا استخدام التصميم كأداة لإيصال رسالة، ومن ثَم قررت المساعدة من خلال العلاج بالفن للمرضى الذين يخوضون معركة صعبة - مثل مرضى السرطان - للحصول على الأمل والاستمرار.. كان هذا هو الهدف من مشروع نور النمر "نسيج الأمل".
- نور مع تصميمات ملابس الممرضات، من نسيج الأمل