من دون شك أنّ الفرد يمر في بعض الأوقات بأيام وربما أسابيع يشعر فيها بأن أموره ليست على أحسن حال، وذلك نتيجة لكثرة التحديات والمواقف الصعبة التي قد تمر عليه، إلا أنّ السبب الجوهري في ذلك أنّ الكثير من العادات كفيلة بتغيير مزاج الشخص إلى الأحسن. عبر السطور الآتية نتطرق إلى آراء بعض الشباب الذين واجهوا المواقف بطرق غير معتادة، طريفة وربما غريبة واستثنائية.
التأمل، ولكن...
أصيل الرياشي، طالب جامعي، ابتدأ كلامه بهذه العبارة: «جلست لمدة 40 يوماً وحدي تماماً»، إذ ذكر أنه عاش تجربة فريدة تنطوي على التأمل والصمت وعدم الكلام بتاتاً وعدم معاشرة الأشخاص والابتعاد عن الإلكترونيات بأنواعها كافة، وتناول الأكل العضوي المقدم من المزرعة مباشرة لمدة 40 يوماً، وهو إذ خضع لهذه التجربة بعد مروره بأيام عصيبة شعر خلالها بجروح متفاقمة وقلة الإنجاز، وكانت النتيجة أن بنى لذاته قاعدة صلبة من الطمأنينة والشعور بالأمان مع الذات واكتساب خصلة اليقظة وعدم التصرف بعد ذلك بردود أفعال مبالغ بها مع الآخرين.
تابعي المزيد: بعد أن حصد 22 جائزةً ضمن «آيسف 2022» المنتخب السعودي للعلوم يعود بفخر إلى أرض الوطن
اللجوء إلى الماضي
صابر المضحي: لجأت إلى معلميّ في الثانوية ليشرحوا لي بعض المسائل لأتقدم لاختبار جديد
صابر المضحي، تخصص مختبرات طبية، ذكر أنّه مرّ بأوقات عصيبة أثناء رغبته بتغيير تخصصه الدراسي من قوى كهربائية إلى مختبرات طبية، فعندما لجأ للهيئة المختصة، أشاروا إليه بضرورة إعادة استذكار بعض المواضيع العلمية من مواد منهج المرحلة الثانوية، وذلك لأنّه قد مر أكثر من خمس سنوات على تخرجه، وكان المطلوب منه مدة قدرها ستة أشهر لإعادة الاستذكار، ومن ثمّ الخضوع لاختبار مكون من صفحة واحدة فقط، فبات يفكر كثيراً في كيفية التخلص من هذه الأزمة والتوصل إلى حل سريع بآثار إيجابية سريعة، فوجد أن الحل يكمن في محاولة الوصول إلى معلميه الذين قاموا بتدريسه في المرحلة الثانوية، وتمكن من الحصول على بعض عناوينهم وذهب إلى البعض منهم طالباً منهم إنقاذه وإعادة الشرح له، وعلى الرغم من غرابة الأمر إلا أنّ المعلمين استقبلوه بالترحيب، وكان أحد الذين تمكنوا من تجاوز الاختبار بنجاح من بين 25 متقدماً آخرين.
التوكيد حل الأزمات
تُخبرنا كاتبة المحتوى، نعيمة برناوي، أنّها ممن يؤمنون بالعبارات التوكيدية التي يتم تداولها بشكل كبير بين رواد الشبكة العنكبوتية بغرض التشافي الذاتي، إلا أنّها لم تدرك تأثيرها إلا عندما آلمها أحد أسنانها وآنذاك كانت حاملاً، فلم تتمكن من تناول أي دواء، هنا خطرت ببالها فكرة أن تتخاطب مع «سنها» وتقوم بجلسة معها؛ من أجل أن تتعافى، فوجدت أن النتيجة مبهرة على عكس المتوقع!
تابعي المزيد: الدراسة في المقاهي بين إقبال الطلاب وتحفظات الأهالي
التغيير بين العادي والجريء جداً
سلمى سالم، طالبة هندسة معمارية، ذكرت أنّها بعد أن تمرّ بمواقف تراجيدية من المعاناة مع ضغوطات الحياة والدراسة، فهي تلجأ في نهاية المطاف إلى ترك كل ما حولها ومغادرة المنزل وعيش أي تجربة جديدة حتى تعاود أنشطة حياتها بحيوية فيما بعد.
30 عملاً مختلفاً
إبتسام علي: قمت بتجربة العمل في 30 من المناصب المختلفة في غضون عامين، فعادت حياتي أفضل من السابق
إبتسام علي، طالبة في الإدارة السياحية، أشارت إلى معاناتها لفترة طويلة من الكآبة وشعور الوحدة رغم انشغالها بدراستها، وبعد أن جربت ممارسة أشكال مختلفة من أنواع الرياضة والانضمام إلى بعض المجموعات المتخصصة في ذلك، إلا أنّ الكآبة لازالت مسيطرة بشكل أكبر على أيامها خاصة في سنتها الدراسية الثانية، فلجأت إلى العمل ولكن بشكل غير معتاد، إذ قامت بتجربة العمل في 30 من المناصب المختلفة في غضون عامين، وكانت النتيجة أن عادت حياتها بشكل أفضل من السابق.
تابعي المزيد: نظرة شبابية كيف تكون صاحب شخصية مؤثّرة؟
حلول إبداعية وفنية، نوعاً ما!
أحمد الحنشلي: لا بد أن يلجأ الشخص إلى حل استثنائي وربما إبداعي يتناسب معه في الخروج من المأزق.
أحمد الحنشلي، مهندس معماري، يرى أنّ صعوبات الحياة المتزايدة التي قد نواجهها قد تجعل الشخص يشعر بالضيق في بعض الفترات، فلابد أنّ يلجأ إلى حل استثنائي وربما إبداعي يتناسب معه في الخروج من هذا المأزق، وكان الحل الذي لجأ إليه في إحدى الفترات والذي يرى أنّه أمر اعتيادي لدى البعض إلا أنّه أسهم في تكوين وصقل شخصيته أيضاً، وهو ممارسة الصعود للمرتفعات سواءً كانت المرتفعات تتمثل في الجبال، التلال، أو حتى السلالم الاعتيادية لمدة ساعة أو ساعتين، حينها يتلاشى الشعور المزعج وتتراصف الأفكار القادرة على حل المشكلة.
علي عبدالله: أقوم برسم بعض الخطط والسيناريوهات على الورق؛ حتى يتبدد ذلك الشعور
علي عبدالله، طالب جامعي، ذكر أنّه يلجأ كشخص عادي إلى طلب الدعم من المقربين، إلا أنّه في بعض المواقف الصعبة قد يقوم برسم بعض الخطط والسيناريوهات بشكل رسومات على الورق؛ حتى يتبدد ذلك الشعور.
تابعي المزيد: الشغف.. ودوره في تحقيق أهداف الشباب