تشغل سيدة الأعمال السعودية سـهـــام صـالـح الـقـفاري عدة مناصب رفيعة، من بينها عضو مجلس إدارة غرفة القصيم، ورئيسة لجنة سيدات الأعمال، وعضو لجنة تنمية الاستثمار، وعضو اللجنة التنفيذية الوطنية لريادة الأعمال، كما أنها فازت بجائزة الشاب العصامي. ونجحت في الاستثمار في عدة مجالات مختلفة، بدأتها بصناعة الشوكولاتة وتصميم أحذية الأطفال وتصميم وتصنيع الإكسسوارات النسائية والفساتين والحقائب النسائية، ولديها حالياً مشروع تعمل على إطلاقه قريباً.
التقتها «سيدتي نت» في الحوار التالي.
-
صدر قرار من وزير التجارة بتعيينك عضو مجلس إدارة غرفة القصيم، فما أبرز إنجازاتك التي قمتِ بتحقيقها وصولاً إلى صدور القرار؟
أشكر الوزير ماجد القصبي بدايةً على ثقته الكريمة، وهي مسؤوليه عظيمة، أرجو من الله توفيقي بها، أما الإنجازات فأستطيع القول إنها توفيق من الله بالمقام الأول، ثم استشعار المسؤولية المجتمعية في تقديم عصارة العلم والخبرات للمستفيدين سواءً في سوق العمل أو المقبلين عليه، بتقديم الاستشارات والتدريب والتأهيل وإقامة الفعاليات واللقاءات، وتنظيم الأمسيات والتحفيز والجوائز وبناء العلاقات وغيرها الكثير.
-
ترؤسين لجنة سيدات الأعمال، فما أبرز التحديات التي واجهتكِ في بداية توليك هذا المنصب؟ وما خططكِ المستقبلية للارتقاء بعمل اللجنة؟
-مثلت أهم التحديات في إنشاء روابط وثيقة في ما بين سيدات الأعمال؛ فمنهن من لم يكن يعرفن الأخريات، ولذا حرصت على تنظيم أمسيات، وأتذكر أن أول أمسية حضرها عدد كبير من سيدات الأعمال، وحققت أهدافها في التعارف في ما بين سيدات الأعمال وتبادل الخبرات والشراكات وتنمية العلاقات واكتساب المعارف. وتتمحور الخطط المستقبلية على التثقيف وتوسيع دائرة سوق عمل المرأة بالمجال التجاري، واختيار مشاريع نوعية لضخ الأموال وإدارة الاستثمار، ونشر الوعي والمعرفة وتسهيل الدخول لمجالات التجارة والصناعة والتقنية والعقار وغيرها من أنواع التجارة الحديثة الملائمة للسيدات.
-
تشغلين منصب عضو لجنة تنمية الاستثمار بإمارة منطقة القصيم، فما آليات تنمية الاستثمار التي تعتمدون عليها لتنمية الاستثمار؟
لجنة تنمية الاستثمار شُكلت بأمر من الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم ويرأسها سموُّه. فسموُّه مهتم جداً بالدعم والتيسير على التجار، كما أنه قائد ومحفز لكل أصحاب الأعمال، يجتمع بهم ويدعمهم لتحقيق أهداف الاستدامة، واللجنة تحت مظلة إمارة منطقة القصيم، وهدفها التيسير على التجار بالحصول على المعلومات، وإعداد الدراسات للميز النسبية والفرص الاستثمارية، وأيضاً تسهيل الإجراءات والتراخيص بغرض استقطاب المشاريع واقامة المنشآت، وتحقيق التنمية وتعزيز جودة الحياة للفرد والمجتمع.
