استطاعت صانعة الأفلام النيوزيلندية جين كامبيون تحقيق سلسلة انتصارات في أوروبا، فإلى جانب فوزها بجائزة الأسد الفضي فى مهرجان البندقية مؤخراً، حصدت المخرجة الستينية على جائزة "لوميير" السينمائية، والتي توصف بأنها جائزة "نوبل السينما" في مدينة ليون الفرنسية.
• استقبال حافل لصانعة الأفلام
عقب إعلان اسم جين وفوزها بجائزة نوبل السينما، ضجت قاعة الاحتفال بالتصفيق الحار، حيث تم عرض فيلمها "البيانو" من إنتاج عام 1993، والذي أكسبها شرف أن تكون أول مخرجة سيدة تفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، كما حصلت عن نفس الفيلم عن جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي.
حسب موقع .rnz.co.nz، فعقب إعلان اسمها صعدت جين المسرح وهي منبهرة، وقالت للجمهور الهائل: "لقد أثّر في كثيراً أن أكون ضيفة في هذا المهرجان وأن يتم تكريمي. إنه أمر مذهل بشكل لا يصدق"، وأعربت عن سعادتها البالغة لعرض فيلمها قائلة: "إنه أمر لا يصدق بالنسبة لي أننا هنا نشاهد فيلماً عمره 30 عاماً ولا يزال حياً للناس. إنه مؤثر للغاية"، وأشارت المخرجة النيوزيلندية إلى أن صناعة الأفلام تتطلب علاقات وصداقات ومغامرات عظيمة، حيث يستغرق الأمر أناساً رائعين في الظلام (رواد السينما)؛ لكي يخرج الفيلم للنور.
وكان فيلم كامبيون الأخير The Power of the Dog، والذي أنتجته نتفليكس، وأخرجته السينمائية البالغة 67 عاماً هذه السنة، وقدمته عقب سنوات طويلة من الغياب، قد فاز منذ أيام قليلة بجائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج سينمائي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وقد تم عرضه من بين مجموعة مختارة من أفلامها التي عُرضت في ليون، والذي أكسبها سعادة بالغة..
تابعي المزيد: هؤلاء هم أهم الفائزين والمرشحين في تاريخ جوائز الأوسكار
• قيود الرسم تدفع جين لعالم السينما
ولدت إليزابيث جين كامبيون بالعام 1954 لعائلة فنية، فوالدتها ممثلة وكاتبة سيناريو، ووالدها مسرحي، وعمل مديراً للأوبرا ونشأت جين مع أختها آنا، وشقيقها مايكل، الذي يصغرها بسبع سنوات في عالم المسرح النيوزيلندي، في البداية رفضت فكرة العمل في مجال الفنون الدرامية، وحصلت على بكالوريوس الآداب في الأنثروبولوجيا من جامعة فيكتوريا في ويلينجتون بالعام 1975، ثم التحقت بمدرسة تشيلسي للفنون، وسافرت لجميع أنحاء أوروبا، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في الفنون البصرية (الرسم) من كلية الفنون في جامعة سيدني بالعام 1981.
أدى استياء كامبيون من قيود الرسم إلى الهروب لصناعة الأفلام، فقامت بإخراج أول فيلم قصير لها بعنوان Tissues، والذي حصلت من خلاله على جائزة السعفة الذهبية للفيلم القصير في مهرجان كان، ثم قدمت العديد من الأفلام القصيرة أثناء دراستها في المدرسة الأسترالية للسينما والتلفزيون والراديو.
عندما اتجهت جين للأفلام الروائية الطويلة، فاز أول أفلامها وكان بعنوان Sweetie بالعديد من الجوائز الدولية، خلافاً لكل الجوائز التي حصدتها جين، فقد حصدت جائزة أفضل مخرج من المعهد الأسترالي للسينما، وجائزة جولدن جلوب لأفضل مسلسل قصير، وجائزة إيمي لأفضل ممثلة وغيرها، وترأست جين لجنة التحكيم لقسمي Cinéfondation والأفلام القصيرة في مهرجان كان، كما ترأست العديد من المهرجانات، وقد تم تكريمها بحصولها على وسام الاستحقاق النيوزيلندي عام 2016 مع مرتبة الشرف.
تعد جين كامبيون الثانية من بين سبع نساء تم ترشيحهن على الإطلاق لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج، وهي أول مخرجة أفلام تحصل على السعفة الذهبية من مهرجان كان، وحصلت على جائزة الاوسكار لأفضل سيناريو أصلي عن فيلم البيانو، كما حصلت على جائزة الأسد الفضي في فيلم The Power of The Dog من مهرجان البندقية الدولي.
تابعي المزيد: جنيفر لوبيز وبن افليك الثنائي الأبرز في مهرجان البندقية السينمائي
• الحياة الشخصية
في عام 1992، تزوجت جين من كولين ديفيد إنجليرت، وهو أسترالي، عمل كمدير للوحدة الثانية في The Piano وأنجبت طفلهما الأول، جاسبر، والذي توفي بعد 12 يوماً فقط من ولادته، وفتاة؛ وهي أليس إنجليرت وتعمل ممثلة حالياً.
تعد جين كامبيون الفائز الثالث عشر بجائزة لوميير المرموقة، حيث انضمت إلى النجوم كلينت إيستوود ، وجين فوندا، وكين لوتش، وونغ كار واي، ومارتن سكورسيزي، وكاثرين دينوف، وبيدرو ألمودوفار، وفرانسيس فورد كوبولا، وجيرارد ديبارديو، وكوينتين تارانتينو، وميلوس فورمان، وجان بيير، ولوك داردين، وقد تم إطلاق اسم الإخوة لوميير على الجائزة الأهم في صناعة السينما؛ تكريماً لأول مبدعي السينما بالعالم في موطنهم مدينة ليون الفرنسية حيث يعقد المهرجان.
تابعي المزيد: «ليون»: مدينة فرنسية ذات بريق خاص