خلال زيارتهما للعاصمة السعودية الرياض ومشاركتهما في فعاليات كأس السعودية والمعرض التراثي المصاحب لها، أيقونتا الموضة والإعلام العربي العالمي، عفاف جنيفان وفريدة خلفة، أطلعتا «سيدتي» على انطباعهما حول تألق مصممي ومصممات المملكة العربية السعودية في دمج الثقافة والتراث السعودي مع الصيحات الحديثة في الموضة العالمية. نجمتا الموضة بدتا مذهولتين أثناء ارتدائهما ملابس ومجوهرات تراثية صممتها مصممتان سعوديتان مبدعتان.
عفاف جنيفان
عارضة أزياء ومقدمة برامج تلفزيونية تونسية - إيطالية
كعارضة أزياء وممثلة ومقدمة تلفزيونية، كيف ترين تطور هذه القطاعات في المملكة؟
أعتقد أنهم يقومون بعمل رائع. إنها البداية، وأنا متأكدة من أنهم سيكونون حيث يريدون أن يكونوا، أرى تطورًا مذهلًا بالفعل.
ما الذي لفت انتباهك خلال وجودك في المملكة اليوم، والمشاركة في الفعاليات التي تقام فيها؟
وصلنا إلى الرياض في المساء، ثم ذهبنا إلى العلا. لقد تأثرت حقًا بالهندسة المعمارية والطبيعة والمناظر الطبيعية والجبال والناس. في العلا يشعر المرء بأنه داخل فيلم، فيها سحر لا يصدق. لا يزال بعض الناس يعتقدون أن المملكة العربية السعودية لا تزال كما كانت قبل بضع سنوات، وقد اندهش بعض أصدقائي من التغيير الذي أظهرته لهم خلال زيارتي، والآن الجميع يريدون القدوم إلى هنا.
هذا الحدث يظهر كيف تمكن الشعب السعودي من الدمج بين قيمه وتقاليده وبين الحداثة. بناءً على ذلك ما هو انطباعك عن المواهب السعودية وقدرتها على التغيير والتكيف مع التحديات والتطورات في ظل دعم واحتواء الجهات الرسمية؟
إنه لأمر مدهش حقاً كيف يضع السعوديون تراثهم الغني كأساس لإبداعاتهم المختلفة: الموضة، والفن، والعمارة وغير ذلك. وعندما كنت أتجول في الأرجاء رأيت الهندسة المعمارية التي تعكس التاريخ بطريقة مذهلة. وبرأيي هذا هو مفتاح الجمال، فهم لا يقدمون نفس النماذج والتصاميم الموجودة في البلدان الأخرى، إنما لديهم لمستهم الخاصة الفريدة والمميزة. وأعتقد أن السلطات تمنحهم فرصة رائعة لإظهار وإثبات تميزهم، وهذا يساعد كثيراً، لأن كونك مصممًا جيدًا أو مهندسًا معمارياً جيداً لا يكفي إذا لم تحصل على الدعم والتشجيع الكافيين..
عفاف جنيفان
أرى أن المصممين السعوديين سيتمكنون من تحقيق النجاح والتألق بسرعة وبقوة
ما هو انطباعك عن المصممين والمصممات المشاركين اليوم في هذا الحدث؟
كلهم مُذهِلون وقاموا بعمل رائع.
في عالم الموضة والفنون المنافسة قوية وتتطلب الكثير من المثابرة والتصميم، ولا بد أن المواهب السعودية تحتفظ بمكانة متميزة في هذا العالم. ما رأيك في ذلك؟
كل المجالات تستوجب منا عملاً شاقاً لكي ننجح ونحقق ما نريد. أعتقد أن المصممين السعوديين يعرفون ذلك جيدًا، وهم يبذلون قصارى جهدهم، وأرى أنهم سيتمكنون من تحقيق النجاح والتألق بسرعة وبقوة..
هل أصبحت العلامات التجارية السعودية حاضرة في العالم اليوم؟ وما الذي يجعل العلامة التجارية تنجح وتحجز مكاناً بين العلامات التجارية العالمية؟ وما هي نصيحتك للمبتدئين في هذا المجال؟
أعتقد أن العلامات التجارية السعودية - أو حتى العربية - لا تزال غير موجودة بقوة في المجتمعات الغربية، لكنني أرى أن من المهم لكل مصمم يسعى جاهداً لإيصال علامته التجارية للسوق العالمية أن يدرس المجتمع المستهدف (إيطاليا، فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية، آسيا...): ثقافته، ملابسه، طابعه الخاص. على المصمم ملاحظة كل ذلك عن قرب والجمع بين لمسته الخاصة ومتطلبات ذلك المجتمع بطريقة عصرية وأنيقة.
