الطاقة الحيوية هي القوّة المؤثّرة والمحرّكة والفاعلة في الجسم البشريّ، وقد ظهرَ مفهومها منذ آلاف السنين لدى العديد من الحضارات القديمة، خصوصاً الشرقيّة منها. عنها سألنا ابتسام بويا، مدرّبة التطوير الذاتي، والمتخصصة في العلاج بالطاقة الحيوية، وكيف يمكن الاستفادة منها لتحسين حياتنا اليومية.
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
تقول ابتسام بويا: «الطاقة الحيوية هي عبارة عن قوّة تسري داخلَ جسم الإنسان في مسارات محدّدة ومنظّمة، تشبهُ إلى حدٍّ كبير مسارات الأعصاب في الجسد، وإذا سُدّ أيّ مسار من هذه المسارات فإنّ الجسمَ سيُصاب بمرض أو خلل معيّن. فالطاقة الحيوية تسري في جميع أنحاء الجسم، بل وفي كل خلية من خلاياه، وعليها تتوقّف صحة الإنسان، وعند تعثرها في نقطة من نقاط مساراتها المختلفة، فإن الإنسان يشعر بالألم في تلك المنطقة.
الطاقة الحيوية تسمح لأعضاء الجسم وغدده وشرايينه وغيرها من مركِّباته، بالتفاعل بعضها مع بعض. وعندما تضعف الطاقةُ فينا، سرعان ما نلاحظ أن الوهن يدب في الأعضاء، فتتباطأ حركتُها، وينعكس الضعفُ على الصحة في مجملها.
علاج مكمل للطب
هل هي علاج نفسي إيحائي؟
الطاقة الحيوية علاج مكمل للطب، لأنها تعيد التوازن للجسم على المستويين الجسدي والعاطفي، ما يولد حالة من التناغم والسلام الداخلي، وبالتالي إيجاد سبيل للشفاء الطبيعي، كما يعمل على رفع القدرات الشفائية الجسدية، والنفسية، والروحية، حيث يصل بالإنسان إلى مرحلة الصفاء الذهني والخشوع العميق، ويتوافر بذلك الاسترخاء التام والسلام الداخلي. كما يتيح التخاطب بين الخلايا، الذي هو نوع من تفاعل الطاقات فيما بينها، ما يساعد الإنسان على الإحساس بالمحيط الخارجي، والتفاعل معه، وأي زيادة في الشحنات الكهرومغناطيسية التي يكتسبها تسبّب تشويشاً في لغة الخلايا وتفسد عملها. ولهذا يصاب الإنسان بما يُعرف بأمراض العصر، مثل: الصداع والتقلصات العضلية والتهابات العنق والتعب والإرهاق، إلى جانب النسيان والشرود الذهني، ويتفاقم الأمر إذا زادت كمّية هذه الموجات من دون تفريغها، فتسبّب أوراماً سرطانية، ويمكنها تشويه الأجنة. فوجب التخلص من هذه الشحنات وتفريغها خارج الجسم، بعيداً عن الأدوية وآثارها الجانبية.
ما مدى نجاح هذا العلاج في تقويم بعض السلوكيات، أو العادات السيئة، التي تعرقل حياة الناس؟
يشفي هذا العلاج العديد من الأمراض العضوية والنفسية، خصوصاً تلك التي تتعلق بإدمان بعض السلوكيات الخاطئة، أو العادات السيئة، لأن تنظيف الطاقات السلبية (الخوف، التوتر، الأفكار والبرمجة السلبية وغيرها..) يساعد على إعادة توازن الطاقات للفرد، وبالتالي تقوية إرادته للسيطرة على أفكاره، والتحكم في سلوكه من جديد. هناك مراكز للطاقة معينة يقوم المعالج بتنظيفها، وبالتالي تدب فيها الطاقة الإيجابية، ويشعر الفرد بتحسن نفسيته وبراحة عقلية وفكرية سريعة، ليجد نفسه قد تخلص من المشاعر السلبية التي تعيق وضوح الرؤية والتركيز، من أجل تحقيق الأهداف والغايات المنشودة.
