ٍ"كاتْرين ديبول"امْرأة بلجيكيّة في الواحدة والخمْسين من العُمْر، وهي اليوْم الحارسةُ الأمنيّة لأورُوبّا بأكملها بتربُّعها على عرْش "يوُروبول"، وهو اختصار للتسميّة التّي تُطلقُ على "الوكالة الأورُوبيّة للشُّرطة" (مقرّها "امسْتردامْ " عاصمةُ هُولاندا) باعتباره أهمّ جهاز أمني أسّسته 28 دولة أوروبيّة ( وهو شبيه بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي)، مهمّته السّهر على أمْن أورُوبّا بالتّنسيق بين أجهزة مختلف الدول الأعضاء لمُحاربة الجرائم المُنظّمة العابرة للحُدود وتبادُل المعْلومات لمُقاومة الإرهاب والمُمنوعات وتبييض الأمْوال وتهريب البشر والسيّارات والموادّ المُشعّة ومُواجهة كلّ التّحديّات الأمنيّة التّي تهدّد أوروبّا. ويتولّى هذا الجهاز جمع المعلومات وتحْليلها وتوْزيعها، وله دوْر استخباراتي لتجنّب وقوع الجرائم ولتعقّب مُرتكبيها.
أوّلُ امرأة
هي أّوّلُ امرأة تشغلُ هذا المنصب الرّفيع .اختارها 28 وزيرا للدّاخلية في الدّول الأعْضاء وقد نافسها شخصيّتان أمنيّتان من تشيكا وهولندا وفازت عليهما بالإجْماع..
يعملُ اليوم تحْت إمْرتها900 من الأمنييّن الأكفّاء ومن خيرة الخُبراء من الدّول الأعْضاء في الاتّحاد الأورُوبّي، والملفتُ أنّ أحد شروط العمل في هذا الجهاز الأمنيّ هو إتقانُ إحدى اللّغات الأربعة: الأنجليزيّة أو الفرنسيّة أو الإسبانيّة أو العربيّة.
إصْرار
والطّريفُ أنّ هذه المرْأة ـ وهي أمّ لثلاثة أطفال ـ لم تتمكّن في بداية مسيرتها المهْنيّة من الالْتحاق بمدارس الشُّرطة لأنّها لا تستجيبُ لبعْض مقاييس الانتداب ،فقد كان المطْلوب لكلّ مترشّح او مُترشّحة أن يكون الطّول مترا و70سنتيمتر ، وهو شرْط أساسي إضافة للنظر الجيّد والبُنية الجسديّة السليمة،، ولم تكن "كاترين "محققة لشرْط طول القامة، ولكن وبعد سنوات تغيّر قانون الانتداب وأصبح الطّول المطلوب متر و60 سنتيمتر، ولأنّها تحبّ هذه المهنة ،وهي دارسة للحُقوق ،فقد سارعتْ بالترشّح لتصْبح بعد مسيرة ناجحة المسؤولة الأولى عنْ شرطة بلجيكا ،ثمّ في مرحلة لاحقة المسؤولة عن أمن أوروبّا بأكملها.
أملها
وقد أدخلتْ "كاترين ديبول" منذُ ترؤسها ل"اليوروبول"الكثير من الأساليب التكنولوجية الحديثة في مقاومة تجارة المخدرات وتهريبها والهجرة غير النظامية والإرهاب والجرائم الجنسيّة وغيرها ،و يساعد" اليوروبول" الشّرطة في مختلف الدّول الأوروبيّة في ملاحقة وتوقيف الكثيرمن المُجرمين الخطرين المُفتش عنهم.
فقد أمكن ـ على سبيل المثال ـ إلقاء القبض في مدينة "أبيدجان" بساحل العاج (الكوتْ دي فوار) على زوج وزوجته بعد عشرين عام من ارتكابهما جريمة قتل لبريطاني برصاصتين في رأسه وفرّا واختفيا في بلدان عديدة إلى أن أمكن بفضل تقنيّات حديثة من كشف مخبئه.
ونجحتُ "كاترين" مع الفريق العامل تحت إمرتها، وبالتّنسيق والتّعاون مع الشّرطة في كلّ الدّول الأوروبيّة من إلقاء القبض على عدد كبير جدّا من المُجرمين الخطرين المُفتّش عنهم حتّى وإن طالت فترة هرُوبهم من العدالة .
مهنة رائعة
تقول "كاترين" أنّ حبّ العمل هو أحد أسباب النّجاح ،وهي تُردّدُ دائما:" :"إنّ الشّرطة مهنة رائعة"، و تأملُ أن يزْداد عددُ النّساء في المناصب العليا للشّرطة ، فهنّ في بلجيكا ـ على سبيل المثال ـ لا تتجاوزُ نسبتُهنّ 3 في المائة فقط ، مُضيفة:" أريدُ وأحلم بأن تُصبح هذه النّسبة في المُستقبل 30 في المائة"، وهي تريدُ أنْ تكُون مثالا للنّساء لتزْداد ثقتهنّ بأنفسهنّ.