إنَ الإجازة الصيفية لا تأتي إلّا بعدَ أشهرٍ منَ التعب والاجتهاد المتواصل في الدراسة والعمل، وتُعتبر حقاً من حقوق كل فرد في الأسرة، لذلك حاول استغلالها قدر الإمكان بالترفيه عن نفسك وزيادة متعتك وسعادتك، تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: جميع أفراد الأسر العربية والعالمية ينتظرون بشغف قدوم فصل الصيف، بسبب الجوّ الممتع والقدرة على السباحة والخروج في نزهات دون أي عائق، وموسم الاصطياف يُعتبر من أهم المواسم التي يجب التركيز عليها والتفرّغ لها والاستمتاع بكل لحظة، إذا كنتَ مستعداً لقضاء الإجازة الصيفية ولكنكَ لا تعلم من أينَ تبدأ بها، إليك بعض الافكار لقضاء إجازة صيفية ممتعة:
*أفكار لقضاء عطلة صيفية ممتعة
-رحلة تخييم:
كل فرد منّا يحتاج في إجازته إلى رحلة تخييم معَ أصدقائه أو أشخاص غرباء، بهدف الابتعاد عن ضجيج المدينة أو المكان الذي تعيش فيه، فهذه الرحلة يقوم بتنظيمها أحد الأفراد الدارسين للمنطقة التي سيتم التوّجه إليها، وعلى أساسها يتم الانضمام إلى الفريق، ولها الكثير منَ الفوائد سواءً في تنظيف رئتيك من دخان المدينة المليء بالسيارات والمصانع، وخاصةً إذا كانت الرحلة في إحدى الغابات الواسعة، تُعتبر فرصة لإخراج الطاقة السلبية منك والشعور بالطبيعة من خلال الاسترخاء والتأمل بها، وتُعتبر هامة جداً كونها تُؤدي لتعزيز العلاقات الاجتماعية والتعرّف على أفرادٍ آخرين واكتساب المعلومات والخبرات منهم، والتخييم لهُ دور كبير في الحدّ منَ الاضطرابات النفسية مثل "الاكتئاب" بسبب الأجواء المفعمة بالمرح والإيجابية من حولك.
-الانضمام إلى نادي القرّاء:
إذا كنتَ من محبي الكتب واكتشاف المعلومات الغريبة أو اكتساب المعلومات القيّمة، فيُمكنكَ الانضمام إلى أقرب نادٍ للقراءة، فهذه النوادي تمَ تأسيسها بهدف القضاء على الملل وتدفعكَ للتعرّف على أشخاصٍ مثقفين ليُناقشوا معكَ محتوى الكتاب، فإذا كنتَ تحب الكتب البوليسية حاول التغيير هذه العطلة واكتشف نوعاً جديداً لزيادة ثرائك المعرفي، كما أنَ قضاء الإجازة في أندية الكتب سيجعل منكَ إنساناً مثقفاً وقارئاً نهماً وكاتباً مميزاً في المستقبل، ومنَ المُمكن أن تُفيدك هذه الخطوة بمجال عملك المهني وخاصةً إذا كنتَ كاتباً روائياً أو صحفياً.
-تعلم مهارات ممتعة:
إذا لم تكن قادراً على الذهاب إلى الشاطئ هذا العام، لا بأس! يُمكنكَ التوّجه إلى تنمية مهاراتك التي تحبها، كل فردٍ منّا يملك في داخله موهبة كانَ يُريد تحقيقها في الصغر، وتتعدّد أنواع المواهب ما بينَ الحرف اليدوية، الغناء، العزف، الرقص، فن الأوريجامي، وغيرها الكثير، على سبيل المثال كنتَ تحب قيادة السيارة منذُ الصغر، ولكنكَ لم تجد الوقت الكافي لتعلمها، فيُمكنكَ التسجيل في مدرسة مختصة بتعليم القيادة والبدء بالتدرب عليها، أو إذا كنتَ عاشقاً للغناء وتملك صوتاً مميزاً يُمكنكَ التسجيل في أحد الأندية الموسيقية بهدف تعلم تمارين الصوت قبلَ الغناء وإتقانها والتركيز عليها.
