أغاريد إحسان عبد الجواد، اسم تردد مؤخراً لشابة سعودية طموحة، استطاعت أن تخوض وفي الساعات الأخيرة انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية في دورته الـ 19، وبعد منافسات قوية تمكنت من تحقيق الفوز بالمركز الثاني وعضوية المجلس، ساعدها في ذلك ما ورثته من خبرات وما وجدته من دعم من والدها وعائلتها التجارية العريقة. تحمل أجندتها الكثير من الأهداف منها تفعيل دور الشباب السعودي في القطاع اللوجستي وترك بصمة شخصية في عالم الأعمال، محلياً وعالمياً.
فزتِ بعضوية الغرفة التجارية والصناعية في المنطقة الشرقية، حدِّثينا عن تفاصيل هذا الإنجاز؟
لطالما كانت عضوية «غرفة الشرقية» حلماً بالنسبة لي. كنت وما زلت أردِّد «أنا ابنة الغرفة التجارية»، فقد نشأت في أروقتها، وترعرعت في أرجائها، إذ كنت أحضر دائماً مع والدي، الذي تقلَّد عضويتها مراراً وتكراراً.ترشيحي للدورة 19 جاء عن طريق المصادفة، ومن دون أي تخطيطٍ، وتحديداً في الساعات الأخيرة من فترة تمديد التقديم، ولا أنسى هنا دعم والدي وأخي الكبير، حفظهما الله، لي.
منافسة قوية وصعبة
كيف كانت المنافسة التي خضتِها خلال الانتخابات؟
المنافسة في انتخابات الغرف التجارية دائماً ما تكون قويةً وصعبة، والحمد لله تجاوزتها بدعم الناخبين، ووقوف والدي وإخوتي وفريق عملي معي، فكلما كنت أشعر بالضعف والهزيمة، أجدهم إلى جانبي، يرفعون من معنوياتي، وهذا ما دفعني إلى إكمال المشوار والنجاح فيه أيضاً، إضافةً إلى أهمية عمل المرأة على نيل ثقة القيادة الرشيدة، وخوض أي تجربةٍ مهنية وعلمية لتحقيق أهداف «رؤية 2030» بتمكينها في كافة القطاعات.ما الصعوبات التي واجهتكِ خلال الانتخابات؟
أي خطوةٍ في الحياة تتخللها مصاعب، كثيرة أو قليلة. خلال الانتخابات وجدت منافسةً كبيرة، خاصةً أنني السيدة الوحيدة التي ترشحت لعضوية المجلس، والحمد لله وجدت دعماً كبيراً من الجميع من أجل كسر قاعدة «البنت ما تفوز» التي يعتقد بها بعضهم، ولعل أصعب أمرٍ واجهني كسرُ هذا الحاجز النفسي، وتخطيت ذلك لأنني بفخرٍ سعودية، والسعوديات اليوم متعلمات وناجحاتٌ وصاحبات خبرةٍ كبيرة في كل المجالات، ويتسلَّحن بـ«رؤية 2030» التي تضع مهمة تمكينهن في مقدمة أهدافها.كامرأة سعودية ماذا يمثل ذلك تقلَّد هذا المنصب في المنطقة الشرقية؟
أشعر بالفخر.. هذا النجاح هو نجاحٌ للمنطقة الشرقية بشكل عامٍ، وسيدات المنطقة خاصةً، ويعكس الدعم الكبير المقدَّم من أجل تمكين وتفعيل دور المرأة في قطاع الأعمال. في رأيي، هذا الفوز كسر حاجز الخوف لدى جميع السيدات، وأتطلع لرؤية مزيدٍ من سيدات الأعمال في المنطقة يترشحن للمنصب في السنوات المقبلة.مسؤوليةً كبيرة
وماذا يمكن أن تقدمي للمرأة في المنطقة الشرقية من خلال هذا المجلس؟
بعد اختياري للمنصب قررت بشكلٍ حازم بذل كل جهدي للنجاح في هذه المهمة حتى أثبت نفسي، وأنقل صورةً ناصعةً عن المرأة في المنطقة الشرقية. اختياري لهذا المنصب حمَّلني مسؤوليةً كبيرة، وسأبذل قصارى جهدي حتى أؤديها بإتقانٍ، وأكون عند حُسن ظن كل مَن دعمني وشجعني على اتخاذ هذه الخطوة.بشكل عام ما تأثير دخول المرأة السعودية في عضويات مثل هذه المجالس الرسمية على قطاع الأعمال؟
