أحبَّت مجال التطوع، وعملت ناشطةً في خدمة المجتمع، رغبةً منها في تطوير مهارات أبنائه، وبناء وطنها عُمان. فتبنَّت إطلاق عديدٍ من المبادرات والأعمال الخيرية، وكما تكللت مساعيها بالنجاح في الحصول على الموافقة بالاعتراف برياضة التزلج، وجرى تعيينها ضمن أعضاء مجلس الإدارة، هذا إلى جانب التحاقها بالسلك الدبلوماسي من خلال عملها سكرتيرة في سفارة عمان في دولة الكويت. مريم بني عرابه، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فتحدثت عن عملها في المجال التطوعي ومشروعاتها الخاصة.
بدايةً، لماذا اخترتِ مجال الإدارة والتسويق والعلاقات العامة؟
اخترته لأنني أحبُّ هذا المجال، وأستمتع بحل المشكلات، ووضع الخطط التي تسهم في تخطي العوائق.
ما الصفات التي يجب أن تتوافر في الشخص الذي يريد دخول المجال؟
المتابعة المستمرة للأخبار المحلية والعالمية، لتعزيز خبرته، واكتساب الثقافة التسويقية بقراءة الكتب المتخصِّصة، لكنَّ الأهم من ذلك رغبتُه في خوض التحديات، وإيجاد الحلول لمشكلات المجتمع.
تابعي المزيد: سيدة الأعمال فاطمة أحمد: العمل التطوعي والنسوي صقل شخصيتي
التعامل مع الشخصيات الدبلوماسية
عملتِ سكرتيرة سفيرٍ في سفارة بلدك بالكويت، ماذا أكسبكِ هذا المنصب؟
هذا العمل كان مختلفاً تماماً عن أي عملٍ لي في الشركات، واستمررت به ستة أعوام، وشكَّل تجربةً جديدةً في مسيرتي. الحمد لله وُفِّقتُ فيه، وكنت على قدر المسؤولية، وحرصت خلال تلك الفترة على تثقيف نفسي في كيفية التعامل مع الشخصيات الدبلوماسية، واكتسبت خبرةً كبيرةً في مجال العلاقات العامة، لأن عملي سكرتيرةً، احتاج مني الحرص على عدم ارتكاب الأخطاء، كوني واجهة السفارة.
منصبكِ مديرة شركة عقارات، ومديرة تطوير أعمالٍ في شركة معارض، هل قادكِ للاستقلال بعملٍ خاص؟
هذا المنصب شكَّل أيضاً تجربةً جديدةً بالنسبة لي، مع أنني دخلت سوق العقار قبل عملي في الشركة، حيث عقدت اتفاقيةً مع رجل أعمالٍ لبيع شققٍ في أحد مبانيه، كونه يرغب في بيعها بطرقٍ مختلفة، والحمد لله ربحت التحدي ببيع سبع شققٍ في مدة شهرين، ما عزَّز من خبرتي في سوق العقار. في رأيي سوق العقار يحتاج إلى الجودة والمصداقية، والقدرة على إقناع الزبون، وهذا ما اكتسبته منه، وأهَّلني للحصول على هذه الوظيفة في شركة عقارات. كذلك الحال بالنسبة إلى شركة المعارض، فقد شكَّل عملي فيها تحدياً آخر نجحت فيه، وحصلت على خبرةٍ جيدة، سمحت لي بإطلاق مشروعي الخاص.
تابعي المزيد: الدكتورة لينة عيوني: منح المرأة صلاحيات صنع القرار انعكس على جودة الحياة
لكل شركة اختصاصها
تمتلكين الآن شركةً خاصة، تشرف على تنظيم الفعاليات والحفلات والمؤتمرات، لماذا اخترتِ هذا التخصُّص تحديداً؟
اخترت هذا المجال لأنني أحبُّ النظام والإبداع، وللعلم عملي يحتاج إلى الجودة والتنوُّع، وهذان شرطان ضروريان لكسب ثقة العميل أثناء إقامة الحفلات والمناسبات.
