المرونة هي القدرة على التكيف مع المواقف الصعبة عند التعرض للضغوط أو الشدائد أو الصدمات. أن تكون مرناً لا يعني أنك لا تعاني من التوتر والاضطراب العاطفي والمعاناة. فالأشخاص الذين يمتلكون هذه المرونة لا يرون الحياة من خلال عدسات وردية، كما يقول التعبير الإنكليزي، إنهم يفهمون أن الانتكاسات تحدث، وأن الحياة في بعض الأحيان صعبة ومؤلمة. هم لا يزالون يعانون من الألم العاطفي والحزن والشعور بالخسارة التي تأتي بعد مأساة، لكن نظرتهم تسمح لهم بالتغلب على هذه المشاعر والتعافي واتخاذ الإجراءات وفقاً لذلك مع الحفاظ على الأمل والتوكل على الله في كل شيء.
تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: إن النجاح يتطلب الكثير من الصفات والعادات الحسنة من صبر واجتهاد والتعلم الدائم وتطوير المهارات والتنظيم والتخطيط وشحذ الهمة والمرونة، وهي تقبل التغيير والاستعداد له والتأقلم مع مصاعب الحياة ومشاكلها، ويرى دائماً الجانب الإيجابي والمشرق فيها. لذلك الشخص يجب عليه أن يقتنع بالتغيير وأنه لا شيء يبقى على حاله، ولن يدوم ويبقى مستعداً لهذه الضربات.
*كيفية بناء المرونة
-ركّز على نقاط قوتك بدلاً من ضعفك
التركيز على نقاط قوتنا هو كيف نكتسب النمو، مع التركيز على نقاط ضعفنا فقط في النهاية، بمثابة تذكير لماذا نفشل بسببها. تعني المرونة معرفة أفضل طريقة للمضي قدماً من أجل إعادة أنفسنا إلى مكان القوة، ولا يمكننا القيام بذلك إذا سمحنا لنقاط ضعفنا بإبقائنا محبطين.
الشخص المرن يميل إلى إدراك نقاط ضعفه جيداً، ولكنه لا يقضي وقتاً في التركيز عليها أو محاولة تحسينها بجهود كثيرة. بدلاً من ذلك، يتطلع إلى نقاط قوته ويضبط اتجاهه وفقاً لذلك عندما يبدو أن الأمور تسوء.
-زيادة التفاؤل
قد يكون البقاء متفائلاً خلال الفترات المظلمة أمراً صعباً، لكن الحفاظ على نظرة متفائلة يعد جزءاً مهماً من المرونة. قد يكون ما تتعامل معه صعباً، لكن من المهم أن تظل متفائلاً وإيجابياً بشأن مستقبل أكثر إشراقاً.
التفكير الإيجابي لا يعني تجاهل المشكلة من أجل التركيز على النتائج الإيجابية. هذا يعني أن تفهم أن الانتكاسات مؤقتة، وأن لديك المهارات والقدرات لمواجهة التحديات التي تواجهها إن شاء الله.
-تقوية الروابط
من المهم أن يكون لديك أشخاص تثق بهم. إن وجود أشخاص مهتمين وداعمين من حولك يعتبر عاملاً وقائياً في أوقات الأزمات، في حين أن مجرد الحديث عن موقف مع صديق أو أحد أفراد أسرتك لن يخلصك من مشاكلك، فإنه يسمح لك بمشاركة مشاعرك والحصول على الدعم وتلقي ردود فعل إيجابية والتوصل إلى حلول ممكنة لمشاكلك.
-تعلم مهارات التأقلم
العديد من مهارات التأقلم يمكن أن تساعد في التعامل مع المواقف العصيبة والصعبة، وهي تشمل كتابة اليوميات وإعادة صياغة الأفكار وممارسة الرياضة وقضاء الوقت في الهواء الطلق والتواصل الاجتماعي.
-التوكل على الله
فعلى الإنسان منّا أن يكون توكُّلُه على الله في جميع أحوالِه. التّوكّل على الله فيه الكثير من السّعادة، فلا تحمّل قلبك الهموم، فالمقدر نافذ والحزن يهون. وكن على يقين أنه لا يكون إلا ما قدّر الله.