تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي:يعتبر الصمت الزوجي أو غياب الحوار بين الزوجين من الحالات الشائعة عموماً، وهناك مجموعة كبيرة من العوامل الذاتية والموضوعية لانعدام الحوار بين الزوجين أو حلول الصمت الزوجي ضيفاً ثقيلاً وبليداً على العلاقة، من هذه الأسباب مثلاً غياب التفاهم بين الزوجين عموماً، أو الوصول لطريق مسدود في حل الخلافات العادية واليومية، والملل الزوجي، إضافة إلى إرهاصات الزواج التي يمر بها معظم الأزواج، والظروف الخاصة بأحد الزوجين أو ظروف العائلة ككل؛ وغيرها من العوامل التي تبطئ وتضعف التواصل بين الأزواج.
واللافت هنا أن أسباب الصمت الزوجي مهما تعددت واختلفت فإن حلها الأسرع والأنجح هو الحوار بين الزوجين، بمعنى آخر أن الأسباب التي تؤدي لانقطاع التواصل بين الزوجين لا يمكن حلها أو تجاوزها دون حوار، بالتالي فإن انقطاع الحوار يعني تفاقم هذه المشاكل وتطورها لتصبح أزمات مزمنة.
والحوار الزوجي يعتبر وسيلة فعّالة لإدارة الشؤون الأسرية المختلفة وتجنب الحلول الانفرادية التي غالباً ما تنعكس سلباً على علاقة الشريكين، وسنتطرق لمجالات الحوار بين الزوجين في فقرة مستقلة، وقبل ذلك سنترك لكم بعض الملاحظات المهمة التي توضح
أهمية الحوار بين الزوجين
- الرجل الذي تزوجتِ به من عشر سنين لم يعد هو ذاته وهذا الطبيعي، والمرأة التي تزوجتها لم تعد كما كانت وهذا الطبيعي، فالإنسان يمر بانعطافات كثيرة وتغيرات كبيرة على مستوى الشخصية والسلوك والتفضيلات كما تعتبر تجربة الزواج بحد ذاتها عامل تغيير كبير، لذلك فإن الحوار الدائم بين الزوجين كفيل في جعل هذه التغيرات والاختلافات مفهومة، فالأزواج الذين يحافظون على الحوار الدائم لا يشعرون بهذا التغيير أو لا يرونه سلبياً على الأقل، فهم نتيجة الاتصال الدائم والفعال بينهما عايشوا هذا التغيير بأدق تفاصيله.
- إن الحوار بين الزوجين يعني أن تتوقف النزاعات المفاجئة والانقلابات الثورية، فكل شيء في مرمى النظر والمعرفة، حتى المشاعر السلبية ستبدو أوضح وأقل تأثيراً لأن الشريكين يتبادلان الحديث عنها في وقتها.
- على الرغم أن الحوار الهادف المقصود هو الحوار الشخصي الذي يتعلق بالمشاعر والأحاسيس والتجارب الشخصية بعيداً عن المسؤوليات والقرارات الأسرية؛ إلا أن ترسيخ هذا النوع من الحوار يعني بطبيعة الحال حواراً فعالاً في الشؤون الأسرية المختلفة.
- كما أن الحوار البنَّاء والدائم بين الزوجين من شأنه أن يعزز ثقافة الحوار العائلي، حيث يعتاد الأطفال على البوح والحديث الحر والمنفتح مع الأبوين، ويحمل الأطفال معهم ثقافة الحوار إلى بيت المستقبل.
الإرشادات المساعدة في إيجاد حوار بين الزوجين
ترك الهاتف، وإعطاء الحوار التركيز الكامل-
-إعادة ما يُستوعب من أحاديث الشريك أثناء المناقشة، بحيث يتم الإثبات له أنّه مستمع له بصورة جيدة، وللتقليل من حدوث سوء التّفاهم بين الزوجين، إذ يمكن للشريك إعادة صياغة أحاديثه إذا لم يُفهَم ما يقصد به.
-الإنصات باحترام إلى فكرة الشريك كاملة دون مقاطعته أو تجاهله ودون التفكير في الرّد عليه، ويكون التركيز منصباً على كلامه، ذكر الأسئلة على الشريك بدلاً من إرشاده، فالأسئلة تُعبر عن أحاسيس الاهتمام أكثر من الإرشادات.