كيف تساعدون الشركات لتجاوز الإخفاقات التي قد تمرُّ بها؟
لا يمكنني وضع سياسةٍ واحدة لجميع الشركات، فلكلٍّ منها اختصاصها الذي يختلف عن الأخرى، وسياستها في تجاوز الإخفاقات.
من وجهة نظركِ، ما الطريقة الصحيحة للترويج للشركة في مواقع التواصل؟
يتمُّ ذلك بعقد اتفاقياتٍ مع مشاهير في الـ «سوشيال ميديا»، وتحديداً أصحاب المحتوى المميَّز، ومَن يملكون مصداقيةً في التقديم، لإيصال رسالة الشركة بشفافيةٍ تامة.
تابعي المزيد: المهندسة سناء عبد الواحد: عشقت التصميم منذ صغري.. أسّست هويتي وسرت نحو هدفي
العمل التطوعي
ماذا عن الجانب التطوعي الذي عملتِ فيه سنواتٍ طويلة، ماذا أضاف لكِ؟
العمل في مجال التطوع شعورٌ جميلٌ، وراحةً نفسيةً لا توصف. أحسست خلال تلك السنوات بمسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي، وأدَّيت واجبي باطمئنانٍ تامٍّ، لأن العمل التطوعي درعٌ من الله، ووسيلةٌ لمساعدة الناس على تجاوز ابتلاءات الحياة.
كنتِ مستشارةَ تطوع لدى كثيرٍ من الفرق في الكليات والجامعات، ماذا قدَّمتم؟
قدَّمنا عديداً من المشروعات التطوعية، خاصةً في مجال البيئة، إلى جانب أعمالٍ مسرحية، وجلسات عصفٍ ذهني مشترك لتطوير الفكرة وجعلها أكثر إبداعاً وأهمية.
نشطتِ أيضاً مدربةً في تسويق المبادرات المجتمعية، كيف تصفين التجربة؟
أسعدني جداً المشاركة في هذه المبادرات، التي تواصلت فيها مع طلبة المدارس والجامعات، وشرحت لهم كيفية الحصول على الدعم لأي مبادرةٍ وعمل تطوعي، وزرعت فيهم الثقة في النفس، لأنها أساس النجاح.
تابعي المزيد: سيدة الأعمال مها شيرة: أسست مجتمعاً يليق بتطلعات رائدات الأعمال
الجمعية العمانية لمتلازمة داون
ماذا قدمتِ خلال شَغلكِ منصب أمينة السر في الجمعية العمانية لمتلازمة داون، وعملكِ مشرفةً في جمعية الأطفال ذوي الإعاقة؟
ثقة مجلس إدارة جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بي، أسهمت في نجاحي بهذا العمل الإنساني النبيل. سعيت خلال تلك الفترة إلى الربط بين الجمعية والجهات الداعمة من أجل توفير كل احتياجاتها. في حين أعدُّ عملي في الجمعية العمانية لمتلازمة داون الأصعب في مسيرتي؛ إذ تحمَّلت مسؤوليةً كبيرة بتعييني أمينة السر، وتركز عملي على المهام الإدارية، والبحث عن كل ما يحقق صالح الأطفال والأهالي. التكليف بالعمل في الجمعيات ليس بالأمر السهل، بل إنه أصعب من العمل في الشركات، وأمانةٌ نتحمَّلها أمام الجميع، ونُحاسب عليها في الدنيا والآخرة.
في اللجنة العمانية لرياضة التزلج، ما أبرز ما قدمتِه؟
العمل في اللجنة العمانية لرياضة التزلج كان ممتعاً، وسُعدت كثيراً بالاعتراف بهذه الرياضة من قِبل الوزارة، لتصبح ضمن الرياضات الرسمية.
