أصبحت وظيفة المرشد المهني من المهن التي تلقى رواجاً كبيراً وتحظى باهتمام كبير لما تقدمه من خدمات للباحثين عن العمل وخاصة الخريجين والخريجات لإرشادهم للتخصصات والوظائف التي تتناسب مع قدرات كل شخص وميوله واتجاهاته ودعمهم في اتخاذ القرارات الملائمة. ولا تقتصر خدمات المرشد المهني فقط على الخريجين فقط بل تمتد مظلة خدماتهم لتشمل الآباء والأمهات، فمن خلال جلسات إرشادية يزودونهم الأهل بقدرات أبنائهم لمساعدتهم على اختيار الوظائف المستقبلية التي تتلاءم معهم.
إدارة رأس المال البشري
بحسب عبود بن علي آل زاحم، متخصص وخبير إدارة الموارد البشرية، عضو المركز العالمي للتطوير المهني ومدير التطوع في الجمعية السعودية للموارد البشرية، لم تعد الموارد البشرية مجرد إدارة تنظم الإجازات، وتؤشر على غياب وحضور الموظفين، وتوافق على التقارير الطبية، بل باتت فنّاً وعلماً يدير رأس مال بشريّاً ثميناً في أي منظمة أو منشأة، وتخضع للتطور وفق الآليات العصرية للاستثمار برؤى مستقبلية. ومع تطور مفهوم الموارد البشرية وتحولها إلى رأس مال بشري حقيقي ظهرت وظيفة المرشد المهني، وعدها خبراء الموارد البشرية بأنها أحد وظائف المستقبل والأكثر جاذبية من قبل الخريجين الجدد والباحثين عن العمل، خصوصاً أن هذه الوظيفة تشترط الإلمام بعدة مهارات؛ أبرزها إعداد وتنقيح السيرة الذاتية، ومهارة المقابلات الوظيفية، وتحديد المسار المهني، وكذلك تحديد المسار الأكاديمي للطلاب والطالبات، إلى جانب الإلمام بأدوات قياس الميول المهنية ومناقشة نتائجها. فالمعرفة بفنون تسويق المهارات والقدرات، وعرضها باحترافية أمام أصحاب العمل باتت ضرورية للباحثين عن العمل في ظل التنافس الحاد في السوق، والمشاركة المفتوحة في معارض التوظيف، فضلاً عن ضرورة الإلمام بالأساليب المتطورة في كتابة السيرة الذاتية والتسويق الذاتي لمسارات التعليم والتوظيف المختلفة.
ابتكار سعودي
وأشاد عبود آل زاحم بالابتكار السعودي بما تقدمه المنصة السعودية IHR، فهي ابتكار سعودي يستلهم الرؤية المملكة 2030 لخلق مجتمع أكثر حيوية وعطاء وطموحاً، لأجل خلق جيل واعٍ يسهم في تعزيز المعرفة والاستثمار الأمثل لرأس المال البشري، بكوادر أكاديمية تتمتع بدراية وافية بمتطلبات الوظيفة وسوق العمل. فالمنصة ابتكرها نخبة من المختصين السعوديين والخبراء في مجال إدارة الموارد البشرية والتطوير المؤسسي، وهي منصة مهنيّة سعودية أطلقت بالتعاون مع جامعات حكومية وخاصة ومعارض توظيف، لتقديم خدمات تطوعية عبر جلسات الإرشاد والتثقيف المهني للطلاب والطالبات، والخريجين، والباحثين عن العمل. وتساعد المنصة الطلاب والطالبات والخريجين وطالبي العمل في تسويق مهاراتهم وقدراتهم ومواهبهم بشكل احترافي ومقنع في سوق العمل أمام المنظمات ومسؤولي استقطاب الكفاءات، عبر برامج تدريبية تحت إشراف مختصين وخبراء في مجال إدارة الموارد البشرية والتطوير المؤسسي. وقد أسهمت هذه المنصة في إبراز وظيفة "المرشد المهني"، والذي يقوم بتقديم جلسات الإرشاد والتثقيف المهني (الفردية والجماعية) للطلاب والطالبات، والخريجين، والباحثين عن العمل، بهدف تمكينهم من الاختيار الفعّال لمسارات التعليم والعمل.