تابعي المزيد: تأثير الصيام على الصحة النفسية سيصدمكِ
مدرّبة التطوير الذاتي ابتسام بويا: رغبة الأمومة أدخلتني عالم الطاقة الحيوية
تجربة العقم الثانوي
كيف تخصّصت في هذا العلاج، ولماذا؟
تخصّصي في هذا المجال لم يكن مصادفة، بل هو جواب عن عدة تساؤلات كنت أطرحها على نفسي من خلال قراءات يومية ودراسات، لاستكشاف الذات الإنسانية والقوى الكامنة الخامدة فيها. ولكن ولوجي الحقيقي كان عندما عشت تجربة العقم الثانوي، التي معها عرفت المرارة العضوية والنفسية، وبسببها عانيت من أمراض غير مفسرّة، حساسيات لبعض الأدوية، وحساسيات جلدية. بمنطق الطبّ، لم يكن هناك أي أمل للإنجاب، ما جعلني أبحث وأطور من نفسي يومياً. وباتصالي بالطاقة البشرية الكامنة في، قرّرت تغذية نفسي وروحي بطاقة الدعاء والتأمل، كما وتغذية جسمي بالأكل والشرب يومياً. أخذت الأمر بيسر وبساطة، وتعلمت التواصل مع القدرات والطاقات الخلقية بداخلي. وما هي إلا بضعة أشهر حتى وجدت نفسي أحقق آمالي، ورزقت بطفلي الثاني. وبعد سنوات من الدراسة في الداخل والخارج، أشارك اليوم خبرتي المتواضعة مع العديد من الأشخاص عبر العلاج والتكوين في ميدان الطاقة الحيوية. وقررت فتح مركز للمعالجة بالطاقة الحيوية، حتى يستفيد الناس من العلاج بطرق بسيطة وسهلة، خصوصاً وأنه يمكن ممارسة العلاج حضورياً، أو حتى عن بعد، ومن أي مكان في العالم.
تابعي المزيد: يوم التأمل العالمي: التأمل يجنبك القلق والتوتر والعديد من الأمراض النفسية
لب الحياة
ما مدى تفاعل الناس مع هذا النوع من العلاج؟
معظم الناس في الغالب يعيشون الجانب المادي الظاهري فقط في الحياة، ويغفلون عن عمق وروعة الجانب الآخر غير المرئي، والذي هو لب الحياة، والبعد الحقيقي الذي تعيش فيه النفس. وإذا أدرك الشخص هذا الجانب ورعاه، أصبح قادراً على التحكم في مشاعره أولاً، ثم نفسه وجسده وصحته وعافيته، فواقعه وأهدافه. في بداية الأمر لم يكن الوعي مرتفعاً بهذه العلوم، كما أن ممارسة العلاج بالطاقة الحيوية لم يكن معروفاً إلا في بعض الدول، لكن اليوم مع الإعلام والشبكات الاجتماعية، ووجود بعض المراكز المتخصصة، أصبح الاهتمام يتزايد، رغم التساؤلات المطروحة حول نجاح هذا النوع من العلاجات في التخلص من الأمراض العضوية والنفسية. وبمجرد أن يتلقى المريض الحصص العلاجية لمرض معين، أو كمواكبة نفسية للتخلص من بعض المشاعر السلبية، حتى يشعر الشخص بالتغيير الحقيقي، وبالتالي يتحدث عن الموضوع للمقربين، وللناس الذين يشعرون أو يعيشون مشاكل مرضية معينة، محاولاً أن يقدم لهم النصيحة بتجربة هذا النوع من العلاج الذي ليس له أي تأثيرات جانبية.
ما أهمية هذه العلاجات في تأهيل المراهقين والشباب لحياة أفضل؟
هذا النوع من العلاج له أهمية كبرى في تحسين حياة الفرد بصفة عامة، وحياة المراهق والشاب بصفة خاصة، فعندما يشعر الإنسان بعد التلقي للحصص العلاجية بالتوازن الفكري والهدوء النفسي، فإن قدرته على الاستيعاب ستكون قوية جداً، وحتى طاقته الفكرية ستصبح متميزة. هناك بوابات للطاقة في الجسد، يقوم المعالج بتنظيفها من الطاقات السلبية، فتقوي الإرادة وتعطي حافزاً للإنتاج والعمل.
تابعي المزيد: الخمول وعلاقته بالاكتئاب