نساء يتحلين بالشجاعة والجرأة جذابات بامتياز، يأخذن مكانهنّ كمنافسات في العمل، وفي الوقت نفسه يحافظن على أنوثتهن، هنّ قبطانات الوطن العربي، اللواتي روين لنا قصة دراستهن وتفوقهنّ، وماذا أضافت مهنة البحر لهن على المستويين الاجتماعي والشخصي، وكيف يرين مستقبلها في الوطن العربية.؟
من السعودية:
الأميرة سارة آل سعود: اربطي حياتك بأهداف ومن ثم أشخاص
في إنجاز عملي جديد للمرأة السعودية، تمكنت الأميرة سارة آل سعود من أن تحصد لقب أول قبطان بحري، وأصبحت أول قبطان بحري ضابط ثان أعالي بحار، ومدير تطوير الأعمال البحرية في المنتدى البحري الدولي التابع لجامعة الدول العربية، والسفيرة الملكية للمنظمة العالمية للمرأة العاملة في القطاع البحري، والحاصلة على وسام الملك عبدالعزيز.
أول رحله بحرية، للأميرة سارة، كانت على متن الباخرة "عائدة 4" التابعة لهيئة النقل البحري المشغلة من قبل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، رحلة داخلية تشمل قناة السويس وبور سعيد والغردقة وبضع فنارات، ثم رحلة خارجية إلى مدينة جدة، تعلّق الأميرة آل سعود: "كان فخراً جميلاً أن أقوم بربط الباخرة على رصيف ميناء بلدي عائدة إليه وأنا أول القباطنة الإناث".
القراءة والاندماج مع ثقافات مختلفة، هي أول ما نصحت به الأميرة سارة الفتيات، وأن تربط المرأة حياتها بأهداف ومن ثم أشخاص، تتابع قائلة: "أما المرأة السعودية فأقول لها هو وقت التقدم للأمام، ومن يصنع التاريخ هو من يأخذ السبق... أصبحت أرى أن المستحيل ممكن ولا يوجد ما هو بعيد".
تعرّفي إلى المزيد: تعهد دولي بإنهاء العنف ضد المرأة
من الإمارات
سحر راستي: البحر علمني اتخاذ القرارات وحسن الإدارة والتصرف
أول إماراتية تعمل في مجال الملاحة البحرية. شغفها شجعها للسفر المتكرر، رغم أنها فكّرت في مجال الفضاء، لكن المجال البحري، لم يكن يوجد فيه امرأة".
أول رحلة بحرية تصفها سحر بالصعبة، تتابع قائلة: "أحداثها محفورة في ذاكرتي، كانت فيها تحديات كثيرة، منها البعد عن الأهل، ودوار البحر الذي يصيب بالغثيان، كنت المرأة الوحيدة، وسيلة الترفيه الوحيدة، هي السماح لي بالمكالمات الخاصة، خارج أوقات العمل، وكانت علامة فارقة في حياتي علمتني إيجاد الحلول الصعبة لأي تحديات، البحر علمني اتخاذ القرارات وحسن الإدارة والتصرف.. تقول لكل فتاة: "افتخري أنّك امرأة ولست أقلّ جدارة لتخوضي تجاربك الصعبة، أقدمي على الدراسة الصعبة، وأنا أرحب بكل فتاة ترغب في الالتحاق بدورة ومستعدة لتدريبها".
من ألمانيا
نجد بوشي: أتحدى الرجال من حولي ثم الطبيعة والرياح والأمطار
نجد، هي أوّل لاجئة سورية، تعمل قبطاناً في سفينة ألمانية سياحية، في مدينة تيرغنزي الألمانية، في حديث خاص لـ"سيدتي"، تستدرك قائلة: "أول رحلة كانت إلى جزيرة يونانية، محفوفة بمخاطر جعلتني أواجه الحياة بواقعية".
