يُعتبر التعليم حقاً من حقوق الإنسان، وصالحاً عاماً ومسؤولية عامة. وانطلاقاً من هذا السياق، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم 24 يناير يوماً دولياً للتعليم، احتفاءً بدور التعليم من أجل تحقيق السلام والتنمية. فبدون تعليم جيد ومنصف وشامل للجميع، كما ذكر موقع اليونيسكو، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر حلقة الفقر التي تترك ملايين الأطفال والشباب والكبار وراء الركب. وحتى اليوم، لا يزال هناك 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس حوالي 4 ملايين نسمة. ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول.
تاريخ اليوم الدولي للتعليم
في 3 ديسمبر 2018، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً (القرار 73/25) بإعلان يوم 24 يناير يوماً دولياً للتعليم ، احتفاءً بدور التعليم من أجل السلام والتنمية. الحق في التعليم منصوص عليه في المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. يدعو الإعلان إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي. أيضاً تذهب اتفاقية حقوق الطفل، التي تم تبنيها في عام 1989، إلى أبعد من ذلك لتنص على أن على البلدان أن تجعل التعليم العالي في متناول الجميع. عندما اعتمد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في سبتمبر 2015، أدرك المجتمع الدولي أن التعليم ضروري لنجاح جميع أهدافه السبعة عشر. يدعو الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، على وجه الخصوص إلى ضمان تعليم جيد شامل ومنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع بحلول عام 2030.
رسالة من مديرة منظمة اليونسكو
وجهت "أودري أزولاي"، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم 2021، رسالة بشأن أهمية التعليم لتغير المستقبل، قالت فيها: "في هذه الأوقات الاستثنائية، لم يعُد العمل كالمعتاد خياراً. إذا أردنا تغيير المستقبل، إذا أردنا تغيير المسار، يجب أن نعيد التفكير في التعليم. وهذا يعني صياغة عقد اجتماعي جديد للتعليم، على النحو الذي دعا إليه تقرير اليونسكو حول مستقبل التعليم، الذي صدر في نوفمبر الماضي. نحتاج إلى إصلاح مظالم الماضي وتوجيه التحول الرقمي حول الإدماج والإنصاف. ونحن بحاجة إلى التعليم للمساهمة الكاملة في التنمية المستدامة- على سبيل المثال، من خلال دمج التعليم البيئي في جميع المناهج الدراسية ومن خلال تدريب المعلمين في هذا المجال.
احتفال عام 2022 والهدف منه
ويتم الاحتفال اليوم 24 يناير 2022، للمرة الرابعة باليوم الدولي للتعليم وسيكون شعار احتفال هذا العام "تغيير المسار، إحداث تحوُّل في التعليم". وكما تم تفصيله في تقرير مستقبل التعليم العالمي الأخير لليونسكو، فإن تحويل المستقبل يتطلب إعادة توازن عاجل إلى علاقاتنا مع بعضنا البعض، مع الطبيعة وكذلك مع التكنولوجيا التي تتغلغل في حياتنا حاملة معها فرصاً لإحراز التقدم من جهة، ومثيرة مخاوف شديدة بشأن الإنصاف والإدماج والمشاركة الديمقراطية من جهة أخرى. وسيكون الاحتفال باليوم الدولي للتعليم لهذا العام بمثابة منصة لعرض أهم التحولات التي يجب تطويرها بغية إنفاذ الحق الأساسي للجميع في التعليم، وبناء مستقبل أكثر استدامة وشمولية وسلمية. وسيثير الاحتفال بهذا اليوم نقاشات بشأن كيفية تعزيز التعليم بوصفه عملاً عاماً ومنفعة عامة، وكيفية تعزيز التعليم كمسعى عام ومصلحة عامة، وكيفية توجيه التحول الرقمي، ودعم المعلمين، وحماية الكوكب، وإطلاق العنان لإمكانات كل شخص للمساهمة في الرفاهية الجماعية والحفاظ على بيتنا المشترك.