نساء تحدّين الصعاب اليومية والعراقيل لتأمين متطلّبات أسرهنّ والوصول الى ما يطمحن له في نواحي الحياة كافة، فسطّرن قصص نجاح يحتذى بها للأجيال القادمة.
هؤلاء النساء لم يجدن طريقاً مفروشاً بالزهور يسرن عليه، بل قاومن وفكّرن بالعمل بوظيفة معينة أو تنفيذ مشاريع صغيرة تدرّ الدخل عليهن وتسدّ حاجاتهن الأساسية، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والسائدة اليوم في المجتمع.
دارين قليلات: أبرز التحديات التي واجهتها هي الاولاد
تشير دارين قليلات وهي أم لولدين (لانا ووليد) في حديثها الى أنها سيدة منزل، تعمل كمعلمة في القطاع العام. "مع بداية الازمة الاقتصادية اضطر زوجي الى ترك عمله والبقاء في المنزل. مع تزايد الازمة ولتلبية المتطلّبات اليومية بدأت أعمل في بيع مستلزمات الاولاد من ملابس والعاب وأحذية.... مع الوقت استطعت أن أحقق نجاحاً كبيراً في هذا العمل وتمكّنت مع الوقت من تنويع مجال عملي وتكبيره وتحقيق ما يكفي للاستمرار في ظلّ هذه الظروف الصعبة.
أبرز التحديات التي واجهتها هي الاولاد، فهم في كثير من الاوقات ينزعجون من قضائي لوقت طويل على الهاتف بسبب العمل ومتطلّباته، تحسّن هذا الامر مع الوقت واستطعت أن أنظّم وقتي، كما واجهت الصعوبات بقوة وعزيمة وإصرار.
رسالتي الى كل أم هذا العام هي أنه يمكن للجميع أن يجد طريقة معينة للخروج من هذه الازمة من خلال ايجاد شئ تبرع بالقيام به مثل الطبخ، البيع، التسويق، التجميل... حتى تتحدى البطالة وتساعد أسرتها".
أميرة الحمصي: التحديات تخلق من الأزمة فرصة
تشير أميرة الحمصي وهي أم لـ 3 أولاد الى أنها قررت الدخول في مجال الطبخ منذ 7 سنوات وتحضير الأطباق والوجبات من الكنزل لسببين وهما، الأول أنها تملك شغفاً كبيراً في مجال المطبخ والثاني هو مساعدة زوجها وإعالة أسرتها للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية وتحدي البطالة.
وتضيف "إخترت العمل من المنزل حتى أبقى الى جانب أولادي لانهم بحاجة الى رعايتي واهتمامي، ولا أخفي سراً إذا قلت بأنه في البداية لم ألق الدعم الكافي من المجتمع ولم أجد الدعم المادي والقدرة الشرائية ولكن مع مرور الوقت وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي بدأت الناس تتعّرف عن كثب على عملي وبدأت الطلبات تكثر. لذلك انصح كل أم بعدم الاستسلام للظروف مهما كانت صعبة بل أن تكون قوية وصلبة حتى تكون قدوة حسنة لاولادها ولمجتمعها وأن تخلق من الأزمة فرصة لأن الحاجة أم الاختراع.
الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات وعلى كل أم ان تتخطاها بعزيمتها وصبرها وأنا شخصياً اوجه رسالة احترام وتقدير لكل أم سواء كانت عاملة أو لا، هي أساس العائلة وليست نصف الكون بل هي الكون بكامله".
تابعي المزيد: فاطمة إسماعيل .. قصة الأميرة التي باعت مجوهراتها لبناء جامعة القاهرة
مارغريت داغر: من التحديات المحافظة على كياني كامرأة عاملة
تقول مارغريت داغر وهي أم لولدين (دانيللا وجورجيو) وأستاذة في اللغة الفرنسية وآدابها الى أنه "واجهتني عدة أنواع من التحديات في حياتي كوني أم أولاً والمعيل الأساسي لعائلتي. ولدي يعاني من الشلل الدماغي وصعوبات صحية متعدّدة، والتحدي الأهم الذي أعيشه هو تقبّل الآخر والمجتمع له، بالإضافة الى التحديات المالية بالطبع بسبب وفاة زوجي منذ فترة قصيرة ولكن أشكر ربي أن أهلي وأهل زوجي يدعموننا باستمرار نفسياً.
