أهداف العمل التطوعي.. ومجالاته

تتعدّد الاقتباسات والمواعظ التي تحثّ الفرد على العمل التطوّعي، وتشير إلى أهمّية الأخير على المجتمع؛ فيما لا يزال بعض الناس يربطون العالم التطوعي بحب عمل الخير والإحسان حصرًا، تشتمل آفاق التطوع على المجالات كافة، كالصناعة والزراعة والتربية والتعليم والطبّ والإدارة... لأن نسبة البطالة في ازدياد حول العالم، ونسبة خريجي الجامعات والكليات في ارتفاع، بالتوازي، كان لزامًا على بعض الأفراد اللجوء إلى المجالات التطوعيّة، لآثارها الإيجابيّة على مستقبلهم المهني.

العمل التطوعي سبب في التوظيف

تتحدّث المتخصّصة في المجال التطوّعي أشواق الدريبي لـ"سيدتي" عن أهداف العمل التطوّعي، وعن دوره في تمكين بعض الأفراد من رفع فرص توظيفهم، فتقول إن "مدير التوظيف سيلاحظ أن الشخص الملتزم بالعمل التطوعي، والذي يُقدم على فرصة العمل، يتمتّع بثقة عاليه بالنفس وبالقدرات ويتمكّن من تحليل المواقف العمليّة، بعكس الشاب حديث التخرّج الذي لا يعرف الكثير عن العالم المهني". وتضيف الدريبي أن "المتطوّع يعمل على توسيع دائرة علاقاته، ما يجعله يوفّق في الحصول على توصيات من الجهات التي يتطوّع فيها أو من بعض الأشخاص في هذا المجال، ما يُساعده في الحصول على الوظيفة المرغوبة بشكل أسرع".

وتنصح الدريبي الشابات والشباب حديثي التخرّج الراغبين في التطوّع، بالبحث عن المجالات التي يجدون شغفًا بها، في هذا الإطار، لافتةً إلى أن عالم التطوّع واسع، وأن بعض الشركات الرائدة تُقدم برامج التدريب التعاوني التي يلتحق بها الأفراد المحبون لمجالهم فيبدعوا فيه، ما يُساهم في توظيفهم بعد انقضاء مدة البرنامج. وتتوجّه إلى حديثي التخرج، وتدعوهم إلى النظر في أبعاد التطوع كونه يصقل خبرات الفرد المهنية، وربما يُغيّر نظرته إلى الحياة والمجال الذي سبق أن اختاره، كما يساهم في ملء وقت الفراغ بالنافع من الأمور بدلًا من الجلوس وانتظار الوظيفة.

3 أنواع من فرص التطوّع

تتطرّق منصّة The muse المهنيّة الأميركيّة، إلى ثلاثة أنواع من فرص التطوّع التي قد تساعد المرء في بناء السمعة المهنية وتحقيق أقصى استفادة من مواهبه، هي:

• الانضمام إلى الهيئة الإداريّة: مجالس الإدارة هي الهيئات الإداريّة للمنظمات غير الربحية؛ تتمثّل مهام مجالس الإدارة في الموافقة على الميزانيّات، ووضع استراتيجيّة طويلة الأجل، والإشراف على السياسات التنظيميّة المختلفة، والمساعدة في جمع الأموال... نظرًا إلى النطاق الواسع للمسؤوليات التي يضطلع مجلس الإدارة بها، فإن المنظمات غير الربحيّة تحتاج إلى أشخاص من المراحل العمريّة والثقافيّة والدرجات العلمية المختلفة للانضمام إليهم، مع التزام لمدّة عام على الأقلّ، وذلك لسبب وجيه هو أن اتخاذ القرارات الذكية يتطلب الاستثمار في الوقت والجهد للتعرّف إلى تاريخ "المنظمة" وعمليّاتها الحالية وأهدافها المستقبليّة.

• تقديم المهارات: حتّى في حضور الموظفين ومجالس الإدارة النشطة، في المنظمات غير الربحيّة، قد تحتاج الأخيرة المساعدة في المشاريع الكبرى، مثل: إعادة تصميم مواقع "الويب" الخاصّة بها أو تطوير استراتيجيّة لجمع التبرّعات. المشاريع المذكورة مكلفة، لذا فقد يتطوّع المستشارون المتفرّغون والأعضاء الموهوبون الذين يمتلكون المهارات المناسبة، والوقت، للقيام بها.

• التدريب: هناك العديد من المنظمات غير الربحيّة، التي تسعى جاهدةً إلى مساعدة الناس في التفوّق، وذلك من خلال تقديم التدريب الوظيفي أو التدريب على ريادة الأعمال. للقيام بذلك بشكل فعّال، تعتمد المنظمات غير الربحيّة على مشورة بعض المتخصّصين والخبراء من القادة الناجحين، لذا فهذه الفرصة قد تكون مواتيه لأولئك الذين يرغبون بتطوير مسيرتهم المهنيّة بعد الحصول على الخبرة اللازمة.