دخول المرأة في عضويات الغرف التجارية يدلُّ على الدور الكبير الذي تؤديه في قطاع الأعمال، وتأكيدٌ على أن المرأة تستطيع إثبات نفسها في كل المجالات، وتحدي أية عوائق، وأرى أن وجودها اليوم في القطاع التجاري ضروري، فهي نصف المجتمع، ومن دون بصمتها لا تكتمل الحلقة التجارية.ما البصمة التي تريدين وضعها في «غرفة الشرقية»؟
أرغب بشدة في ترك بصمةٍ كبيرةٍ في هذا المنصب حتى أفتح المجال أمام كل سيدة أعمالٍ للإقدام على هذه الخطوة بلا خوفٍ، أو تردُّد. إذا تحلَّت المرأة بالإرادة والعزيمة، فبالتأكيد ستحقق هدفها مهما كان صعباً، وبإذن الله ستساعدني خبرتي بالعمل في المجالين اللوجستي والمالي فترةً طويلةً في خدمة ديني ومليكي ووطني.استناداً إلى تجربتكِ، كيف وجدتِ عملية خوض المرأة السعودية الانتخابات؟
التجربة كانت جميلةً جداً، وأعدُّ معرفة الناس والناخبين عن قرب أهم مكاسبي منها، إذ تعرَّفت خلال الانتخابات إلى أمورٍ كثيرة تمسُّ أعمالهم وصناعاتهم، خاصةً أنني جزءٌ من قطاع الأعمال، وما أسعدني أكثر الدعم الكبير الذي وجدته من رجال وسيدات الأعمال في المنطقة، وتعزيز تجربتي، وتوسيع نظرتي لقطاع الأعمال.تفعيل دور الشباب
ما الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها من خلال عضويتكِ في الغرفة التجارية؟
هناك أهداف كثيرة أسعى إلى تحقيقها، في مقدمتها تفعيل دور الشباب السعودي في القطاع اللوجستي، لكونه قطاعاً حيوياً وأساسياً في حياتنا. وإيصالُ صوت الناخبين أوَّل مهمةً سأقوم بها، كما سأعمل على تحقيق تطلعات كل مَن دعمني ووقف إلى جانبي خلال فترة الانتخابات.تقلَّدت المرأة السعودية أخيراً عديداً من المناصب القيادية، كيف ترين هذه الخطوة؟
أجدها خطوةً مفصليةً في تاريخ بلادنا. اليوم المرأة السعودية تعمل في كل المجالات، وتتقلَّد مناصب قيادية عليا، وهذا يدلُّ على كفاءتها وأهمية دورها في قطاع الأعمال، وأرى أن أي فتاةٍ سعودية تستطيع اليوم تحقيق حلمها من دون أية عوائق.المرأة السعودية شعلةٌ من النشاط.
وكيف تصفين سقف طموحها؟
لا حدود له. أي شخصٍ من دون طموح هو شخصٌ بلا روح. المرأة السعودية طموحةٌ جداً وشغوفةٌ بعملها ودراستها، لأنها تربَّت على ذلك، وهذا الأمر ساعدها على الإبداع في كل القطاعات، خاصةً قطاع الأعمال بكافة مجالاته. المرأة السعودية اليوم بروفيسورة، وعالمة، وسيدة أعمال، ومتسابقة في الـ «فورمولا». إنها شعلةٌ من النشاط.في رأيكِ، ماذا يجب على السعوديات فعله ليبدعن أكثر؟
عليهن التغلب على الصورة النمطية المرسومة عنهن، وكسر الحواجز التي تقف أمامهن، والإيمان بقدراتهن، وهذا أول أمرٍ فعلته في مسيرتي للنجاح. الشخص إذا وثق بنفسه، فسيواجه العالم كله لتحقيق أهدافه وأحلامه.والقيادة الرشيدة، حفظها الله، منحت المرأة كل حقوقها، ومكَّنتها من العمل في كل المجالات، فهي اليوم سفيرة، وعضوةٌ في مجالس الغرف والشورى، ونائبة وزير، وتلقى كل الدعم لإثبات نفسها، وهذا سبب تحقيقها إنجازات في كل المجالات.