الكثير من النساء يصبن بمرض السكري- ارتفاع السكر- المرتبط بالحمل، في الشهور الأولى، ومرات يأتي في الشهور الأخيرة، والمبشر أن الأم تتعافى من هذا المرض بمجرد الولادة.. إلا في حالات قليلة، وفي أغلب الأحيان لا يتأثر الجنين وسلامته.. إذا خضعت الأم الحامل للعلاج المناسب، ولكن هناك حالات تمس الجنين، وهو ما سنتعرف عليه بالتقرير التالي. اللقاء والدكتور أحمد عبدالفتاح استشاري أمراض النساء والتوليد.
ارتفاع السكر مرض يمكن التعايش معه
- المعتاد أن يؤدي الحمل إلى تغيرات كثيرة في جسم الحامل؛ حيث تقوم الغدد بإفراز هرموناتها بمعدلات مختلفة.
- وإفراز هذه الهرمونات يؤدي إلى مقاومة الجسم لوظيفة الأنسولين، وهو المسؤول عن حرق السكر في الدم، والمحافظة على منسوبه الطبيعي.
- وعندما تتعطل وظيفة الأنسولين، فإن ذلك يسبب ارتفاعاً في مستوى السكر في الدم، ما قد يسبب الإصابة بمرض السكري في كثير من الأحيان.
- وارتفاع السكر من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها والتعايش معها، إذا ما التزم المريض بتعليمات الطبيب.. ولهذا نقول: إن المتابعة المستمرة للسكر خلال فترة الحمل، أمر ضروري لحماية الأم وجنينها.
تعرّفي إلى المزيد: هل يُساعد حمض الفوليك على الحمل؟
أعراض ارتفاع سكر الحمل
- كثرة التبول، وزيادة كمية البول في كل مرة، وخاصة أثناء الليل.
- العطش الشديد المتكرر، والزغللة والدوخة، مع الشعور بالإرهاق.
- الشعور بالصداع بشكل مستمر، وهذه الأعراض قد تحدث للسيدات الحوامل حتى بدون سكر الحمل، مما قد يؤخر تشخيصه.
أسباب تزيد من فرص الإصابة بسكر الحمل
- زيادة وزن الحامل أو بدانتها المفرطة.
- وجود تاريخ وراثي لمرض السكر من الدرجة الثانية بالعائلة.
- الحمل في توائم كذلك.. قد يزيد فرص الإصابة بسكر الحمل.
- تقدم عمر السيدة الحامل، خاصة من جاوزن سن 35 عاماً.
- الإصابة بسكر الحمل في مرات الحمل السابقة.
"عملقة الجنين" بسبب ارتفاع السكر
- في أغلب الأحيان لا يؤثر سكر الحمل على صحة الجنين وسلامته، ويُولد الطفل بصحة جيدة، وخاصة إذا خضعت الأم للعلاج المناسب، واهتمت بنظامها الغذائي وممارسة الرياضة.
- ولكن هناك حالات قد يتأثر فيها الجنين.. مثل حالة وزن الجنين الزائد عند المخاض (العملقة)، إذا لم تتلق الأم الحامل المصابة بارتفاع السكر الرعاية الصحية اللازمة.
- وتحليل ذلك أن محاولة ضبط مستوى السكر في الدم للحامل خلال فترة الحمل، قد يؤدي إلى مزيد من ارتفاع السكر في دمها، ومن ثم دم الجنين.
- ويسبب ذلك مزيداً من إفراز هرمون الأنسولين من بنكرياس الجنين، وهذا النشاط الزائد في إنتاج الأنسولين.. يؤدي إلى تراكمه في دم الجنين بصورة كبيرة.
- الأمر الذي يؤدي إلى نمو حجم الطفل بشكل غير طبيعي، وزيادة الوزن، حتى أنه قد يتجاوز وزنه 4 كيلوجرامات عند الولادة وهو ما يعرف بالعملقة.
- و العملقة ظاهرة مخيفة، حيث تتأذى منها الأم في شهور حملها الأولى نتيجة ثقل الحمل، كما تتأذى أيضاً في الولادة، حيث تخضع لولادة قيصرية صعبة.. إلى جانب الأضرار التي يتعرض لها الطفل أثناء الولادة من مشكلات قد تُصيب أعصاب الأطراف.
تعرّفي إلى المزيد: الأكل الصحي للحامل في الشهور الأولى
الولادة المبكرة للجنين.. ومخاطرها
- وقد يتسبب ارتفاع مستوى سكر الدم لدى الأم الحامل وجنينها في ولادة الجنين، قبل وقت الولادة الطبيعي.
- ما يمثل خطراً كبيراً على صحة وحياة الجنين، حيث يكتمل نمو الرئتين لدى الجنين في آخر الحمل.
- وولادته قبل الموعد يعني عدم اكتمال رئتيه، وبالتالي عدم قدرته على التنفس بدون أجهزة مساعدة، فيوضع في حضانة؛ حتى تكتمل رئتاه ويستطيع التنفس وحده.
ارتفاع سكر الحمل.. و"صفراء" الجنين
- ومن المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين في الولادة المبكرة؛ هي الإصابة بمرض الصفراء.
- و تفسير ذلك.. أن بنكرياس الجنين يفرز الأنسولين بكميات كبيرة، لمواجهة ارتفاع السكر في دمه، وبعد الولادة ينفصل الطفل عن الأم، وبالتبعية ينخفض مستوى السكر في جسمه.
- إلا أن مستوى الأنسولين في دمه يظل مرتفعاً لفترة، والنتيجة انخفاض مستوى السكر في دمه، وقد يحتاج إلى الحصول على الجلوكوز من خلال المحاليل الوريدية.. وذلك لتعويض نقص السكر، ولهذا يتم فحص السكر في دم المولود بشكل يومي، حتى استقرار حالته.
مخاطر تواجه الطفل بعد الولادة
- الطفل الذي يُولد لأم مصابة بسكر الحمل، قد يكون أكثر من غيره عرضة للإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية، في مراحل متقدمة من حياته.
- وقد يُصاب بالبدانة، إن لم يتبع نظاماً غذائياً يتسم بالتوازن، ليحافظ على وزنه في المعدل الطبيعي.
- كما تساعد الرياضة البدنية مع النظام الغذائي الصحي على الحفاظ على وزن الجسم من الزيادة، وانتظام معدلات السكر بالدم، وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
- وقد يتعرض هذا الطفل لانخفاض في معدلات بعض العناصر في جسمه؛ كالماغنسيوم والكالسيوم، وهو ما قد يؤدي لإصابة الطفل بالتشنجات في صورة نوبات.
- كذلك قد يولد الطفل مصاباً بأحد التشوهات الخلقية، وقد يعاني خللاً في إفرازات الغدة الدرقية، وفي حالات نادرة الحدوث قد يموت الجنين في بطن أمه.
- لابد من إشراف الطبيب على النظام الغذائي الذي يتجنب فيه الطفل تناول أنواع من الطعام.. ما يزيد من مستوى السكر في الدم.
- وفي حال العلاج فلا بد من تنظيم جرعات الأنسولين على يد طبيب مختص والالتزام بها، وبمواعيدها حسب تعليماته.
- يمكن تناول بعض النباتات العشبية التي تساهم في خفض السكر في الدم، مع الحصول على قدر كافٍ من الماء يومياً.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.