"الذهب زينة وخزينة"، مقولة شائعة تفيد بأن "المعدن الأصفر" المرغوب من النساء في الحلي، لا يتخلّى عن قيمته، مع مرور الزمن، لذا هو يمثّل استثمارًا مربحًا، وقد يكون بمثابة "دعامة" في مواجهة غدرات الزمن. مع التداول في الذهب، في إطار ثورة التكنولوجيا؛ يسأل سيدتي. نت" ريادي الأعمال والمحلّل السياسي والاقتصادي في أسواق المال الدكتور علي الحليوة عن مدى ثبات "المعدن الأصفر" في سوق التداول، وعن الشكل الذي يتخذه الاستثمار في هذا المجال.
الذهب في أزمة "كورونا"
حسب الدكتور علي الحليوة Dr. Ali Hleewa، "لطالما كان الذهب هو "المنقذ" للمستثمرين في الأزمات على مرّ العصور.. حتّى في أزمة "كورونا"، لوحظ هبوط حادّ في أسعار العقارات والأسهم والسندات، بخلاف الذهب الذي حقّق ارتفاعًا قياسيًّا.
إلى ذلك، فإن كلّ مادة تدخل في التداول، قد تفقد قيمتها السوقيّة بعد مرور الزمن، وقد تحتاج إلى صيانة، وقد تتأثر بالعوامل الاقتصادية للدولة، بخلاف الذهب الذي يعدّ ملاذًا آمنًا للاستثمار". نصّ حوار "سيدتي. نت" مع د. على الحليوة، في الآتي.
تابعوا المزيد: السلفادور أول دولة في العالم توافق رسميًا على تداول "البيتكوين" كعملة قانونية
السبائك الذهبيّة أم الليرات؟
عند الحديث عن الاستثمار في الذهب؛ هل المقصود هو السبائك الذهبية أم الليرات أم الحلي التي تفضلها النساء؟
التداول الرقمي بالذهب، مادته السبائك الذهبية، فالسعر المعروض خاصّ بالأونصة التي يتمّ التداول بها من خلال عقود مقابل فروقات، أي السعر الفوري للأونصة. علمًا أن اختيار آلية العقود بدلًا من تبادل الذهب بشكل مادي، هدفه هو تسهيل عملية التداول، وتسريعها، حيث أن المتداول يستطيع بيع الذهب وشراءه، من خلال ضغطة زرّ بوساطة الموبايل أو الكُمبيوتر، من دون إن يلجأ إلى شراء الذهب من الصائغ، ونقله، ودفع الضرائب جرّاء ذلك. التجارة قبل ثورة الإنترنت كانت تقتصر على أن يكون البائع (التاجر) والشاري (المستثمر) في سوق أو محل، وأن يتقابلا وجهًا لوجه في إطار عمليّات بيع المنتج وشرائه. راهنًا، أصبح التاجر والمستثمر يقومان بعمليات العرض والطلب عن طريق شبكة الإنترنت، ومن خلال منصّات التداول العالمية التي تعرض مئات بل آلاف المنتجات، كالذهب والحديد والألمنيوم والقهوة والنفط... وهذه الميزة تعجب ناسًا كثيرين، من المستثمرين.
عيار الذهب
هل من فروق بين عيارات الذهب، عند الاستثمار في "المعدن الثمين"؟
يعتمد عيار الذهب على: نسبة الذهب والرصاص والمواد الأخرى في المعدن؛ فإذا كان سعر أونصة الذهب (عيارها 24 قيراطًا) هو 1000 دولار أميركي مثلًا، فإن سعر أونصة الذهب من عيار 21 قيراطًا يساوي 875 دولارًا أميركيًّا. أمّا إذا ارتفعت أونصة الذهب (عيارها 24 قيراطًا) إلى 2000 دولار أي بمعدل 100٪؛ فإن سعر أونصة الذهب من عيارها 21 قيراطًا سيرتفع أيضًا إلى 1700 دولارًا أميركيًّا، أي حسب النسبة المئوية عينها.
تابعوا المزيد: معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات 2021 ينطلق في أكتوبر بإكسبو الشارقة
يُقال إن الاستثمار في الذهب مربح، لكن على المستثمر أن يكون صبورًا. هل المقولة صحيحة؟
المقولة صحيحة؛ فقد يضطرّ المستثمر أحيانًا إلى الصبر لشهور عدة، حتّى يقتنص الفرصة، ويجني الأرباح، مع الإشارة إلى أن اسواق التداول في العقود الفورية لا تخضع لنفس المعيار، ما يعني أنّه يمكن التداول باتجاهي السعر، أي صعود سعر المعدن وهبوطه، في عمليّات تسمى بعمليات الشراء والبيع Long and short.
وقت شراء "المعدن الأصفر"
هل من مخاطر مترتبة على الاستثمار في الذهب؟
بداية، يجب توضيح نقطة مهمة، مفادها بأن كلّ تجارة في العالم معرضة للربح والخسارة؛ الذهب أقل خطورة بشكل عام، مع مخاطرة وحيدة متعلّقة في التداول فيه، متمثّلة في عدم شرائه في الوقت المناسب أي ابتياع "المعدن الأصفر"، من دون تحليل ودراسة للسوق. لذا، أدعو المستثمرين، رجالًا ونساءً، أن يشتروا الذهب من مناطق صالحة للشراء، وبسعر مناسب، كي يفيدوا من صعود المعدن، بعد الدراسة والتحليل الفنّي.
تابعوا المزيد: الصحافي السعودي ظافر الدوسري يكشف أسرار بيع الذهب والمجوهرات في كتاب
