يسعى الكثير من الشباب دائماً إلى تطوير سماتهم الشخصية وتقبل ذاتهم، ويُعد شهر رمضان فرصة ذهبية يجب أن يستغلها كل من يريد الانطلاق نحو تغيير حياته للأفضل.
يقول الداعية الإسلامي عمرو خالد لسيدتي: يعتبر شهر رمضان من الأشهر الهامة في حياة المسلمين، فهو شهر مليء بالروحانيات، وترتاح إليه القلوب وترغب في فضل الله وغفرانه وجنته، ومن الجميل أن تستغل كل ما في شهر رمضان من راحة في تغيير حياتك، وجعلها أكثر سعادة وأقرب إلى الله، كما يساعد على تطوير الذات، وتغيير نمط الحياة لتحقيق مزيد من النجاحات.
*نصائح لاكتساب التغيير
-أخلص النية لله
يجب أن يكون كل ما تقوم به في حياتك خالص النية لله؛ حتى يبارك الله فيه، ويكتب لك في ميزان حسناتك. العمل لله يصبح ذا طعم مختلف؛ لأنك تعلم جيداً أن التجارة مع الله ليست خاسرة مهما كانت النتائج في الدنيا، وخاصة أن الصيام عبادة بين العبد وربه، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يفصل فيه.
-استبدل “لابد أن أفعل” بـ“أريد أن أفعل”
لقد فرض الله على المسلمين صيام رمضان؛ لذلك يقوم البعض بفريضة الصيام، وكأنها فرض يجب القيام به، ولكن الأجمل أن يؤدي الفريضة بحب، فهو يريد أن يصوم لكي يرضى الله عنه، أو ليشكر الله على كل النعم التي أعطاها له أو طمعاً في جنته، وتذكر أن تجعل نيتك دائماً وجه الله الكريم.
- قم بتشجيع نفسك
قم بتشجيع نفسك بتذكر أهدافك في الحياة بشكل عام، وما تريد أن تقوم به، تذكر كل النعم التي أعطاها الله لك. يجب أن تقرأ عن فضائل الشهر الكريم وفضائل الصوم، وكل أعمال العبادة التي فرضها الله علينا، فكل ما نقوم به في الدنيا تمهيدٌ ليجعلنا الله من الصالحين في الآخرة. قم بقراءة القرآن وتدبر معانيه، فهو يحتوي على الكثير من التعبيرات التي قد تغير حياتك بأكملها، خاصة أنك ستجد الكثير من الآيات التي تخبرك بألا تيأس من رحمة الله مهما كانت الحياة حولك صعبة.
-ابحث عن الصديق الصالح
أحياناً تجد صعوبة في الالتزام بعد رمضان؛ لذلك من المفيد أن تجد أحد الأصدقاء الصالحين الذي يشجعك، وتشجعه على أداء العبادات والالتزام بها بعد رمضان. يمكن أن يساعدك هذا الصديق على التقرب أكثر إلى الله وتقوما بالطاعات معاً والتسابق في ذلك، وهذا شيء جيد ومشجع جداً خاصة أنكما إن التزمتما بذلك تكونان في ظل الله يوم القيامة.
- لا تجعل الشيطان يثنيك عن عاداتك
في رمضان تستطيع أن تجعل مجموعة من العبادات عادة في حياتك كصلاة الضحى أو النوافل أو قيام الليل، وهو شيء جيد جداً في رمضان، ولكن الأفضل أن تحتفظ بهذه العادات بعد رمضان أيضاً، عندها تكون سلاسل الشياطين قد تم فكها، ويبدأ في الوسوسة لك من جديد، ولكنك مادمت اكتسبت عادة جيدة خلال الشهر الكريم يجب أن تعاهد نفسك، وتستعين بالله للحفاظ عليها بعد رمضان.
-لا تسمح للعادات السيئة بالعودة
كل منا يعلم ما يفعل جيداً، وهناك بعض العادات السيئة التي يرتكبها المسلم خلال الأيام العادية، فإن عزمت الإقلاع عنها في شهر رمضان يجب أن تعاهد نفسك على الالتزام بالبعد عنها خلال الأيام بعد رمضان.
-الكتابة
فكر فيما تفعله وما يجب عليك تغييره، وما يجب أن تلتزم به وتزيده. قم بمعاهدة نفسك على الأمور الجيدة والإقلاع عن الأمور السيئة، واكتب كل ذلك وضعها في مكان تراه كل يوم بحيث تجدد العهد والنية مع الله.
-الدعاء
الدعاء من أعظم العبادات التي طلبها الله منا؛ حيث قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، كل ما تريده يجب أن تستعين بالله عليه لتشعر بصفاء النفس وتذكير الروح بأنها ليست وحدها في الدنيا وأن الله إلى جانبنا.
-اقرأ عن المسلمين الأوائل واقتدِ بهم
حاول أن تعرف سيرة المسلمين الأوائل والصحابة. حاول أن تقتدي بهم في كل ما كانوا يقومون به، واعرف لماذا كانوا يقومون بذلك ونيتهم في القيام به، وحاول تطبيقه في حياتك فنحن -المسلمين- نحتاج إليه هذا بشدة هذه الأيام.
نصائح لتطوير الذات في رمضان
- اتخاذ القرار
يُعد الشهر الفضيل فرصة للتدريب على كيفية اتخاذ القرار، يبدأ باتخاذ قرارات يومية بتجديد نية الصوم، وسرعة اتخاذ قرار الإمساك عن الطعام أو الإفطار يومياً؛ حيث يؤكد كثير من علماء النفس أن التدرب على الشيء لمدة 21 يوماً يجعله صفة أساسية في الإنسان يتعود عليها، وبالتالي استمرارنا في اتخاذ القرار لمدة 30 يوماً يجعلنا نعتاد ذلك.
- تنظيم الوقت، الارتباط بوقت معين للإفطار وآخر للإمساك، يعلمنا أهمية تنظيم الوقت وضرورته في الحياة.
- تعلم الإنجاز حيث نكون متحمسين للطاعات والصوم بالنهار والقيام بالليل، خاصة مع قدوم عشرة الأيام الأخيرة، والتي تجعلنا نتحمس للعبادة أكثر، وهذا ما يجب فعله.