تشبّه الجيوب الأنفيّة بغرف حاوية الهواء، وهي تحوط بالأنف في رأس الإنسان، وتقوم بدور التخفيف من ثقل الجمجمة. تتعرّض الجيوب الأنفيّة إلى الالتهاب متعدّد المصادر، الالتهاب الذي تنجم عنه عوارض مزعجة تنغّص يوميّات المريض، علماً أنّه في غالبيّة الحالات قد لا يعرف المصاب مصدر إصابته، فيعالجها بالمسكّنات أو بخّاخات الأنف، من دون نتيجة. في الآتي، تتحدّث الاختصاصيّة في أمراض الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة ليندا حاموش لـ «سيدتي» عن المرض ومسبباته وعوارضه وطرق العلاج الشائعة، والجديد في إطار علاج بعض الأنواع من الالتهاب المذكور.
الدكتورة ليندا حاموش: الصداع مؤشر قوي إلى التهاب الجيوب الأنفية ويميز الحالة عن الرشح والحساسية
ترجع غالبيّة حالات التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis إلى:
- عدوى فيروسيّة حادّة مشابهة عوارضها للرشح، إذ هي سرعان ما تتحسّن في غضون أيّام من دون تعاطي أي عقار طبّي، بل مجرّد الاستراحة وشرب الماء بوفرة وتنظيف الأنف. الوقاية من العدوى ممكنة، حيث تعدّ النظافة الشخصيّة من الأساسيّات، لا سيّما غسيل اليدين وتجنب التدخين، بنوعيه الإيجابي والسلبي، كما الأماكن الملوّثة، وغسيل الأنف بمحلول ملحي، فهذا الأخير يقلّل إفرازات المخاط السميكة في الجيوب الأنفية والأنف ويساعد في التخلص من الجزيئات والمواد المتسبّبة بالحساسية والجراثيم.
- عدوى بكتيريّة، فيطول المرض عندئذ وتزداد العوارض سوءاً، ما يستدعي تعاطي المضاد الحيوي في العلاج. تشتمل العوارض على: المخاط الأنفي السميك وتغيّر لون الإفرازات الأنفيّة وصولاً إلى تراجع حاسّة الشم والضغط الشديد والألم في محيط الأنف والخدين والعينين والجبين نظراً لوجود بعض الجيوب في هذه الأجزاء من الوجه، بالإضافة إلى الصداع الناتج عن انسداد الأنف، والذي يدوم لأيّام.
- التهاب الأنف التحسّسي: يرجع التهاب الأنف التحسّسي إلى رد فعل الجهاز المناعي تجاه مهيّج بيئي، لا سيّما الأغبرة والأشجار وغبار الطلع. تشتمل عوارض التهاب الأنف التحسّسي، على الشعور بالحكّة في الأنف والعينين وانتفاخهما والتدميع وانسداد الأنف والعطاس والسيلان والصداع وتورّم الجفنين والسعال. للوقاية، لا بدّ من تجنّب الجلوس في أماكن مشجرة والابتعاد عن لمس القطط، مع ضرورة الاستحمام المباشر فور المرور بمساحة خضراء وغسيل الأنف بمحلول ملحي في حال الإفرازات السميكة.
تابعي المزيد: أعراض التهاب الجيوب الأنفية والطرق العلاجية
أجهزة الترطيب
من جهة ثانية، حضور أجهزة الترطيب ضروري في منزل أو مكتب المصاب بالتهابات الجيوب الأنفية، مهما كان مصدرها، وذلك حتّى لا يجفّ الأنف ويتخلّص من الإفرازات.
بين التهاب الجيوب والرشح والحساسية
عن كيفيّة التمييز بين حالات التهاب الجيوب الأنفيّة والرشح والحساسيّة، تجيب الطبيبة إن «الصداع مؤشّر قوي إلى الإصابة الأولى، كما هي الحرارة المرتفعة والإفرازات السميكة من الأنف، في مقابل سيلان الأنف الشفّاف في حالة الرشح والحكّة في الأنف والعينين وانتفاخهما في حالة الحساسيّة».
تابعي المزيد: أعراض الجيوب الأنفية الحادة
الفئات الأكثر عرضة
يُصاب بالتهاب الجيوب الأنفيّة خصوصاً، الأشخاص الذي يشكون من اللحميات الأنفية أو من حساسيّة الأنف وانحراف الحاجز الأنفي، ففي هذه الحالات يصعب على الجيوب الأنفية تصريف الإفرازات، فتبقى هذه الأخيرة في الوجه، مؤثّرة سلباً في حاسة الشمّ ومتسبّبة بضيق في التنفّس. يستخدم المصابون قطرة الأنف الحاوية على «الكورتيزون» في حالة اللحمية الأنفية وانحراف الحاجز الأنفي وصولاً إلى الخضوع إلى الجراحة، عندما لا تحقّق القطرة النتائج المرجوّة، وذلك للتنفس بصورة أفضل.
جديد الطب
في إطار البحوث الجديدة، يُعالج التهاب الجيوب الأنفية الناتج عن حساسيّة الأنف المتقدمة واللحميات الزائدة في الأنف (داء السلائل الأنفي Nazal Polyposis) حسب حالة كلّ مصاب. بعد إجراء فحص الحساسيّة للتعرّف إلى مسبّب الحساسيّة، مثل: حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة وعثة الغبار. يصمّم العلاج حسب حاجة المصاب ونوع الحساسيّة إذا كانت الأخيرة من الشجر مثلاً أو القطط... يمتدّ العلاج لستة أشهر أو إثني عشر شهراً أو ثمانية عشر شهراً، ويتناول تحت اللسان وهو عبارة عن قطرات محتوية على المحسس تنساب من مضخّة خاصة. يبقى الدواء تحت اللسان لمدة دقيقتين، ثمّ يبلع. تقيّم حالة المريض خلال رحلة العلاج.
تابعي المزيد: أسباب التهاب الجيوب الأنفية وطرق الوقاية