ما دوركِ في الحصول على الاعتراف بهذه الرياضة؟
أذكر أنني اجتمعت بشخصيةٍ، تعشق هذه الرياضة قبل الاعتراف بها، وطرحت عليه فكرة إقامة مسابقاتٍ لها على مستوى السلطنة، ثم في الخليج والدول العربية، وحينما قدمت أفكاري للوزارة، تفاجأت ببعض العراقيل، كونها رياضة غير معترف بها، لكنني اجتهدت للوصول إلى هدفي، وحقاً بعد أربعة أعوامٍ من المتابعات، وردني اتصالٌ من الوزارة، تمَّ فيه إبلاغي بالموافقة على الاعتراف بالتزلج، وجرى تعييني ضمن أعضاء مجلس الإدارة، وتحديداً مديرةً للتسويق والإعلام، وحالياً نسعى إلى تحديد مقرٍّ لها، ووضع قوانين تنظمها وتستقطب الشباب لممارستها.
تابعي المزيد: سيدة الأعمال الكويتية فاطمة الرشود: بالإرادة والإصرار يمكن التغلب على صدمات الحياة
مسيرة في حب الأجداد
أسهمتِ في تنظيم أطول مسيرةٍ للمسنين بمسمَّى «مسيرة في حب الأجداد»، ما الغاية منها؟
أعدُّ هذه المبادرة المجتمعية الخاصة بالمسنين من التحديات الكبيرة في مسيرتي العملية، وسعيت بجدٍّ إلى تنفيذها، وهو ما تمَّ بفضل الله، حيث أطلقناها في ولاية «مطرح»، وقمنا باستكمالها في ولاية «السيب»، و«الرساق» مكان وجود دار رعاية المسنين، في حضور ومشاركة أصحاب وصاحبات السمو والسعادة، والمشايخ، إلى جانب إعلاميين، ومتطوعين، وأرامل، وأيتام. كانت مسيرةً رائعةً، وتركت أثراً كبيراً في نفوس المسنين، خاصةً مع مشاركة فرقٍ شعبية فيها، مثل «الرزحة»، قدَّمت أهازيج عُمانية جميلة. هدفنا من المبادرة إلى إشراك المجتمع بجهود مساعدة المسنين، والحمد لله أثمرت جهودنا عن توفير بعض احتياجات الدار، وإسعاد القانطين فيها.
تسعين كل عامٍ إلى تقديم عملٍ مشرِّف، يخدم فئاتٍ كثيرة، ما خططك للعام الجاري؟
ما زلت أجد نفسي مقصِّرةً، لكنني أسعى جاهدةً لتقديم عملٍ جديدٍ كل عام، وأتمنى النظر بعين الاعتبار للجهود التي نقدمها.
ما نصائحكِ للمرأة العمانية العاملة؟
أقول لها: كوني دائماً نموذجاً يحتذى به عالمياً في كل ميادين الحياة، وفي العطاء، والتربية، والأمومة، والخُلق.
تابعي المزيد: المقاولة السعودية فوزية الكري: المقاولاتُ مسارٌ جديدٌ لتوطين الاقتصاد ومربحٌ للمرأة
طموحي لا حدود له وأسعى جاهدة لتقديم شيء جديد كل عام
عملي في الجمعية العمانية لمتلازمة داون الأصعب في مسيرتي
مدرسة الحياة
ماذا تعلَّمتِ من مسيرتكِ العملية؟
الحياة مدرسةٌ، نتعلَّم منها الكثير، ونكتسب من أيامها القوة والصبر، ولا بأس أن نخطئ، لكن علينا ألَّا نستمر في الخطأ، وإن سقطنا، فعلينا أن نقوم فوراً وأقوى من السابق.
هل أثَّر عملكِ في حياتكِ الأسرية، أم أن زوجكِ يتفهَّم طبيعة مهامكِ؟
وفَّقني الله برجلٍ يحترم، ويقدِّر جهدي وعملي، ويساعدني في الاستمرار بالنجاح، وهذه نعمة من رب العالمين.