فريدة خلفة
عارضة أزياء جزائرية - فرنسية ومخرجة أفلام شهيرة
تبدين رائعة: من صمم مظهرك اليوم؟
المصممة مشاعل الفارس. منسقو الملابس الخاصون بي عرضوا عليّ العديد من التصميمات، لكنني عندما رأيت هذا التصميم، قلت هذا هو! أحببت الفستان. أحببت الشكل. أحببت بساطته وأناقته. إنه فريد جداً. المصممة قدمت التصميم المثالي لي، لقد فهمت ما أريد. شكل جميل.
بصفتك صانعة أفلام وثائقية وعارضة أزياء سابقة وشخصية مؤثرة تربطها علاقات واسعة ومهمة في عالم الموضة.. هل تجدين في السوق السعودية أرضاً خصبة لهذه الصناعة؟
نعم بالطبع أجد في السعودية أرضاً خصبة جداً لهذا القطاع، وقد رأيت ذلك جيداً في المعرض. لقد تأثرت كثيراً بالمصممين الموهوبين الذين صمموا تصميمات مثيرة للاهتمام.
تسجل المملكة اليوم نجاحات مبهرة على جميع المستويات، وتثبت المرأة السعودية نفسها ومهاراتها بقوة.. ماذا تقولين عن ذلك؟
أعتقد أن هذا مثير للإعجاب جدًا، وخاصة أن النساء يتم تمكينهن، وأنا متأكدة من أنهن سيقدن التغيير. إنهن في طريقهن بالفعل، والعديد من النساء يسجلن نجاحات هائلة، وقد تحدثت عن ذلك في فيلمي الوثائقي بعد مقابلتهن والاطلاع على تجاربهن ومسيراتهن. لقد قمت بالتصوير في المملكة منذ أربع سنوات، وقمت بذلك مؤخراً أيضاً، وقد لمست تغييراً هائلاً.
ما الذي لفت انتباهك أثناء وجودك في المملكة؟
هذه ليست زيارتي الأولى إلى المملكة العربية السعودية. لقد زرت الرياض منذ فترة طويلة، وزرت جدة مرتين أيضاً، لكن خلال هذه الزيارة رأيت تغيراً كبيراً، وتمكنت أيضاً من اكتشاف مدى اتساع هذه الأرضضض، ومدى لطف الناس فيها. لقد انبهرت حقًا بالأراضي والمساحات الشاسعة.
فريدة خلفة
المرأة السعودية تعيش عصر التمكين وأنا واثقة من أنها ستقود التغيير
للتراث السعودي أثره في كافة مجالات الإبداع وخاصة الموضة.. هل هذا ما يميز التصميمات السعودية؟
هذا هو الشيء الأكثر إثارة للإعجاب في أعمال المصممين السعوديين. إنهم يستخدمون تراثهم وتاريخهم وتقاليدهم كأساس لتصاميمهم، ويدمجونها مع الاتجاهات الجديدة والأفكار الحديثة. أنا أقدِّر ذلك، وأرى أن تصاميمهم تتميز بأنها يمكن ارتداؤها في كل مكان. على سبيل المثال، الفستان الذي أرتديه يمكن أن يرتديه الجميع في العالم، لكنه سيظل يحمل اللمسة السعودية. أعتقد أن المصممين السعوديين يحجزون لهم مكانة متميزة في عالم الموضة من خلال ذلك.
في هذا القطاع المنافسة قوية وتتطلب الكثير من المثابرة والتصميم.. ما هي نصيحتك للمبتدئين في هذا المجال؟
نصيحتي لكل مبتدئ في هذا المجال هي أنه عليك أن تؤمن بنفسك، وأن تعمل بجد، وألا تستسلم أبداً، لأنه عالم صعب، فهناك الكثير من المصممين اليوم، لذلك عليك أن تكون محددًا حقاً، وأن يكون لديك شيء أصيل للغاية ومتقن الصنع.
من تجربتك ووجهة نظرك.. ما الذي يجعل العلامة التجارية تنجح وتحجز مكاناً بين العلامات التجارية العالمية؟
هذا هو لغز الموضة، فهناك العديد من المصممين الرائعين الذين لم يصبحوا معروفين بشكل جيد، وبالفعل لا يمكنك أبداً معرفة سر النجاح في هذا المجال.
من هو المصمم المفضل لديك؟
الكثير منهم (ضاحكة).