-اقضِ وقتاً معَ عائلتك:
هل تتذكر آخر مرة تمعنتَ بتفاصيل وجه والدتك أو والدك؟ هل تتذكر آخر مرة استمتعتَ معَ زوجتك؟ وهل تتذكر مهارات أطفالك والأمنيات التي يتمنونها في حياتهم؟ هذا أمر طبيعي إن لم تتذكر، فالحياة قاسية على الإنسان وتأخذ من طاقته ونفسيته في العمل من أجل توفير لقمة العيش، ولكن يُمكنكَ التعويض دائماً فالفرصة أمامك، والعطلة الصيفية اقتربت جداً، فيُمكنكَ مفاجأة عائلتك بالذهاب إلى الشاطئ أو رحلة استكشافية إلى مدينةٍ أخرى لم تزرها من قبل، واستمع لهم وانصت لآرائهم وأمنياتهم وتمعّن بتفاصيلهم جيداً، فعندَ انتهاء هذه العطلة ستشعر أنَ نفسيتك ممتازة ونفسية أطفالك وأفراد عائلتك، فهذه الفكرة تُعزّز العلاقة بينكم وتزيد من مشاعركم تجاهَ بعضكم البعض.
-جدّد حياتك:
حاول إجراء بعض التجديدات البسيطة على حياتك سواءً في مكان عملك، حاول شراء بعض أنواع النباتات الجميلة ونظّف المكان جيداً وتخلص منَ المهملات، ويُمكنكَ تغيير تفاصيل غرفتك بإجراء بعض التعديلات غير المكلفة عليها، ومن ثمَ انتقل لتغيير تفاصيل حياتك، اسأل نفسك، ما الذي يجعلني أشعر بالملل والكسل؟ وابدأ بتنظيم عادات نومك وحاول وضع الأهداف الصغيرة لتنفيذها في أوقاتها المحددة، وتخلص منَ العشوائية التي كانت تُحيط بك.
-زيارة المتاحف:
إنَ الآثار التاريخية لها أهمية للغاية، فهيَ رموز للإنسان القديم الذي كانَ يعيش بها، وبالتأكيد كل دولة تتواجد بها بعض المتاحف والآثار الجميلة التي تُعبّر عن أهمية البلد، لذلك تُعتبر رحلة مميزة وغنية بالمعلومات فهيَ مزيج بينَ التسلية والتشويق والتعرّف على الحضارات القديمة، وتتعدّد أنواع المتاحف فيُمكنكَ اختيار النوع الذي تحبه سواءً (المتاحف التاريخية، المتاحف الفنية، المتاحف العلمية، المتاحف الوطنية).
-السفر:
إذا كانت ميزانيتك جيدة فيُمكنكَ السفر إلى الدولة التي تحبها وأمنيتك زيارتها، فالسفر في عطلتك الصيفية سيعمل على تجديد نفسيتك وزيادة تعلم مهاراتٍ جديدة والاعتياد على الابتعاد عن المنزل، كما أنه سيُمكّنكَ منَ التعرّف على عادات البلد وتقاليده والتعرّف على حياته ومحاولة إتقان لغته إذا كانت غير عربية، كما أنَ السفر سيزيد من إبداعك في الحياة وإنتاجيتك، ويجعلكَ تتقبل الآخرين باختلافاتهم، فسيزيد انفتاحك العقلي والفكري لتقبل الطرف الآخر.
-جرب أفكار خارج الصندوق :
توجد الكثير منَ الأفكار المجنونة والممتعة في الوقت ذاته، على سبيل المثال يُمكنكَ تعلم المكياج السينمائي منَ البداية وفتح صفحة على الانستجرام والبدء بنشر أعمالك وتعليمها للمبتدئين، أو يُمكنكَ عمل بعض الأفكار التي تتطلّب الجرأة كالذهاب إلى مدينة الملاهي التي تتميز بألعابها المخيفة بعض الشيء أو ممارسة تسلق الجبال أو احتراف التزلج على الماء من خلال سحبك خلفَ قارب فوقَ المسطح المائي، أو أي فكرة مجنونة ومسلية تحبها وتُسهم في الترفيه عن نفسك.