تبدأ تربية الطفل في سن مبكرة، وإن كان عليك أن تلاعبيه وتدلليه، فذلك لا يعني أن تسرفي في ذلك، فبناء وتنمية شخصية الطفل لمواجهة الحياة لا يكون ببقاء الطفل في ظل والديه، ولذلك فعلى الأم في المقام الأول أن تتعرف إلى خطوات لتقوية شخصية الطفل، وحيث تجد الأم، وفي سن ما قبل المدرسة تحديداً، أن علامات ضعف الشخصية قد ظهرت على طفلها، وتشتكي أنه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أو عن حقوقه، ويفقد ممتلكاته حين يلعب مع الرفاق، كما أنه لا يستطيع أن يتكلم بجرأة مع الآخرين، ويبدو منطوياً، وتصفه بأنه ضعيف الشخصية، ولكنها لا تبحث عن حل، بل تزيد الأمر صعوبة حين تصفه بذلك أمام باقي أفراد العائلة، وهذه مشكلة أكبر تفاقم من المشكلة الأولى؛ ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية زينب سعيد، والتي أشارت إلى خطوات يجب أن تتبعها الأم في تقوية شخصية طفلها في عمر الخامسة كالآتي:
أهمية تقوية شخصية الطفل
- يجب أن تعرف الأم أن بناء شخصية الطفل بناءً صحيحاً يسهم بشكل كبير في منحه الثقة بالنفس.
- وأن الثقة بالنفس تساعد الطفل حتى يكبر معافى نفسياً ونشيطاً اجتماعياً.
- تساعد شخصية الطفل التي بنيت بشكل سليم على خوض تجارب الطفل الصغيرة بمفرده، والتي تمكنه من أن يكتسب مخزوناً معرفياً يساعده على مواجهة الحياة.
- كما يساعد بناء الشخصية بشكل سليم على تقبل الطفل لقدراته الجسمية والعقلية والنفسية مهما كانت، وتقبل الفروق الفردية بينه وبين أقرانه وعدم شعوره بالنقص.
- وتقوية شخصية الطفل تمنح الأم الشعور بالطمأنينة على طفلها وتقلل من خوفها عليه في المستقبل، ولكن ذلك لا يحدث فجأة، ولكن بالتدريج وبخطوات محسوبة.
تعرفي إلى المزيد: أفضل كتب تربية الأطفال
أهمية اللعب في تقوية شخصية الطفل
- يساعد اللعب على تعديل سلوك الطفل، فعن طريق اللعب فهو ينظم سلوكه داخل اللعبة؛ مما يمنحه مساحة أكبر لتنظيم حياته الخارجية وبالتدريج.
- يتعلم الطفل من خلال اللعب ممارسة الأصوات والمفردات الجديدة، سواء مع نفسه أو مع الأصدقاء؛ مما يعزز من تفاعله مع المجتمع.
- يعزز اللعب من شعور الطفل بالأمان، فيشعر بالأمان مع نفسه، ويطمئن للمجتمع من حوله حين يلعب مع الآخرين.
- يشكل اللعب وسيلة من وسائل التطوير الهيكلي للدماغ.
- ويساعد اللعب على الحصول على فوائد فكرية وعقلية للطفل بطريقة سهلة وصحيحة.
- يعمل اللعب على تطوير مهارات التعلم لدى الطفل؛ مثل الاستكشاف، والخيال، والتفاوض، ومخاطر القرارات السريعة التي يمكن أن يتخذها دون تفكير، فالانسحاب من اللعبة إلى الحياة يصبح سهلاً وسريع الربط فيه.
تعرفي إلى المزيد: الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء
خطوات لتقوية شخصية الطفل في عمر الخامسة
- يجب أن تعرف الأم أن عمر الخامسة هو سن ما قبل المدرسة، ويكون الطفل في ذلك العمر مستعداً للخروج من نطاق العائلة، وحيث إنها توفر له كل شيء، وعليه أن يبدأ في مواجهة عالم آخر وحده؛ وهو عالم المدرسة بما فيه من معلمات وتلاميذ.
- ولذلك فيجب أن تقوم الأم بتهيئة الطفل؛ لكي يكون ذا شخصية قوية قادرة على مواجهة عالم أوسع وأكبر.
- فعليها مثلاً أن تساعده لكي يندمج بالمجتمع، اكتشفي هواية لديه تشبه هواية ابن صديقتك مثلاً، وشجعيه لكي يصبحا صديقين.
- يجب أن توكل الأم المهام المنزلية المناسبة لعمر طفلها؛ لكي تتأكد أنه يستطيع القيام بها، وفي حال أوكلت له بعض المهام الصعبة فهو لن يستطيع القيام بها، وسوف يصاب باليأس ويشعر بقلة قيمته في الأسرة، ومن المهام السهلة مثلاً هز سرير الشقيق الأصغر، وتنظيف طاولة الطعام.
- كما يجب على الأم ألا تنعت طفلها ببعض الألقاب السيئة، أو إطلاق بعض المسميات المتنمرة على الطفل؛ مثل أن تقول عنه "يا أرنب"؛ لتدل على جبنه وضعف شخصيته.
- ألا تستخدم الأم أسلوب المقارنة في علاج ضعف شخصية طفلها، فذلك يؤدي لنتائج عكسية.
- ويجب على الأم أن تعرف أن أسلوب المقارنة بين الأبناء من أقسى أساليب التربية التي تؤدي لضعف شخصية أحد الأبناء على حساب الآخرين، وربما تؤدي لتولد الكراهية بينهم، بل يجب عليها أن تتأكد من الفروق الفردية بينهم وتتعامل مع الطفل على هذا الأساس.