كيف تعوِّضين أسرتكِ الأوقاتَ التي تنشغلين عنهم؟
أسرتي لها الأولوية في حياتي، وأسعى من خلال نجاحاتي إلى أن أكون قدوةً، ومصدرَ فخرٍ لهم. أحرص على إعطاء عملي حقه، وأسرتي كذلك، وأحاول تحقيق العدل في ذلك.
ما رأيكِ في المرأة العمانية، وماذا ينقصها حالياً؟
المرأة العمانية لا ينقصها أي شيءٍ، ونالت حقوقها كاملةً، وما وصلت إليه اليوم ثمارُ الثقة السامية بها من والدنا الراحل السلطان قابوس بن سعيد، طيَّب الله ثراه، وسلطاننا هيثم بن طارق، حفظه الله. قيادتنا لها الدور الأساس في تعزيز مكانة المرأة في جميع المجالات، ووصولها إلى هذه النجاحات التي حققتها، وتقلُّدها أعلى المناصب التي أثبتت من خلالها دورها الفاعل، وأسهمت مع أخيها الرجل في بناء عُماننا الغالية. المرأة العمانية، ببساطة، تتميز بالصبر والمثابرة، ومساندة زوجها، وأسرتها، ومجتمعها.
تابعي المزيد: عضوة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي سميّة حارب السويدي: أكثر ما يسعدني الإسهام في بناء مستقبل طفل
أحب النظام والإبداع، ويتطلب العمل في الفعاليات الجودة والتنوع
بعيداً عن العمل
لنبتعد قليلاً عن العمل، ما هواياتكِ التي تمارسينها؟
أمارس هواياتٍ عدة، أحبها كثيراً، منها الكتابة، والرسم، والرياضة، كما أعشق السفر، وأقوم برحلاتٍ في ربوع وطني عُمان، وأستمتع كثيراً بجمال طبيعته.
ما نقطة ضعف مريم؟
سؤالٌ يصعب الرد عليه. أحتفظ بالإجابة لنفسي كيلا يستغلَّ أحدٌّ نقطة ضعفي.
وما أهم نقاط قوتكِ؟
أجد قوتي في ابنتي وغاليتي نور.
ذكرياتٌ يصعب عليكِ نسيانها؟
هناك ذكرياتٌ كثيرة، مثلاً يصعب عليَّ نسيان أشخاصٍ، كانوا يوماً ما قربي، وكانوا الأوفى والأصدق في حياتي، لكنهم غابوا، ولم يتبقَّ لي سوى ذكرياتي الجميلة معهم.
لديك ثلاث باقاتٍ من الزهور الجميلة، لمَن ستقدمينها؟
الباقة الأولى سأقدمها لوالدتي الحبيبة، بارك الله بها، أما الثانية فسأعطيها لكل امرأةٍ عمانية تعتزُّ بوطنها ومبادئها وقيمها، والثالثة لكل رجلٍ يساند، ويحترم، ويقدِّر أخته المرأة في كافة مجالات العمل والدراسة.
إلى أي مدى يصل طموح مريم؟
طموحي لا حدود له. أطمح لأن أعمل وأحظى بالثقة التي سعيت طويلاً لنيلها، وأن أخدم وطني بأفضل طريقة، وأن أصبح مصدرَ فخرٍ له ولأسرتي.
شخصيةٌ تتمنين الالتقاء بها، ولماذا؟
أتمنى من كل قلبي الالتقاء بالسلطان هيثم بن طارق، والسيدة الجليلة، حفظهما الله، لأشكرهما على كل ما يقدمانه لنا نحن العمانيين، وأتمنى كذلك أن أحظى بالثقة السامية بوصفي ابنةً لهذا الوطن.
ما مشروعاتكِ المستقبلية؟
لدي عملٌ مميَّز، لكنني أنتظر تطويره أكثر، وموافقة الجهة المعنية على تنفيذه، وبإذن الله سيسهم في خدمة شبابنا أمل المستقبل، وسأعلن عن تفاصيله قريباً.
تابعي المزيد: القيادية العُمانية ماجدة المعمري: كرست عملي وتعليمي للدفاع عن حقوق المرأة