عدد كبير من الآباء يشكون من سوء تصرفات الطفل التي تتسم غالباً بالعنف في ردود الأفعال، سواء مع أقرانه من الأطفال أو مع أدواته وألعابه،
وتعريف هذه الردود القوية والعنيفة في نظر التربويين وأساتذة الطب النفسي تدخل باب السلوك العدواني،من هنا كان دور الآباء كبيراً في التعرف على أسباب هذا السلوك أولاً، ثم محاولة وضع أسلوب تربية بديل للتخفيف من حدة هذا السلوك العدواني..وبالتدريج يتخلى الطفل عنه ويصبح طفلاً هادئاً منضبط الانفعالات والمشاعر..يعرض ما يحتاج ويناقشه ويرضى بالنتيجة، دون صراخ وصوت عالٍ أو عدوانية...والتعرف على المشكلة أولى خطوات العلاج، كما يؤكد الدكتور محمد التهامي أستاذ طب نفس الطفل:
نصائح للتعامل مع الطفل العدواني
- نعم لابد من الابتعاد عن أسلوب التدليل الزائد أو القسوة الزائدة، فالطفل المدلل الذي اعتاد تلبية جميع رغباته، وكذلك الطفل المحروم من الحنان وكان يعامل بقسوة من قبل والديه...هذان الطفلان يتطبعان بالعنف والرد بقسوة، كنوع من أشكال التمرد ورفض ما يحدث لهم.
- لا تحرم الطفل من شيء محبب إليه، فالشعور بالألم والفقد قد يدفعه لممارسة العدوان، وفي المقابل على الوالدين تعزيز وتشجيع ثقة الطفل بنفسه، بحجة كسر عدوانيته. وأنه مرغوب فيه، وتجنب إهانته وتوبيخه أو ضربه،
- السلوك العدواني وردود الأفعال القوية، في أحيان كثيرة قد تكون وسيلة يلجأ إليها الطفل لجذب الانتباه،.. فإذا تأكدت أيها الأب من هذه الحيلة، تجاهل هذا السلوك..ولا تعطي لابنك الفرصة ليملي عليك ما يريده..تحت تهديد الصراخ أو الصوت العالي أو العدوانية.
- هل فكرت يوماً بأن ابنك الذي يتسم بالعدوانية..قد يكون يقلد شخصاً ما في المنزل أو أحدهم في نطاق الأهل.. يمارس هذا العدوان، أو ربما كان يقلد شخصية تلفزيونية أو كرتونية شاهدها عبر التلفاز، دورك هنا محاولة إبعاد الطفل عن هذه المشاهد العدوانية.
اشرحي لطفلك سلبية السلوك العدواني
- بلطف ووضوح معاً، اشرحي لطفلك سلبية هذا السلوك العدواني الذي يفعله، والنتائج المترتبة على ذلك..واعملي على توفير الألعاب التي تمتص طاقته، أو ادفعيه لممارسة رياضة تستهويه بأحد الأندية الرياضية.
- ابتعدي عن أساليب العقاب المؤلم للطفل العدواني، كالضرب والحرمان مما يحب، ويمكن منعه مثلاً من ممارسة نشاط محبب، إذا ما أقدم على العدوان بشكل مباشر ومقصود..وفي المقابل شجعي وعززي سلوكياته الطيبة، وتحدثي عنه في حضور الأهل والأصدقاء.
- العض، والضرب، والركل، والصوت العالي الأشبه بالصراخ..وغيرها، كلها مؤشر خطير تدل على مظاهر عدوانية الطفل، و تعد تحولاً خطيراً في سلوكياته وتعامله مع غضبه..وما يعترضه من أشياء لا تتناسب وما يريد ويرغب...تفهمي ما يحدث وسجليه واعرضيه على طبيب متخصص.
- اعرفي واستوعبي فكرة أنه لا يوجد طفل عنيف بطبيعته.. يولد صفحة بيضاء..والمنزل بقوانينه وقواعده هو من يطبع على الطفل العادات السوية أو العكس..العدوانية، فهم الأسباب يمكّنك من الوصول لحل، فالأطفال يتعلمون بسرعة، ويمكن تطوير مهاراتهم وتدريبهم على التحكم في أنفسهم.
عقاب الطفل الشديد..يدفعه للعدوانية
- في بعض الأحيان..قد يكون افتقار طفلك إلى المهارات اللغوية التي تمكنه من التعبير عن نفسه بسهولة، إذا كان لا يستطيع التعبير عن رفضه لشيءٍ ما بلسانه سيضطر لاستخدام يديه أو قدميه، فاللغة لم تسعفه في التعبير، لذا يلجأ إلى لغة الجسد عندها.
