لا يعد التوقف عن إهدار الوقت أمراً بالغ الصعوبة، حتى لو كان يبدو كذلك. تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: "تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها من أكثر الأمور المسببة لإضاعة الوقت وهدرهِ وذلك لأنّ الكثير من الأشخاص يُدمنون عليها بشكل مبالغ فيه ولدرجة تؤثر على مجرى حياتهم الطبيعي وقدرتهم على تحقيق النجاح والتقدم في الحياة الخاصة والعمليّة.".
حلول لتخطي مشكلة ضياع الوقت
-التخطيط
يعتقد البعض أن التخطيط لا يُعطي نتائج إيجابية في كل الأوقات وأنه عمل غير هادف للربح وأن النتيجة ستكون أفضل دون تخطيط لكن هذا خطأ تماماً لأنه بدون تخطيط ووجود قائمة مهام سننسى الكثير.يساعد التخطيط أيضًا على تحديد أولويات الأمور وتنفيذها مبكراً وأولاً بأول حسب درجة أهميتها لأنه في نهاية كل يوم وبدلاً من تجميع المهام غير المنجزة نشعر بالرضا عما فعلناه بشكل صحيح.
-لا تغرق نفسك في الروتين
يمكن أن يكون إضاعة الوقت أحد أسباب عدم وجود طريقة عمل واضحة عندنا أو أن الروتين يجعلنا نضيّع الوقت بشكل غير واضح وصحيح.ومن المفروض أن نجعل لأعمالنا حافزاً يدفعنا للقيام بإنهاء الأعمال بنشاط وحيوية دون إضاعة الوقت في التفكير في التخلص من الروتين.
لذلك يجب أن تختار عادة إيجابية تُحفزك على الاستمرار (على سبيل المثال تناول الغداء مع زملائك في العمل، أو تناول الفاكهة بعد الغداء، أو حتى ممارسة الرياضة والتأمل بعد العمل) فهذه التقنيات يمكن أن تحوّل عاداتنا وتجعلها أكثر حيوية وتبعدنا عن الروتين لمواصلة أنشطتنا اليومية.
-دوّن الملاحظات
هذا مكمّل للخيار الأول (التخطيط) مما يشير إلى أن التخطيط وحده لا يكفي لأنه إذا كنا نريد تجنب تضييع الوقت واستخدام كل لحظة للوصول إلى أهدافنا فنحن بحاجة إلى كتابة كل شيء نقوم به إلى جانب التخطيط.لتنجح في عملك وتستغل كل لحظة من وقتك اكتب كل ما تقوم به خلال اليوم مثل الأكل، والمشي، والاتصال بالعميل، وحتى التحدث إلى زميل.
إن تدوين الملاحظات هي أسهل طريقة لبدء التغيير من خلال تدوين جميع التفاصيل لأنه عندما نقوم بذلك ولمدة شهر كامل سنتمكن في نهاية الشهر أن نرى عدد المرات التي قضيناها سدى وأضعنا الوقت دون أن ندرك ذلك، كما يمكننا حساب مقدار الوقت الضائع والعمل على تدارك هذا الإهمال في المستقبل.
-ليكن لديك هدف واضح
الأمر متروك لنا لتحديد ما إذا كانت الأحداث اليومية في صالحنا أو على حسابنا وهذا هو الغرض من هذه المسألة.الخطوة الأولى والأكثر أهمية في تحقيق النجاح وعدم ضياع الوقت هي الهدف وتحديده بدقة ووضوح بحيث يحتوي على أقسام صغيرة لتحقيق كل جزء بالتتابع.
على سبيل المثال هدفك هو اجتياز الاختبار الذي تقدمت له ولتحقيق هذا الهدف يجب عليك تحديد أهداف أصغر ومثال على ذلك يجب عليك إجراء اختبارات كل شهر لقسم معين من هذا الاختبار وتعيين الحد الأدنى من النتائج لنفسك أو تحديد هدف كل يوم بحيث تستغرق ما يُعادل 4 ساعات في اليوم وعندما تصل لليوم الذي ستقدم فيه الاختبار الأساسي تكون قد ضمنت كل تفاصيله ولم تضيع الوقت في أنك ستنجح أم لا فقط؟ واعلم أن الأهداف الصغيرة لها التأثير الأكبر على تحقيق الأهداف الكبيرة بالإضافة إلى منحها الكثير من الطاقة للاستمرار.
-حدّد الأولويات
تحديد أولويات المهام هو من المهارات الهامة لتحقيق النجاح وبدون ضياع للوقت، وفي الحقيقة هذا سيمنعنا من إضاعة الوقت والاستفادة من كل ثانية فيه.تحديد الأولويات يساعدنا أيضاً على قضاء بعض الوقت في الأشياء القيّمة بدلاً من التركيز على المهام الصغيرة.
نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية لجميع قرارات الحياة حتى نتمكن من التصرف بشكل أفضل.
-لا تؤجل أعمالك وأهدافك
تأجيل الأمور أمر طبيعي في بعض الأحيان لأنه يحدث لنا جميعاً أنه لأي سبب كان نجد بأنه علينا تأجيل القيام بشيء لموعد آخر.ولكن إذا تجاوزنا الأمر وأصبحت عادة فقد حان الوقت لننتبه إلى هذه المشكلة لأن تأجيل الأشياء مضيعة للوقت.
