الأمر لن يكون بين يوم وليلة، والطفل لن يحب المولود الجديد بمجرد أن يشاهده في حضن أمه أو تحمله بين يديها، لهذا من واجب الأم أن تشارك طفلها الأكبر فيما يحدث؛ بأن تخبره بحملها طالما ظهرت بطنها، ولا مانع من أن تصطحبه معها بأحد زيارات الطبيب المتابع، ويشاهد أو يسمع معها صوت نبضات المولود، ما يفتح حديثاً واستفساراً، ولتعلم كل أم أن غيرة الطفل من المولود الجديد مشاعر طبيعية، والأم الذكية الواعية تجعل مهمتها الأولى أن تجعل طفلها يحب الأخ الأصغر المولود الجديد..وليس هناك صعوبة إذا اتبعت كل أم الخطوات التي تشرحها الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس واستشاري العلاقات الأسرية.
الغيرة من المولود..شعور طبيعي
- الغيرة التي يحس بها الطفل الأكبر تجاه المولود الجديد أمر طبيعي ومقبول، وهي دليل على وعيه بذاته وبداية رؤيته للعلاقات الإنسانية، فبعد أن كان يعتقد أن العالم يدور حوله، إذا به يُفاجأ بالوافد الجديد الذي يأخذ نصيبه من الرعاية والاهتمام.
- في البداية لا يفهم الطفل مفهوم الغيرة، لكنه يلاحظ ويستنتج من اهتمام والديه، انه لم يعد خاصاً به لوحده، بل شاركه طفل آخر، لذا يحاول الطفل الأكبر لفت انتباه الأم بالعديد من التصرفات؛ طمعاً في جلب أنظارها ورعايتها .
علامات غيرة الطفل من المولود
- مثال..يطلب بإلحاح أن يرضع من رضاعة أخيه أو من ثدي أمه.
- ينام في سرير المولود الجديد أو فوق جسمه مباشرة.
- يتبول في ملابسه بعد أن اكتسب مهارة النظافة منذ أشهر.
- يضرب المولود أو يقرص جلده، من دون ان يراه أحد.
- يحاول إطعام المولود بنفسه، ويطلب حمله بين يديه.
تعرّفي إلى المزيد: الباذنجان مفيد للحامل: ولكن بكميات معتدلة
يصر على البقاء بالبيت
- تزداد نوبات الغضب عنده، ويصبح مزعجاً لدرجة كبيرة.
- يرفض الذهاب للمدرسة و يصر على البقاء بالبيت.
- يفقد شهية الأكل، ويرفض النوم بغرفته الخاصة.
- يطلب من الوالدين إبعاد المولود أو إرساله لمكان آخر.
- يتحين فرصة انشغال الأم عن الرضيع ليتسلل إليه ويكتشفه بطريقته الخاصة.
- يلصق تهمة كل أخطائه بالمولود بل وأخطاء الآخرين أيضاً.
- يصير نومه مضطرباً ومتقطعاً، مع ارتفاع وتيرة الكوابيس والأحلام المزعجة.
خطوات تجعل الطفل يحب المولود الجديد
- إخبار الطفل الأكبر أن هذا المولود قد أنجبته الأم من أجله ليصير صديقه ورفيقه.
- إخباره أن قلب الأم والأب يتسع لكل الأخوة، في السابق كان يضم الابن الأكبر، ومن دون ان يتغير مكان الطفل.
- سؤاله عن رأيه في ملابس الرضيع، أو طريقة لتسلية الرضيع، كالغناء أو التلويح له بلعبة، مما سيجعل الرضيع يبتسم له.
- إشراكه في رعاية المولود الجديد، فهناك العديد من المهام لمساعدة أمه، والتي ستجعله يشعر بالرضا والحماس أيضا.
- مثل إحضار الحفاظات، وحمل المناشف أثناء الاستحمام، ما يجعله يشعر أنه أكثر مهارة وقوة منه.
- تشجيع الطفل على حمل الرضيع وتمكينه من ذلك تحت إشراف الوالدين؛ ليكون على مسافة قريبة منه.
- وتخصيص جزء من الوقت يومياً للقيام بنشاط يحبه، مثل الرسم والتلوين أو اللعب بالمكعبات.
اقضي مع الطفل أوقات طويلة
- تجنب الأم الحديث عن أعراض الحمل من ألم وجهد، ما يجعل الطفل يعتقد أن الجنين سبب تعب أمه.
- إشراكه باختيار اسم الجنين واطلاعه على صور الفحص بالصدى.
- إشراكه بالتجهيز لاستقبال المولود وذلك باختيار أغراضه من فراش وملابس.
- تحدثي مع طفلكِ دائمًا باستخدام الحكايات عن الإخوة والأخوات، وأنه سيصبح له أخ أو أخت، يقضي معه أوقات جميلة وممتعة، وسيحضر له أشياء يحبها عندما يصل بسلام.
- اقضي مع طفلكِ أوقات طويلة للحديث والرعاية والنزهات بمفردكما قبل الولادة، لا تشعريه بأنه أصبح على الهامش أو أن الحمل بالمولود الجديد قد أخذك تماماً بعيداً عنه وجعلكِ متعبة ومرهقة طوال الوقت.
- أشركي طفلك في تفاصيل شراء مستلزمات الصغير، وأحضري له أيضاً بعض القطع الجديدة، حتى لا تجعليه يشعر بأن كل ما هو جديد وجميل للمولود فقط.
- مهّدي له جيداً قصة الحمل والولادة ، ولا تجعليه يراكِ يوم الولادة وبدايات التعب الأولى، حتى لا يخاف ويرتبط بذهنه أن المولود الجديد هو السبب في حدوث ذلك.
توقعي كل تصرفات الغيرة..ولا توبخيه
- أحضري له حقيبة من الحلوى والألعاب والبالونات يوم الولادة، وأخبريه بأن المولود هو من أحضرها له، وأنه يحبه ويشتاق ليلعب معه عندما يكبر قليلاً.
- توقعي كل تصرفات الغيرة الممكنة في الأيام الأولى، كرغبته في الرضاعة والحمل، وتقليد الرضيع في حركاته، ولا توبخيه أو تعنفيه وتصبي غضبكِ ومتاعبكِ عليه، كوني حانية وهادئة قدر الإمكان، واحتضنيه كثيراً، لتخففي من الغيرة.
- أشركي طفلكِ في نشاطات متعددة ومع أشخاص مقربين كالخالات والعمات، وكذلك خصصي وقتًا يوميًا له بمفرده كما كان الأمر قبل وصول المولود، كل ذلك سيجعله يشعر بأن مكانته ما زالت كما هي.
- وسيتفهم فكرة وجود أخ له، وبالتدريج خلال أيام قليلة ستجدين تصرفاته الحانية والمسؤولة بدأت في الظهور تجاه الرضيع، واحذري معاملة الطفل الأكبر على انه شخص ناضج ومسؤول عن التحكم في مشاعره وتفهم ظروف الأسرة وتعب الأم.
- واحذري أيضاً من تعنيف الطفل وعزله عن الرضيع واحتياجاته وعالمه الجديد، ما يُثير فضول طفلك الأكبر ويدفعه لاكتشاف المخلوق الجديد في الأسرة بطريقته الطفولية غير محسوبة العواقب.
تعرّفي إلى المزيد: هل تمنع الرضاعة الطبيعية الحمل؟