- الأطفال في سن المدرسة تحديداً لديهم تضارب كبير في عواطفهم وما يشعرون به، ومن المرجح أن يلجأوا للضرب أو العنف بدلاً من الكلام العاقل، فتضارب المشاعر نتيجة للتغيير الحادث في حياتهم أو تعرضهم لمواقف جديدة، يمكن أن يحولهم لأشخاص عنيفين تجاه الآخرين.
- قد يعتقد طفلك أن العنف والاعتداء بالضرب، هما الطريقة الوحيدة لأخذ ما يريد، وبالفعل هذا يحدث أحياناً عندما يجرّب طفلك أكثر من طريقة للفت انتباهك، أو لفت انتباه أصدقائه، ولا يستجيب أحد إلا عندما يستخدم الأسلوب العنيف.
- قد يكون طفلك في مرحلة البحث عن طريقة للحصول على ما يريد ممن حوله، وإذا وجد أن الضرب أو العنف طريقة فعالة من جانب الآباء..فهو أمر خطير، لأنه سيفهم عندها أنها الطريقة الوحيدة للتعامل مع الآخرين ليستجيبوا له.
تعرّفي إلى المزيد: مشاكل الأطفال في سن الخامسة
طرق تسيطرين بها على طفلك العدواني
- على الوالدين، وضع قواعد لتعامل الطفل مع الآخرين؛وتوضيحها لهم، الأطفال مع تجربة أي سلوك جديد، ينتظرون رد الفعل؛ لمعرفة ما هو مسموح وما هو غير مسموح، السلوك الإيجابي والسلوك السلبي.
- تأكدي أن طفلك يعلم القواعد الأساسية للتعامل مع الآخرين؛ أصدقاء كانوا أو أقارب أو إخوة وأخوات، من خلال مواقفك الصارمة معه عندما يخطأ، يجب أن يتعلم أن الضرب والعض والاعتداء الجسدي أمر غير مقبول، وسلوك غير إنساني.
- الغضب والاستياء هما الدافع الأساسي خلف أي اعتداء لفظي أو جسدي، وعنف طفلك ينبع من شعوره بمشاعر سلبية، وإذا تدرب الطفل على التعامل مع مشاعره السلبية بطريقة صحيحة سيكون سهلاً عليه التوقف عن الاعتداء والعنف.
- استعيني بالقصص والحكايات والتعامل بالقدوة وتربية الحيوانات الأليفة، وقومي بتحفيز طفلك وتشجيعه عندما يتعامل مع غضبه بطريقة إيجابية ويعبّر عن استيائه بالكلمات أو النظرات فقط، وعندما يشعر الطفل بهذا الاستحسان سيقوم بفعله مراراً وتكراراً.
علّمي طفلك السيطرة على مشاعره
- علّمي طفلك السيطرة على النفس وعلى المشاعر واستخدام العقل، قبل إبداء أي رد فعل، وهي من المهارات الصعبة، ولكن يجب عليكِ العمل على غرسها في طفلك منذ السنوات الأولى، مع تجنب الكلام العنيف وعدم وصف الطفل بأوصاف، مثل: العنيف أو الشقي.
- يجب أن تكوني قدوة حسنة لطفلك، فإذا كنتِ عنيفة في سلوكك وتعاملك مع أطفالك ومع من حولك، فمن المستحيل أن يستمع طفلك إلى نصائحك، إذ يجب أن يراك تفعلين ما تنادين به، في كل المواقف داخل المنزل وخارجه، كي يصدقك.
- اظهري لطفلك تفهمك لمشاعره، وهي خير وسيلة للتقرُّب إلى طفلك ، ويتم ذلك في كلمات واضحة ومحددة، مثل: "أنا أفهم ما تشعر به، وأعلم أنك غاضب على لعبتك المفضلة التي أخفاها أخوك، لكن ضربه ليس حلاً للمشكلة".
- عانقي طفلك واشعريه بحبك واعلني ذلك له بمناسبة وغير مناسبة..ومن دون شروط، وعندما يتوقف عن العنف، سيكون بسبب شعوره بالحب والاستقرار في حياته وسط منزله وبين إخوته.
تعرّفي إلى المزيد: علاج تأخر الكلام عند الأطفال بعمر 6 سنوات
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.