كما أنه إذا تخلينا عما نحتاج إلى فعله في وقت محدد ولم نستخدم وقتنا بشكل جيد وأننا نكرر هذه العادة، في نهاية اليوم سنجد أنه لدينا مجموعة كبيرة من الأشياء التي لم يتم تنفيذها والتي يجب القيام بها والانتهاء منها.
لتجنب أن نكون من هؤلاء الأشخاص يجب أن نكون معتادين على القيام بكل ما وضعناه وخططنا له للقيام به سواء كان ذلك من صميم القلب أم لا.
وقد يكون الأمر صعباً في الأيام القليلة الأولى ولكن بعد فترة من الوقت تصبح عادة روتينية لأنه بالإضافة إلى القيام بعملنا وانجازه سنشعر بالرضا تجاه أنفسنا.
-لا تؤد مهام متعددة في وقت واحد
يعتقد بعض الناس أن القيام بتحقيق كل الأهداف في نفس الوقت سيوفر الوقت ولا يضيعه ويجعلهم يبدون أكثر ذكاءً، بينما أظهرت الأبحاث أنه عندما تقوم بعدة أشياء معاً لا يمكنك التركيز عليها جيداً.كن الأفضل وانتهي من تحقيق أهدافك واحداً تلو الآخر وبمستوى معتدل مع استغراق المزيد من الوقت والطاقة.
-أعط نفسك وقتاً للراحة
قد تعتقد أنه لتجنب تضييع الوقت عليك أن تعمل باستمرار وبدون راحة.لكن كيف سنحقق هدفنا وخاصة عندما نكون متعبين عقلياً وجسدياً لذلك حتى نسعد بتحقيق أهدافنا لا بد من الراحة والاسترخاء فهذا يُساعد الجسم على الشفاء والتحرك نحو الهدف مع طاقة إضافية.
تذكر أننا نحتاج أيضاً إلى التخطيط لوقت فراغنا والحرص على عدم الإضرار بأهدافنا والابتعاد عنها.
-لا تتسرع في إنجاز الأمور
إضاعة الوقت لا يعني دائماً إنجاز الأمور كلها لأنه في بعض الأحيان نعتقد أنه إذا فعلنا شيئاً ما بسرعة فسنتجنب تضييع الوقت، في الوقت الذي يجعلنا أقل اندفاعاً لإنجازه ويكون الاندفاع أقل.إن التسرع في القيام بشيء ما وإنجازه يعني فقدان ما يكفي من التركيز والدقة ونتيجة لذلك قد يكون هناك العديد من الأخطاء التي يمكن أن تضاعف الوقت الذي تستغرقه لإكمال أهدافنا.
إن منع إهدار الوقت وإدارته هو مهارة يجب أن نكتسبها ولكنها ليست الطريقة الصحيحة لتعظيم عملنا.
-خفف من مشاهدة الشاشة بشكل دائم
إن منهج الحياة في عصرنا الرقمي خلق الظروف المناسبة لمعظم الأشياء التي يتعين القيام بها من خلال أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية أو التلفاز وعلينا التعامل معها باستمرار تماشياً مع التقدم.عليك التفكير في حياتك بجدية أكثر لأن هذه الأشياء التي تقوم بها ضياع للوقت ولن تنفعك ولن تحسن حياتك أو تمنحك مستقبلاً مشرقاً، لذلك قم بإعادة تقييم أنشطتك اليومية وإجراء التغييرات اللازمة.
إن الجلوس الطويل أمام التلفاز أو الكمبيوتر أو الجهاز الخلوي والتحديق في الشاشة تتعب العقل والعين، ونتيجة لذلك فإن القيام بأي مهمة بسيطة يستغرق وقتاً طويلاً.
وسائل لتقليل الوقت الضائع عبر وسائل التواصل
- الابتعاد عن ألعاب الانترنت التي ستحدُ من قدرتك العقليّة، والتي ستمنعك من تحقيق النجاح في الحياة يوماً بعد يوم.
- عليك أن تحاول قدر المستطاع أن تعتدل في استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي عن طريق تخصيص ساعة معينة في اليوم لها فقط، وذلك لكي تنجح في استثمار وقتك الثمين لأداء الأعمال والواجبات المهمة.
- تحتوي وسائل التواصل الاجتماعي على الكثير من مقاطع الفيديو والتي يرى العديد من الأشخاص بأنّها تجلب لهم المتعة والسعادة، ولكن وللأسف الشديد فإّن الجلوس ولساعاتٍ طويلة لمشاهدتها يتسبّب في هدر المزيد من الوقت الضائع، لهذا ننصحك بأن تخفف قدر المستطاع من هذهِ العادة، عن طريق تحديد ساعة معينة من اليوم لتتصفح كل ما هو جديد.
-عليك أن تبتعد عن قراءة ومطالعة كل المقالات غير الهادفة التي تُنشر على الانترنت، وأن تخصص الوقت لمتابعة الصفحات الثقافيّة، هذه الصفحات التي تساعد على مدّك بالعديد من المعلومات المهمة والضروريّة.