عندما جاءتْ الطفلة "آن هيدالغو" مُهاجرة مع والديْها وإخْوتها من مُقاطعة"الأنْدلس" بإسْبانيا إلى فرنْسا عام1961كان عُمرها عامين ولم يكنْ والُدها يعرفُ كلمة فرنسّية واحدة وكذلك بقيّة أفراد أسْرتها.
قصّةُ نجاح استثْنائيّة
جاءتْ "آن هيدالغُو "فرنسا مُهاجرة فقيرة لتُصبح اليوم عُمدة لأشهر وأكبر وأجمل عواصم العالم:"باريس"، وأعلنتْ بصفة رسميّة منذ أسابيع قليلة قائلة: "قرّرتُ أن أكون مُرشّحة لرئاسة الجمهوريّة الفرنسيّة"، وهي الإنتخابات الرئاسيّة التي ستجري في شهر أبريل (نيسان) المُقبل.
هاجر والدُها عام 1961 واستقرّ مع عائلته في مدينة "ليون" وسط فرنسا بحثا عن فرصة للعمل وضمان عيش أفضل لأبنائه. وعمل في مجال الكهرباء في حين أن أمها كانت تعمل خيّاطة.
تمسّكتْ"آن" بالتّعليم وواصلتْ دراستها إلى أن تخرّجت من الجامعة في اختصاص "الحقوق". ورغم عودة عائلتها إلى إسبانيا إلاّ أنّ الفتاة المُهاجرة فضّلت البقاء في فرنسا وكان حلمها أن تعيش في يوم من الأيّام في مدينة الأنوار "باريس ".
وبدأتْ الفتاة في مُمارسة النّشاط السيّاسي بعد أن تحصّلت على الجنسيّة الفرنسيّة عام 1973 مع احتفاظها بالجنسيّة الإسبانية و انخرطتْ في الحزب الاشتراكي الفرنسيّ.
أوّل امرأة عمدة لباريس في تاريخ فرنسا
عندما ترشّحت آن هيدالغو لمنصب عمدة باريس فانّ منافستها كانت امرأة من حزب آخر منافس.وبفوزها يوم 30 مارس (آذار) 2014كانت "آن هيدلغو" أوّل امرأة تتولّى منصب عمدة باريس في تاريخ فرنسا ولمّا ترشّحت لولاية ثانيّة وفازت بها كانت منافستها امرأة أيضا هي رشيدة داتي التي هي من أصل عربي.
والجدير بالذكر انّ منصب عمدة "باريس "هو لدى الفرنسيين منصب هام وكبير وله هالة خاصّة، فقد بقي فيه "جاك شيراك "سنوات طويلة قبل أن يصبح رئيسا لفرنسا.
يد من حديد في قفّاز من ذهب
يصفها العاملون معها بأنّها "يد من حديد في قفاز من حرير"، وهي تعمل كلّ يوم على تحسين عيش الباريسييّن بمكافحة التلوث وتوفير مساكن للعائلات الفقيرة وتهديهم كل يوم وكل أسبوع وكل شهر أنشطة ثقافية وترفيهيّة وهي مناصرة للمهاجرين واللاجئين وسبق ان تلقّت ـ على غرار الراحل جاك شيراك ـ دروسا في اللّغة العربيّة وتقيم في مقر البلديّة الفخم وسط مدينة باريس كل عام احتفالا بمناسبة شهر رمضان.
الجانب الآخر
تطلّقتْ آنْ هيدالغو من زوجها الأوّل الذّي أنجبتْ منه ابنيْن وتزوّجت رجلا ثانيّا ولها منه ابنا، وهو يصفها بأنها امرأة قويّة، ومعجب بحيويّتها ويقول عنها أنها امرأة تعرف ماذا تريد.
تعترف "آن" بأنّها لا تفقه في أمُور الطّبخ شيئا بخلاف زوجها الذي يجيدُ اعداد ما لذّ وطاب.
هوايتها المحببة الى نفسها التجوال على متن دراجة هوائية على ضفاف نهر "السّان" الذّي يشق المدينة السّاحرة.