ومن التحديات التي واجهتني أيضاً المحافظة على كياني كامرأة عاملة وعندي قوة وإيمان يجعلانني قوية ومتماسكة لأنني أعتبر أن هذه التحديات هي تجربة وستنتهي وعلّمتني كيف أطوّر نفسي وعائلتي وأٌقف الى جانبهم.
رسالتني لكل أم تحدّت البطالة وابتكرت طرقاً جديدة للمساهمة في تخفيف الأزمة الاقتصادية وإعالة أسرتها أنها مصدر السلام والامان والفرح والطمأنينة لعائلتها، وهذا الأمر بالطبع ينعكس إيجاباً على نفسية اولادها في المنزل. لذلك يجب أن تتصالح مع نفسها ومن خلال تجربتي الخاصة الحياة ليست صعوبات وتحديات وإنما لحظات فرح وسعادة، بل على العكس الصعاب تعطينا القوة وتسلّط الضوء على نقاط الضعف والقوة".
ليندا ناصر: التحديات جعلتني أحوّل هوايتي الى مهنتي
تقول ليندا ناصر وهي أم لشابين أنها وخياطة الكروشيه قصة غرام لا تنتهي. بدأت حكايتها مع هذه الحرفة منذ 23 عاماً كوسيلة للتسلية وأحبّت أن تتعلّمها في المنزل لانه وقتها كانت أم لطفل صغير.
أتقنت ليندا مبادئ الكروشيه وباتت تشتري المجلات المتخصصة بها وتتعلّم أكثر من خلالها، ومع الوقت بدأت تصنع قطعاً للطاولات على سبيل المثال لان الخيطان كانت تجذبها وتشدّها حسب قولها.
تضيف "بعدما كبر إبني قررت الدخول الى معهد "تمكين المرأة" الذي كان بالقرب من منزلي وأخوض دورات تختص بخياطة النول أي تطريز فساتين أعراس وبرعت فيها. ولكن بقي الكروشيه عشقي الأول والأخير، فخضعت لدورات فيه أيضاً وبدأت أول خطوة، وكنت كلما أعلم أين تقام دورات الكروشيه كنت أتسجّل على الفور.
بدأت العمل في هذا المجال من المنزل وأنا اليوم مدرّبة منذ عام 2016 في "مؤسسة عامل الدولية" و "جمعية بسمة وزيتونة" وأعمل مع لجنة الأنقاذ الدولية من خلال تنفيذ مشاريع يطلبوها مني مقابل بدل مادي بالطبع. لا أخفي سراً إذا قلت بان جميع هذه الأمر كانت لمصلحتي خاصة عندما بدأت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية تسير نحو الأسوأ وعندها شعرت بأن هذه الهواية يجب ان تتحولّ الى مهنة ومصدر رزق خاصة وأن زوجي موظف غير قادر على تحمّل أعباء الأسرة لوحده خاصة وأن ولدي دخلا الى الجامعة وبحاجة الى المال الوفير لتسديد الاقساط.
أتوجّه الى كل أم بالقول لها أنتِ قوية، تعلّمي وواجهي الحياة بكل ثقة لأن التحديات ستكون صعبة. حاولي أن تصنعي فرقاً في حياتكِ وحياة عائلتكِ ولا تدعي أي عائق يقف في طريقكِ، بل ركّزي على أن تكوني سنداً ودعماً لأسرتكِ، أنت لست نصف المجتمع بل أنتِ الدنيا كلها، الأم، الأخت، الزوجة والمعيلة..."
تابعي المزيد:في يوم المرأة العالمي.. قصص نساء أثّرن في التاريخ