بخلاف الحرف اليدوية الآيلة للزوال، يعرف "الكليم" في السنوات الأخيرة استعادةً، مع الميل إلى الاحتفاظ بقطع يدويّة الصنع في المنزل، الذي يتبع الطراز المعاصر. يُصنع الكليم من خامات طبيعيّة، ويُصبغ بأصباغ طبيعيّة، وهو "ضيف" محبّب في الشقّة الجبليّة أو الواقعة بجوار الشاطئ، بخاصّة. يتمتّع بساط الكليم بوجهين متطابقين، ويبدو أقلّ تكلفة مقارنة بـالسجاد، ويُمثّل إضافة محبّبة إلى المنزل العصري، فهو يرمى على الأرضيّة حتّى يدفئها، أو "يلوّن" الديكور البسيط، كما يذكّر بالماضي، حينما كان يمثّل قطعة من جهاز العروس، و"لوحة" يعبّر حائكها عن مكنونات ذاته عن طريق النقوش، بما تيسّر له من خيوط صوفيّة.
الطراز "المينيمالست"
بدفع من الموضة الغربيّة، يعرف الكليم راهناً استعادةً في الشقق العصريّة، لا سيّما في الطراز "المينيمالست" أو التبسيطي. والواضح أنّه على الرغم من كل نسخ الكليم المقلّدة والمستوردة التي تغزو الأسواق، هناك قطع أصيلة يدويّة الصنع وحديثة الإطلالة. ففي مصر، حيث صناعة السجّاد ترجع إلى زمن الفراعنة، وتتقدّم كل الدول العربيّة، هناك بعض المصمّمين المتمسّكين بصنع الكليم اليدوي، كما بتحديثه.
بدفع من الموضة الغربيّة، يعرف الكليم راهناً استعادةً في الشقق العصريّة
في هذا الإطار، يتحدّث المصمّم محمد كحّال، الذي يتحدّر من عائلة ذات أجيال امتهنت صنع السجاد اليدوي في مصر، فيقول لـ"سيدتي" إن "تصاميم الكليم الحديثة تُجاري الموضة لناحية الألوان والنقوش، من دون أن تتخلّى عن طابعها اليدوي". ويضيف أنّه "بعد أن كان الأحمر هو اللون الرئيس لبساط الكليم، يصبغ الأخير راهناً بأصباغ بيج ورمادية و"غريج" أي مزيج الرمادي بالبيج، بالإضافة إلى الأصباغ الفاتحة من أزرق وأخضر وزهري".
الكليم المعاصر "مينيمالي" الطابع؛ يتجلّى الأمر خصوصاً في النقوش البسيطة التي تزيّن البساط، بعد أن كانت النقوش عبارة عن طبعات هندسيّة (دوائر ومربعات...)، في النسخة التقليديّة.
في هذا الإطار، يلفت المصمّم إلى أن "حضور البساط العصري، على الأرضيّة، يهدف إلى "تلوين" مشهد الديكور، لا سيّما في المنازل الواقعة في المصايف، الجبليّة منها والساحليّة، من دون الطغيان على المكوّنات الأخرى، كالأثاث والاكسسوارات ووحدات الإضاءة. لذا، تدخل النسخ الحديثة من الكليم، بخفر، المساحات".
الإرث العائلي
كان المصمّم ضاق بتصاميم قطع الكليم المقلّدة ذرعاً؛ التصاميم التي تكرّر نسج النقوش التقليديّة التي عفا الزمن عليها، على أقمشة رخيصة الثمن، لذا هو حدّث نقوش البسط وألوانها، بالانسجام مع موضة الأثاث والديكور الداخلي، من دون أن يقفز عن الإرث العائلي. فقد بقي كحّال متمسّكاً بالصوف والقطن في صنع البسط، وباستخدام الأصباغ الطبيعيّة، وتقنيّة النسج المسطّح المعروفة منذ 200 عام أي نسج خطّ تلو الآخر على النول. في هذا الإطار، يوضّح كحّال أن "صانعي النول هم نساء ورجال يتحدّرون غالباً من عائلات امتهنت الحرفة، مع ملاحظة اهتمام عدد قليل من الأولاد الذي يأتي بعضهم لتعلّم الحياكة في الصيف، والعطلات المدرسيّة".
من جهةٍ ثانيةٍ، يتعاون كحّال، مع مصمّمي الأزياء ومهندسي الديكور، حتّى يعبّر هؤلاء عن رؤاهم عن طريق البسط. علماً أن مجموعات الكليم التي يصدرها المصمّم تتأثر بالاجتماع، فالمجموعة الأخيرة، على سبيل المثال، تلقفت حاجة الناس إلى الالتحام بالطبيعة، نتيجة الانغلاق في المنازل، وبينّت عن خضرة وماء...
استخدامات مستجدّة للكليم
يلفت حضور قطع منزليّة أخرى أساسها الكليم، في المنزل العصري، منها: الكراسي و"الشيزلونج" والوسائد، وحتّى بسط اليوغا. في هذا الإطار، يقول المصمّم محمد كحّال أن المادة المستخدمة، في صنع الاكسسوارات، وفي تنجيد المفروشات الخفيفة، هي الحرير الخيزراني، التي تتمتّع بالنعومة وبالرفع، بخلاف البسط الخشنة.
__
- (الصور من كليم كحّال Kikims Kahhal - القاهرة).