النصيحة الأولى التي تعطيها نجد للفتيات هي التحلي بالشجاعة، تعلّق قائلة: "المهنة ذكورية 100% ولن تقابلي فيها إلا الرجال، وجود النساء في هذا العمل مصادفة. فالرجال، يعتبرون المرأة غير قادرة على القيادة، ولن تكون مسؤولة عن حياة الركاب، فهي غير قادرة على حماية حياتها أصلاً".
تجد نجد أن العمل كقبطانة للسفينة ممتع جداً ومليء بالتحديات، تستدرك قائلة: "أتحدى الرجال من حولي ثم الطبيعة والرياح والأمطار".
من المغرب
مريم العماري: البحر أفق عمل جديد يمنح شخصية المرأة غنية
خريجة المعهد العالي للدراسات البحرية بالدار البيضاء، خرجت من بلدة صغيرة في قلب جبال الأطلس تحمل الكثير من التحديات في مهنة تأخذها إلى عالم البحار.
أجرت مريم، التي احتلت المرتبة الأولى في دفعتها، مشروع نهاية دراستها بسفينة الشحن (سي إم أ سي جي إم لابيرسوز)، ثم عملت بطاقم الشركة الفرنسية (سي إم أ سي جي إم ماركو بولو)، وأصعب موقف عاشته، حين مرت السفينة التي أبحرت من ميناء طنجة المتوسط في اتجاه ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة من منطقة معروفة بكثرة تقلبات أحوال الطقس كان كل شيء يسقط في الباخرة بسبب هيجان البحر، تتابع قائلة: "أدعو النساء لتحدي أنفسهن والتطلع نحو آفاق عمل جديد يمنح شخصية المرأة غنية، ويجعلها فخورة بكفاءتها ووجودها".
من تونس
رانيا الرحّالي: عيشي حياتين واحدة في البرّ، وأخرى في البحْر
هي من مُحافظة "بنْزرْت"، حاصلة على شهادة قبطان بحري. التحقتْ بالجامعة التّونسيّة في اختصاص الآداب واللّغة الفرنسيّة، لكنها تحولت إلى المعْهد المُتوسّطي للتّكوين في المهن البحريّة. قادت لأوّل مرّة باخرة بمُفردها من "سرْدينيا" في إيطاليا إلى السّاحل اللّازاوردي بفرنسا مُروراً بجزيرة "كُورسيكا "، تتابع قائلة: "أصبحتُ بطلة في رياضة الأشرعة وشاركتُ في الدورة 2021 للألعاب الأولمبيّة بطوكيو".
تنصح رانيا كلّ فتاة ترغبُ في مُمارسة مهنة قبطان أن تتحلّى بالصّبر والصّلابة وأن تقبل أن تكون لها حياتان: واحدة في البرّ، وأخرى في البحْر، تتابع قائلة: "تحلّي بالشّجاعة والتّواضع وروح المغامرة".
من مصر
مروة السلحدار: لا بد من التنسيق بين المنظمات البحرية لتحقيق التكافؤ بين الرجل والمرأة
ضابط البحرية القبطان مروة السلحدار أول فتاة قبطانة مصرية عربية، تخرجت في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، تتابع مروة: "أعمل الآن على مركب هيئة السلامة البحرية التابع للأكاديمية".
تتذكر مروة رحلة حفل افتتاح الفرع الجديد لقناة السويس، تستدرك قائلة: "أنا كقبطانة مصرية وعربية فخورة بمشارك هذا الاحتفال الذي رآه العالم، حيث بدأنا في عمل البروفات بمرور «عايدة 4» مع مجموعة من السفن في المجرى الملاحي للقناة الجديدة".
تتمنى مروة أن يتعادل وجود المرأة إلى جانب الرجل في هذا المجال، خاصة وأن نسبة الإناث العاملات في المجال البحري 2% على مستوى العالم. فلا بد من التنسيق بين المنظمات البحرية في التكافؤ بين الرجل والمرأة من خلال التضامن بين الحكومات والمنظمات الدولية، ورابطة المرأة العربية في المجال البحري.