يعاني الكثير من الافراط في التفكير بأحداث سلبية مرت عليه طوال اليوم وتركت أثر نفسي داخله، وقد يجد صعوبة في النوم بسبب القلق. لذلك قد يلجأ لأي وسيلة تنفيس لتخفيف هذا التوتر .
تؤكد الاستشارية النفسية عبير عامر، أن تدوين الأحداث والملاحظات عملية شخصية للغاية قد يلجأ إليها البعض للتنفيس عن مخاوف بداخلهم، هي في الأساس عبارة عن محفزات سلبية تعرضوا في يوم وتركت لديهم أثر نفسي او طاقة سلبية، لذلك يلجأ هؤلاء لكتابة اليوميات لأنها طريقة تساعدهم على تخفيف حدة هذا التأثير...
فوائد تدوين وكتابة اليوميات قبل النوم
-الخروج من حالة الحزن والاكتئاب والتخلص من الأفكار السلبية
فمن المعروف أن إخراج أحداث اليوم من أدمغتنا أسهل لنا من حملها داخلنا لذلك لابد أن تثق بأنها في المكان المثالي للتنفيس عن مخاوفك من خلال تفريغها على تلك الوريقات، فيمكنك استخدامها للوصول للحلول أو كتابة الإيجابي منها للتخفيف من حدة تأثيرها عليك.
تقوية الصحة العقلية
هناك علاقة واضحة بين الصحة العقلية السيئة وقلة النوم، فكتابة يومياتك قبل النوم يساعدك على تقوية صحتك العقلية واعطائها مناعة للمستقبل ويساعدك على الاسترخاء أثناء النوم، ويمكن أن تساعدك الكتابة الحرة على التعبير عن مشاعرك وبناء احترامك لذاتك، وكذلك الخروج من دوامة الأرق والتفكير المؤلم قبل النوم.
الحصول على نوم هادئ وعميق طول الليل
من بين أكثر العوامل المسببة للأرق، هو التفكير في أشياء فعلناها أو نريد فعلها أو شرائها، لذا فإن كتابة تلك اليوميات قبل النوم تعمل على تفريغ العقل من تلك الأفكار لإفساح المجال للاسترخاء والراحة بعمق.
التخطيط والاهتداء لحلول تبحث عنها
يمكن أن تهدئ مخاوفك بشأن المهام المستقبلية، وكذلك التخطيط والترتيب لأفكار مستقبلية ويمكن بسبها الاهتداء إلى حل لمشكلة ما هي في الأساس السبب في القلق والتوتر بل والارق الذي تعاني منه.
استدعاء الأمور التي ترغب بالاطلاع عليها
فيمكنك من خلال تدوين يومياتك قبل نومك لأحداث مرت عليك سلبية كانت أو ايجابية أن تفهمها وتتذكرها بل وتستدعيها وقت اللزوم للبحث عن حلول أخرى وتجد ما ترغب به بسهولة ووضوح بدلاً أن تصاب المشكلة التي تؤرقك بالضبابية والتخمين الخاطئ حولها وبالتالي لا تكون بتلك الصورة المفروضة، مما يتوجب إيجاد الوسيلة الفعالة، وهي أمامك ولكن لا تراها.
دوائك الشخصي
لابد لك أن تثق بأن تدوينك لأحداث اليوم التي مرت عليك بمثابة محرابك الشخصي للتحدث مع نفسك والاحتفاظ بها لك أنت وحدك دون اطلاع أو سماع صوت من شخص آخر، لهذا فهذه اليوميات قد تكن الدواء للكثير من الأمور لديك وهي وسيلتك لتخفيف الكبت أو التوتر الذي تعاني منه.
تابعي المزيد: كيف تبدئين بكتابة مذكراتك؟
نصائح
- كن أكثر حماساً لهذه التدوينات واعتبرها الفضاء الذي لديك حتى تسبح فيه مع نفسك
- هذه اليوميات التي تكتبها كل يوم قبل نومك تعتبر بوابتك الذهبية إلى ذكرياتك وهي المفتاح لك حتى تقوم بالبحث فيها وتتذكر فيها آثار الماضي وتستطيع أن تتشارك فيها وتتواصل مع الآخرين لاحقا.
- حاول دائماً التخلص من كثرة النظر إلى تليفونك المحمول قبل النوم لأن هذا سيزيد من حالة الأرق والتوتر لديك وعليك الانفراد ولو من خمسة إلى عشرة دقائق قبل النوم لكتابة تدويناتك.
- قد تكون هذه الوسيلة هي طريقة للكشف عن مهارات بداخلك لم تكن تعرفها من خلال سردك لحكايتك فبالإمكان تجميع هذه الوريقات في قصة أو كتاب وقد تتحسن مهاراتك الكتابية ولغتك.
- سيساعدك تدوينك اليومي على مراجعة الآخرين ممن حولك بتذكر انطباعاتهم وانفعالاتهم حتى لا تتكرر صدمات أنت في غنى عنها لتضاف إلى أوجاعك.
- استفيد من تدويناتك وراجع تصرفاتك وحلل شخصيتك وانطباعك ستكتشف هل أنت عصبي المزاج أم عندك ثبات انفعالي؟ وهل لك القدرة على اتخاذ القرار الصائب والوصول إلى الحلول أم لا.
- في النهاية عليك أن تدرك إن ارواحنا جميعاً تواجه بل تختنق بالضغوط اليومية والمحيطة بنا ومن حولنا، فهناك أزمات تمر ثم تعود مرة أخرى بشكل مختلف بل أكثر قوة قد تؤلمك في بعض الأحيان فتقرر الذهاب لطبيب نفسي للبحث عن حلول وعند تذكر تدويناتك اليومية ستري أنك مررت بهذه المشكلة من قبل وقد مرت بسلام ...
وفي النهاية يومياتك تجعلك تتخلص من آلامك وأحزانك وتشفي جروحك.
تابعي المزيد: دفتر المذكرات.. توثيق للأحداث أم فرصة للبوح؟
