قرّر سكّانُ مدينة " برشلونة"، السّاحرة بمعالمِها ومتاحفِها؛ إعادة اختيار امرأة هي "آدا كُولُو" Ada Colau (48 عاماً)؛ لتبقى عُمدة ورئيسة لبلديّتهم، وجدّدُوا لها عبْر التصويت لولاية ثانية مُدّتها أربعة أعْوام، وهي أوّلُ امرأة تصلُ إلى هذا المنصب، وقد رفعتْ في حملتها الانتخابيّة شعار: "معاً من أجْل برشلونة".
مدينة تضجّ بالحياة
ونجحت " آدا كولو" في ولايتها الأولى في جعل "برشلونة"مدينة حديثة تضجّ بالحياة، فحظيت برضاء النّاس فأعادوا انتخابها، ورغم أنها تبدو "راديكاليّة" -وفق مصادر إعلاميّة فرنسيّة- فإنّ أهل المدينة منحُوها أصواتهم، وتمكّنت بفضل ذلك في ولايتها الأولى من هزم منافسها رئيس البلدية السّابق "غزافييه ترْباص"، (وهو من المحافظين) بعد اقتناعهم ببرنامجِها الخاص بإصْلاح النّقل في المدينة، وتوفيرِ مزيد من الأمْن ومنح السكّان نوعيّة أفضل للعيش وبيئة أجمل لحياة هادئة وغير ملوّثة.
وعدتْ وأوفتْ
ونجحت عُمدة المدينة في برنامجها الاجتماعي المُناصر للفقراء وذوي الدخل المحدود، فقد دافعت عن العائلات الغارقة في الديون، ووعدت ووفت بوعدها ولو جزئيّاً بتخصيص الشّقق الشّاغرة في المدينة، وهي كثيرة؛ لتكون مأوى لمن لا مأوى لهم، ولذلك فإنّ سكّان برشلونة يعتبرونها "رمزاً للتغيير"، واليوّم فإنّ "برشلونة" المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مصنفة كخامس أفضل مدينة في العالم.
نادي برشلونة
مدينةُ "برشلُونة" (Barelona باللّغة الإسْبانيّة)، أشهرُ من نار على علم بفضل ناديها العريق لكُرِة القدم، والذّي تمّ تصنيفه كثاني أكبر ناد في العالم، وبها أكبرُ ملعب في أوروبّا يتّسعُ لـ120ألف شخص، وهي ثاني أكبرِ مدينة إسْبانيّة (بعد مدْريد)، وعددُ سكّانها يُناهزُ المليون و600 ألف نسمة، وتعتبر بذلك سادس أكثر مدن الاتحاد الأوروبي اكتظاظاً بالسكان، وهي عاصمة مُقاطعة "كاتالونيا" التّي تتمتّع بحُكم ذاتي.
ليونيل مِيسي
ومن المواقف التّي أحبّها النّاس لدى العُمْدة آدا كولو اعتراضها على مغادرة اللاعب النجم "ليونيل ميسي" نادي برشلونة، عندما شاع الخبر بأنّ المهاجم الأرجنتيني الشّهير سينتقلُ من "نادي برشلونة" إلى نادي "باري سان جرمان" الفرنسي، وقالت في تصريح لجريدة كاتالونيّة: "إنّه أيقونة المدينة والفريق ورمز لا يتجزّأ من مدينة برشلونة" مؤكّدة: "لو ترك النّادي فسيُخيّم الحزن على المدينة"، ولكنّ اللاعب النجم غادر "نادي برشلُونة"، وانْضمّ فعلاً إلى نادي "باري سان جرمان".
مُنافسة
والمُلفت أنّ "مانويل فانس" الذّي سبق له أن شغل منصب رئيس الوزراء في فرنسا (من 2014 إلى 2016) قد نافس "آدا كُولُو" وترشّح هو الآخر لمنصب عمدة "برشلونة" في مايو (آيار) الماضي، فهو مولود بهذه المدينة ووالده -وهو رسّام- هاجر إلى فرنسا منذ 1948، وتحصّل "فانس" على الجنسيّة الفرنسيّة، ولمّا أدْرك أنّ لا مستقبل سياسياً له في فرنسا بعد خسارته في الانتخابات التمهيديّة للحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه، وهي الانتخابات التّي تؤهّل الفائز فيها للترشّح لرئاسة فرنسا عاد إلى إسبانيا بلاد أبويه وأجداده، وأراد أن يصنع لنفسه حياة سياسيّة جديدة في بلاده الأصليّة ولكنه فشل في مسعاه.
قرار
من القرارات الأولى التّي اتّخذتها العُمدة التّخفيض في جرايتِها الشّهريّة والمُقدّرة بسبعة آلاف يورو، فقد خفّضتها باختيار منها وبقرار شخصيّ إلى 3190 يورو فقط. وتنازلت عن كلّ الامتيازات التّي يخوّلها لها ُمنصبها.
هي -كما وصفتها مصادر صحفيّة إسبانيّة- امرأة شجاعة ومرهفة الأحاسيس ومتضامنة مع ضعفاء الحال، وإن لها مفهوماً مختلفاً للعمل السياسي وللسلطة، وهي متميّزة في أسلوب عملها، ولذلك فضّلها سكّان المدينة على منافسيها الرّجال في انتخابات الولاية الأولى والثّانيّة.