الحياة مليئة بلحظات السعادة، لكنَّها في الوقت نفسه ليست خالية من المشكلات، وقد واجه كلُّ واحد منَّا العديد منها خلال حياته؛ فما أكثر تلك العقبات التي جعلتنا نحتار في معالجتها، وتلك التي تهرَّبنا من حلها متأملين أنَّها ستزول بعد فترة
فنحن نواجه المشكلات طالما نحن أحياء، لكنَّنا لا نعيرها انتباهنا حتى نشعر بتأثيرها الكبير فينا، ويحدث ذلك عندما تصبح المشكلة مصدراً للقلق أو الأذى أو الحزن
تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية لسيدتي تجعل المشكلات الحياة تستحق أن تُعاش؛ فهي تساعدنا على التكيف مع المواقف المختلفة لنصبح أكثر صلابة، فمهما كانت المشكلة التي تواجهها، سيكون لها حل، أو على الأقل هناك طريقة لإدارتها والتعامل معها. لذلك، لا تسمح للتحديات التي تواجهك أن تمنعك من الاستمتاع بالحياة والاستفادة من الفرص التي تتيحها لك مهما حصل.
*طرق علاج مشاكل الحياة
- حدّد المشكلة وواجهها:
أول خطوة يجب أن تقوم بها حتى تعالج المشكلة التي تواجهك هي أن تحدد المشكلة وتواجهها. اجلس في مكان هادئ، ودوِّن على ورقة المشكلة التي تواجهك، ودوِّن الأسباب والعوامل التي أدت إلى ظهورها؛ إذ سيساعدك هذا على معرفة المشكلة بشكل أدق وأوضح. احرص أيضاً على أن تفكر بتمعن وتجرد خلال تدوينك المشكلة حتى لا تسيطر عليك مشاعرك وعصبيتك، وتعجز بالتالي عن تحديدها بدقة.
- ضع عدة حلول منطقية:
بعد أن تتعرف على المشكلة التي تواجهها، عليك أن تضع بعض الحلول الممكنة لها، وهذه الخطوة هامة جداً وتحتاج إلى تركيز عالٍ؛ ذلك لأنَّه سيتحدد على أساسها ما إذا كنت ستنجح في حل المشكلة أم لا. فكّر جيداً في جميع الحلول المنطقية الممكنة، واختر الحل الذي يناسب عقلك وقلبك، وأحصِ الإيجابيات والسلبيات التي ستنتج عن قرارك، ثمَّ قرر ما هو الحل الجيد للمشكلة التي تواجهها. يجب أن تكون حلولك المنطقية دائمة وتُقتَلع المشكلة من جذورها، وألَّا تكون مؤقتة وتخفي المشكلة لفترة معينة، ثمَّ تعاود إلى الظهور مرة أخرى؛ لذا يتوجب عليك التفكير بشكل منطقي، ووضع الحلول المناسبة والدائمة.
- استعِن بأصدقائك:
الأصدقاء الأوفياء هم خير من نحتاج إليهم في مواجهة الظروف الصعبة؛ لذا اعتمد على أصدقائك في حل مشكلاتك، فقد يكون لديهم قدرات ومهارات عالية في هذا المجال، وبإمكانهم أن يساعدوك. إقرأ أيضاً: 7 أنواع من الأصدقاء لا يُمكن الاستغناء عنهم.
*الاجتهادات المطلوبة منك للتعامل مع المشكلات
- لا تفقد الأمل بحل المشكلة مطلقاً:
لعلَّ من الأمور التي تُصَعِّب عليك حل المشكلة، وتُفقِدك زمام الأمور لمواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة والمنطقية لها: "سيطرة الحزن والاكتئاب عليك، وفقدان الأمل في الوصول إلى الحل الملائم"؛ لذلك عليك التذكر دائماً أنَّك لست الوحيد الذي تواجه المشكلات، وأنَّ كلَّ الناس معرضون إلى ذلك في حياتهم، وربَّما تكون مشكلاتهم أصعب بكثير من مشكلتك.
- تنمية القدرة على مواجهة المشكلات:
لعلَّ من الأمور التي تساعدك كثيراً في مواجهة المشكلات وحلها بسهولة: "عدم انتظار وقوع المشكلة لتبحث عن حلول لها". عليك تطوير نفسك وتنمية مهاراتك بهدف حل أي مشكلة يمكن أن تواجهك بشكل أمثل، وذلك من خلال: قراءة الكتب المفيدة والقصص. تنمية العلاقات الاجتماعية والتعرف على أصدقاء جدد. التقرب من الأشخاص الذين يتسمون بالحنكة والذكاء، ويملكون خبرات وتجارب كثيرة. دراسة فن حل المشكلات. حيث سيساهم كل ذلك بفاعلية في مساعدتك على إيجاد الحل الأنسب لكلِّ مشكلة يمكن أن تعترض طريقك.
- تقبُّل الفشل، والتَّعلم منه:
قبولك بفكرة النجاح والفشل، واعتبارهما جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية". كلُّ ما عليك فعله هو تقوية ثقتك بنفسك، وتطوير مهاراتك والجوانب الشخصية العملية والمهنية والأخلاقية، والتعلم والاستفادة من كل التجارب التي مررت بها.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة:
تحسِّن الممارسة المنتظمة للتمرينات الرياضية المزاج، وتمنح شعوراً بالبهجة والسعادة والسرور، وتعزز إطلاق النواقل العصبية الدماغية؛ كما أنَّ أخذ قسط كافٍ من النوم -بما يعادل 7 إلى 8 ساعات يومياً- يساعد في التعامل مع المشكلات اليومية بطريقة مثلى، خاصة عندما تسبب هذه المشكلات الإجهاد والتعب العام في الجسم
- نفّذ الحل مباشرة:
بعد أن تعثر على الحل المناسب، لا تُطِل التنفيذ، وسارع في معالجة المشكلة؛ فكلَّما حُلَّت بطريقة أسرع، استطعت التحكم بالأمور بشكل أفضل، وقلَّلت حجم الخسائر، وتمكنت من الحصول على أفضل النتائج. لا تنسَ أن تأخذ الحيطة والحذر خلال حل المشكلة، وذلك لتلافي أيِّ خطأ يمكن أن تقع فيه.