كيف تكونين شخصية مفكرة؟

يقول عالم الرياضيات والفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت: "أنا أفكر ، إذن أنا موجود".
فإذا كان هناك شيء واحد يجعلكِ مختلفة عن باقي الكائنات؛ فهو قدرتكِ على التفكير، نحن نفكر في الماضي، ونتخيل ما يمكن أن يكون، ثم نخطط لطرق لجعل أفكارنا حقيقة، وتمكننا الطبقة الخارجية المتقدمة من دماغنا، أو القشرة الدماغية، من تذكر الأحداث الماضية والتنبؤ بالعواقب المستقبلية لأفعالنا قبل أن نتخذ القرارات. يمكننا التركيز في كيفية التفكير، ومن ثمّ استخدام هذا التفكير لتبادل الأفكار مع الآخرين؛ لنصل للفكرة الأمثل التي تمكننا من اتخاذ القرار الصائب.
"سيدتي" التقت د. رانيا منصور، استشاري نفسي، للحديث حول بعض مبادئ التفكير الأفضل التي يمكنكِ تطبيقها لكي تكوني شخصية مفكرة؛ تجيدين التفكير، واتخاذ القرارات الصحيحة وفق السياق التالي..
تقول د. رانيا لـ"سيدتي":
العقل هو مفتاح التفكير، وهناك العديد من الطرق المختلفة لتحديد وقياس مقدرتنا على التفكير واتخاذ القرار، على أن العقل الإنساني يمكننا تطويعه أو تدريبه؛ حتى تتداعى الأفكار وتتدفق في سلاسة لمخيلة كل منا..

تابعي المزيد: طرق التخلص من التفكير الزائد

• كيف أهيئ نفسي لمرحلة التفكير؟

  

  - يتطلب ذلك البحث عن مكان هادئ ومحايد للوجود فيه، ولا يفضّل أن يكون به أي عنصر من عناصر التشتيت؛ كأصوات مرتفعة، أو ضجيج، أو حوار ما.. يفترض أن يكون المكان هادئاً تماماً.

- لا بد أن تكوني في حالة استرخاء تام، بحيث لا تعانين أي إجهاد نفسي أو جسدي.
- حاولي التركيز قدر المستطاع في الموضوع المطلوب التفكير فيه، ويمكنكِ أن تكرري نطق اسم الموضوع كثيراً؛ حتى تكرسيه في اللاوعي.
- تخلصي تماماً من كل مشاعر القلق والتوتر، وحاولي أن تكوني صافية الذهن قدر الإمكان.

تابعي المزيد: ما هي قوة التفكير؟

• بعض مبادئ التفكير الأفضل التي يمكنكِ تطبيقها لتكوني مفكرة واعية..

  

1. اضغطي على عواطفك. أفكارنا الواعية ليست سوى جزء بسيط مما يحدث في أدمغتنا. في أي لحظة، يأخذ اللاوعي كميات هائلة من المعلومات التي لا ندركها حتى ويعالجها بسرعة كبيرة. بناءً على استنتاجاته، يولد الدماغ المشاعر، لذلك لا تتجاهلي هذا الشعور اللطيف الذي يخبرك بتجنب شيء ما، فعقلك اللاوعي يحاول إخبارك بشيء ما.
2. لا تفكري تحت الضغط.
3. فكري في وجهات النظر البديلة.
4. تحدي الأفكار المريحة المفضلة، فالمعتقدات الافتراضية المبنية على قناعات شخصية، مثل الإعجاب وعدم الإعجاب، تُبعدك عن المنطق الصحيح في التفكير.
5. كما ذكرنا، حاولي الاسترخاء قبل التفكير.. يمكنك أخذ حمام دافئ، أو التنزه الطويل.

6. لا تجعلي الذكريات هي المحرك الأساسي لعقلك، فتستدعي أفكاراً سابقة بناء على ذكريات سابقة؛ بغرض تطبيقها في الوقت الحالي، فحسب العلماء؛ فإن الذكريات قد تكون خادعة.
7. اعلمي أن قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن قوة الإرادة والتفكير المعرفي، هي جزء ضعيف، فإن أخفقتِ في محاولة التفكير والتركيز؛ لا تيأسي، وحاولي مرة أخرى.
8. ادرسي أخطاءك. إحدى السمات المشتركة للمفكرين الناجحين هي استعدادهم للتركيز على سلبياتهم، حتى عندما يقومون بعمل جيد؛ فإنهم يصرون على النظر في أخطائهم؛ ليستفيدوا منها، فالسعي إلى الكمال وصفة للسعادة، لكنه عنصر حيوي في التعلم؛ لأن خلايا الدماغ تكتشف كيفية تصحيح الأمور؛ من خلال تحليل الأخطاء التي حصلت عليها.
9. انطلقي في رحلة مع أحلام اليقظة، فقد اكتشف العلماء أن أحلام اليقظة هي أداة مهمة للإبداع، فهي تسبب اندفاعاً للنشاط في دائرة تعرف باسم "الشبكة الافتراضية"، والتي تربط أجزاء مختلفة من الدماغ، وتسمح للعقل بتكوين ارتباطات جديدة. إن دماغ أحلام اليقظة هو في الواقع في حالة نشاط زائد.
10. ركزي في التفكير.. فيما وراء المعرفة، كما هو معروف، هو مهارة حاسمة، فأفضل مؤشر على الحكم الجيد ليس الذكاء أو الخبرة.. إنها الرغبة في الانخراط أو في التعمق.
تابعي المزيد: كيف تتخلص من القلق والتفكير المستمر؟