لم تعد المرأة بمعزل عن أمراض القلب، لا سيما مع ضغوط الحياة اليومية التي تتعرّض لها، والعوامل العديدة الأخرى المؤدية إلى مشاكل قلبية.
للتعرّف أكثر إلى أمراض القلب لدى النساء وطرق الوقاية، تابعي المقال الآتي:
بداية يشير مفهوم أمراض القلب إلى مجموعة كبيرة من المشاكل القلبية الشائعة بما فيها مرض الشريان التاجي والنوبات القلبية. ورغم أن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية، إلا أنَّ أمراض الأوعية القلبية الوعائية هي السبب الأول لوفاة النساء حول العالم.
وقد بيَّن بحث علمي أُجرِي مؤخراً أن الحالات القلبية لدى الرجال والنساء ليست واحدة، وقد يكون هناك اختلاف في الأعراض وعوامل الخطر.
مخاطر تُفاقم أمراض القلب لدى النساء
1- انقطاع الطمث وانخفاض الإستروجين:
قبل وصول أي سيدة إلى مرحلة انقطاع الطمث، يساعدها الإستروجين (هرمون) في الحفاظ على صحة القلب. يسهم ذلك في زيادة البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة وهو الكوليسترول الجيد HDL، ويحدُّ من الكوليسترول الضار LDL. وبعد الوصول لمرحلة انقطاع الطمث، يكون لدى العديد من النساء نسبة كوليسترول أعلى من نسبته لدى الرجال للفئة العمرية نفسها. وانخفاض نسبة البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة HDL عامل أساسي يزيد من مخاطر الوفاة بالأمراض القلبية لدى السيدات اللاتي تزيد أعمارهن على 65 سنة.
2- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات:
تشكل بعض الحالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، التي تؤثر على النساء فقط، خطراً على صحتهن القلبية. ورغم أنه لا يمكن أن تُسبب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وحدها الإصابة بأمراض القلب، فمن الأرجح أن النساء اللاتي يعانين من هذه الحالة مصابات بداء السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة؛ وجميعها عوامل خطر للإصابة بحالات مثل أمراض القلب الوعائية والسكتة الدماغية. ووفقاً لبحث معتمد، يمكن أن يسبب الانتباذ البطاني الرحمي زيادة مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي لدى النساء بنسبة تصل حتى 400% خصوصاً لدى اللاتي في عمر أقل من 40 سنة.
تابعي المزيد: علاج تكيس المبايض قد يكون بعيداً عن الجراحة في أغلب الأحيان
3- مضاعفات الحمل:
من الممكن أن ينجم عن ارتفاع ضغط الدم أو السكري أثناء الحمل زيادة مخاطر إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم والسكري على المدى البعيد. وهي عوامل خطر رئيسية تسهم في الإصابة بأمراض القلب الوعائية. وقد تؤثر الولادة المبكرة والمضاعفات الأخرى على صحة القلب سلبياً. فمن الضروري أن تخبر المرأة طبيبها إذا كانت تعاني من أي مضاعفات حمل. وأحد المخاطر المصاحبة للإصابة بالسكري هي أن النساء اللاتي يعانين من ارتفاع السكر بالدم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من أمراض القلب من الرجال الذين يعانون من السكري.
4- التدخين:
إن التدخين خطر رئيسي يُهدد صحة أي شخص ومستوى معيشته، غير أن السيدات اللاتي يدخن أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بالنظر إلى المدخنين من الرجال. لذا؛ فهو أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب لدى النساء.
5- مخاطر إضافية:
عادة ما يتميز قلب المرأة بحجم أصغر وسماكة أقل بجدار الحجرات الداخلية مقارنةً بقلب الرجل. لذا؛ فإن بعض العوامل تشكل خطراً كبيراً لدى النساء. كما أن تاريخ الأسرة المرضي للإصابة بأمراض القلب والضغط والاكتئاب عوامل أشدّ خطراً على قلوب النساء مقارنة بالرجال.
أعراض أمراض القلب وصحة النساء
لا يشعر العديد من النساء بواحدة من أعراض النوبة القلبية الأكثر شيوعاً لدى الرجال، وهي آلام الصدر. وعند الإصابة بنوبة قلبية، فإن واحدة فقط من بين ثماني نساء تشعر بآلام الصدر، وغالباً ما يشعرن بضيق وضغط بدلاً من الألم. وإليكم بعض الأعراض الأقل شيوعاً لدى الرجال التي تشعر بها النساء عند الإصابة بنوبة قلبية:
- الإرهاق والنوم المتقطع الذي يبدأ قبل النوبة القلبية بشهر أو شهرين.
