"يكثر طفلي من الكلام فيما يفيد وما لا يفيد، يقاطعني حين أتكلم ليتكلم، صوته عالٍ، ودائماً ما يستأثر بالحديث إلى درجة الإزعاج؛ فماذا أفعل؟" الشكوى تتكرر على ألسنة كثير من الأمهات والآباء عموماً، وبطبيعة الحال لظاهرة الطفل الثرثار أسباب ولها علامات، تشير لسلبيات وأخرى تمد الطفل بإيجابيات.
وهناك الكثير من طرق العلاج، تقترحها الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس.
أسباب ثرثرة الطفل
- يصاب الطفل بالثرثرة نتيجة إفراط اهتمام الأهل به، أو لعدم اهتمام الوالدين بعلاج هذه الظاهرة.
- وربما بسبب إبداء الأهل الإعجاب بها وتشجيع الطفل عليها؛ ما يجعله يستمر في ثرثرته من دون خجل أو حواجز.
- الطفل ثرثار لشعوره بالثقة الزائدة في نفسه، أو العكس، لا يشعر بالثقة، كما ترجع ثرثرته إلى عدم انشغاله بالدراسة أو الرياضة.
- أو لعدم إتقانه عادات الاستماع والتلقي. لم يتعود عليها منذ الصغر.
- وقد يكون الطفل الثرثار مقلداً لسلوك أحد الأبوين الذي يمارس الثرثرة؛ ما يجعله قدوة غير صالحة لابنه.
مظاهر وعلامات ثرثرة الطفل
- الإكثار من الكلام فيما يفيد وما لا يفيد أو في الأمور التافهة.
- التحدث فيما يضر كالغيبة والنميمة؛ فيكثر الحديث عن سلوكيات إخوته وأصحابه.
- كثرة شكواه وحديثه عما يقع عليه دائماً من ظلم.
- يحكي الكثير مع الغريب والقريب عن نفسه وأسرار بيته، عن أبويه وإخوته.
- عدم اهتمامه بالوقت، وعدم محافظته على المواعيد.
- ثرثرته تؤدي به إلى عدم التركيز في الحديث، وتكرار الكلام، والخروج من موضوع لموضوع.
- كثرة الحديث تجعله يخطئ، والحديث فيما يعلم وما لا يعلم، والتدخل فيما لا يعنيه.
- تعرّفي إلى المزيد: "متلازمة الطفل الأوسط": هل تمده بسلبيات أم تُكسبه مميزات؟
إيجابيات ثرثرة الطفل
- من مزايا كثرة التحدث عند الطفل أنه سيخبرك بسهولة عن كل ما يحدث معه، أو يجول بخاطره، سيكون كتاباً مفتوحاً.
- لا يوجد يوم ممل مع وجود طفل ثرثار، يمكنك الاعتماد عليه في طرح الأسئلة، وإثارة المحادثات للحفاظ على تفاعلكما طوال اليوم.
- طفلك سيكون نعم الرفيق الرائع في المنزل أو في أي مكان تذهبين إليه، ولن تحتاجي لتحمل عبء البحث عن مواضيع للمحادثة.
- أجمل ما في كثرة كلام الطفل وثرثرته أنها علمته كيفية التعبير عن رأيه بصراحة، وما على الآباء إلا السؤال وسيجيبه الطفل بصراحة.
- الطفل الثرثار اجتماعي ويتمتع بتواصل لفظي أفضل أيضاً، يشارك بسهولة في الأنشطة والأحداث، والحصول على سبق النجاح.
عدم انشغال الطفل من السلبيات
- افتقاد لحظات الهدوء بالبيت، فالطفل دائم الكلام كثير الأسئلة، فضوله يدفعه لثرثرة أكثر، ولا يهدأ إلا عند النوم.
- ثرثرة الطفل تدفعه لطرح أسئلة غريبة أو محرجة، قد لا تكون أيها الأب متهيئاً للإجابة عنها.
- الطفل الثرثار ينهمك في طرح آرائه، فلا يمنح الآخرين لحظة للاستماع إلى ما يريدون قوله أو طرحه.
- حياة الآباء مع طفلهم الثرثار ستكون أشبه بدوامة وسلسلة من الأفكار لا نهاية لها.
طرق لعلاج ثرثرة الابن
- حاوري طفلك حول مشكلته -الثرثرة- وأخبريه أنها سلوك مرفوض، ينفر الناس منه، ويفقده الكثير من الصداقات.
- اسأليه أسئلة تجبرينه فيها على الإجابة بنعم أو بلا.
- اسمعي له ولا تهربي منه؛ حتى تعوضيه نقصه، وحتى تشبعيه عاطفياً واجتماعياً ونفسياً.
- أشغلي وقت فراغه بالأعمال المفيدة، مثل المساعدة في أعمال البيت، والأعمال التعاونية مع إخوته.
- ومن دون توبيخه أيضاً. اجعليه أحياناً يتكلم ويثرثر من دون إعارته أي اهتمام.
- وجهيه بلطف وحكمة أثناء ثرثرته بالانضباط في حديثه، ولا تشجعيه على الثرثرة الزائدة.
- دربي طفلك تدريباً عملياً منظماً على عادات الاستماع الجيد، والقراءة الصامتة واستيعابها.
- بثي الثقة في نفس طفلك، وعلميه أن الواثق في نفسه يختصر في كلامه، وبثي فيه التواضع وعدم الغرور.
- لا تمنعيه من قول الكلمات التي تشير إلى الخير؛ واطلبي منه الصمت عن قول الشر واللغو فيه.
- وفري لطفلك القدوة الصالحة؛ في صورتك أو صورة والده؛ أي توقفي على الثرثرة إن كنت تمارسينها.
تعرّفي إلى المزيد: "طفلي يعاني مشكلة نفسية": الأسباب والأعراض وطرق العلاج
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.