- آلام بالذراعين أو المعدة أو العنق أو الكتف.
- ضيق التنفس.
- التقيؤ.
- الإرهاق المتزايد وغير المعتاد.
- آلام بالفك.
- الدوخة.
ومعرفة الأعراض الخاصة بك مهمة للغاية؛ إذ إن العديد من النساء لا يستطعن التعرف إلى الأعراض "غير المعتادة" التي يُشْعرُ بها في الوقت المناسب. وبينت الأبحاث أن قصور المعرفة يتسبب في التشخيص الخاطئ للنساء أو الحصول على الرعاية الطبية بعد تضرر القلب على نحو كبير. فالوقاية مهمة كذلك؛ إذ إن الشرايين التاجية لدى النساء تكون أصغر حجماً وأخف سمكاً مقارنةً بالرجال، مما يجعل إجراء الاختبارات والعلاجات مثل تصوير الأوعية ورأب الوعاء وجراحة مجازة الشريان التاجي أكثر صعوبة، مما يقلل من فرص حصول النساء على تشخيص وعلاج صحيحين.
تدابير وقائية سهلة لصحة القلب
بعض التدابير الوقائية السهلة قد تقيك من الإصابة بأمراض القلب، ولعل أبرزها:
1- التمارين المنتظمة والوزن الخفيف:
غالباً ما تكون أعراض مرحلة انقطاع الطمث حدوث تغييرات في تركيبة الجسم وتوزيع الدهون وزيادة في الكوليسترول الضارّ. ويمكن أن تشكل زيادة الوزن خاصة السمنة، إجهاداً على القلب وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وعادةً ما يكون وزن المرأة زائداً إذا تجاوز مقاس خصرها 35 بوصة. فمن الضروري مراقبة وزنك؛ حتى تتمكني من تغيير روتين حياتك وممارسة التمارين بناءً على ذلك. فتمارين الآيروبيك مثل المشي السريع والسباحة تكون أقل خطورة بحدوث إصابة نسبياً ومفيدة للغاية لصحة القلب. ويجب عليك ممارسة التمارين المتوسطة الكثافة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً.
تابعي المزيد: أمراض القلب.. 5 أشياء تجب معرفتها عن "اختبار الجهد"
2- التحكم في التوتر:
التوتر الشديد أحد المخاوف الرئيسية لدى النساء؛ فقد يفضي إلى عوامل تؤثر على أمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وأيضاً السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل التدخين والكسل والتناول المفرط للطعام. إن اتباع أنظمة غذائية متوازنة وممارسة التمارين والنوم المريح تدابير يمكن اتباعها للسيطرة على التوتر. فضلاً عن ذلك، يجب عليك التحدث إلى أحد أصدقائكِ أو أحد أفراد عائلتكِ أو اختصاصي صحة نفسية لمعالجة التوتر والقلق. يمكنك الاستعانة باختصاصي أيضاً للإقلاع عن التدخين وتناول الطعام بنهم ورعاية قلبك على نحو أفضل.
3- النوم الكافي:
يقترن النوم لأقل من ست ساعات بارتفاع ضغط الدم والشعور بالإرهاق وتقليل الحافز لممارسة التمارين بانتظام. فمن الضروري النوم لمدة 7-8 ساعات كل ليلة بما يفيد صحة قلبك.
4- تناول الطعام الصحي:
تمكنت الأبحاث العلمية من تحديد عدة مكونات تشكل نظاماً غذائياً صحياً للقلب. حاولي تناول المزيد من حبوب القمح الكاملة والعديد من الخضروات والفواكه الطازجة وبعض المكسرات والأسماك المليئة بالدهون والسلمون البري، والتخلص من تناول الدهون المتحولة والأطعمة المقلية.
القلب السليم يجعلك في حالة صحية جيدة، ويمنحك حياة أفضل في الأعوام المقبلة. وعندما يتعلق الأمر بصحة قلبك، فالوقت ليس مبكراً على الإطلاق لتعيشي حياة صحية وتحمي قلبك.
• المصدر: خبراء مستشفى فقيه الجامعي في دبي، الإمارات.
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: تسبب الجلطات.. احذر من طقطقة الرقبة