-
هل هناك تنامٍ لأعداد رائدات الأعمال بالقصيم؟ وهل لديكِ إحصاءات عن رائدات الأعمال مقارنة برواد الأعمال الرجال؟
نعم التنامي كبير جداً وملحوظ في ظل حزمة المُمكنات المقدمة؛ فسيدة الأعمال اليوم تستطيع إدارة عملها بنفسها دون تدخل الرجل، وهي شريك ناجح وفعَّال بالتنمية، ولدينا بالقصيم أربع غُرف تجاريه «غرفة القصيم، غرفة عنيزة، غرفة الرس، غرفة البكيرية». وفي غرفة القصيم ببريدة وحدها قرابة الـ40 ألف مشترك مع نمو متسارع، بينهم نحو 9 آلاف اشتراك بسجلات تملكها سيدات.
-
كم يصل حجم الاستثمارات المتاحة في الفرص الاستثمارية بالمتنزهات؟ وهل تتوافر خبرات كبيرة؟ وما حجم إقبال سيدات الأعمال على هذا النوع من الاستثمار؟
طرح الفرص الاستثمارية بالمتنزهات في منطقة القصيم يندرج ضمن أعمال بلدية المنطقة، ويتم طرحها بوصفها فرصاً من خلال موقعهم الإلكتروني، وهي في مجملها فرص واعده سواءً للمستثمر الرجل أو المرأة على حدٍّ سواء؛ لما تمتاز به المنطقة من مميزات، كمنطقه زراعية وتعدادها السكاني المرتفع، وانخفاض تكلفة إقامة المشاريع بها مقارنةً بمناطق أخرى، وارتفاع القوة الشرائية وغيرها من المِيَز الاستثمارية الجاذبة الأخرى.
-
الأكلات التراثية ومنها الكليجا، تشهد في الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً، وتحولت إلى مشاريع استثمارية تدر أرباحاً، فهل لديكِ رؤية ومقترحات لتحول هذه الأكلات إلى استثمار؟ وما أهم الأكلات الأخرى؟
الأكلات الشعبية موروث وطني، وقد أُدرِجت مدينة بريدة ضمن شبكة المدن المبدعة في فنون الطهي بمنظمة اليونسكو العالمية، وهذا إنجاز وطني، والاستثمار بالطهي الشعبي هو استثمار ذكي ومشروع ناجح لتوافر الخبر والمعرفة وانخفاض التكلفة وتشارك العائلة فيه، وتميز النكهة فهذه هي القيمة المضافة. كما أن مهرجان الكليجا السنوي يُعد واحداً من أبرز المهرجانات الغذائية على مستوى العالم العربي، ويمثل عراقة فن الطهي في هذه المدينة الحضارية، وهناك أيضاً مهرجان التمور بصناعاته المتعدده ومهرجان الحنيني، وغيرها.
-
تعملين حالياً في أكثر من مجال استثماري، فما أول مشروع قمتِ بالاستثمار فيه؟
لديَّ استثمارات في صناعة الشوكولاتة، كما أنني مدربة معتمدة في المجال نفسه؛ فقد حصلت على خبرة من خلال التعلم والممارسة، وأول نشاطاتي الاستثمارية كان في مجال تصميم أحذية الأطفال، التي كنت أقوم بتصنيعها بجوده عالية بالصين، ولم تكن هذه المجالات فقط هي التي قمت بالاستثمار فيها؛ فعلاوة على ذلك قمت بتصميم وتصنيع الإكسسوارات النسائية والفساتين والحقائب النسائية.
-
تشهد صناعة الشوكولاتة بالسعودية تطوراً كبيراً يفوق الكثير من البلدان المجاورة والخليجية والعربية؟
نعم، هي في تطور طردي مستمر؛ فالسعوديون يستهلكون أطناناً مهولة من الشوكولاتة سنوياً في المناسبات والأعياد والهدايا، وفي السابق كانت معظم هذه الكميات يتم استيرادها من الخارج، واليوم صناعة الشوكولاتة السعودية تنافس العالمية وتتغلب عليها جودةً وطعماً. ولديَّ خطط حالية للاستثمار في الطاقات الشغوفة الشابة، بمعنى تشاركية المشاريع. وأيضاً لديَّ مشروع شوكولاتة مُعلبة للتوزيع بفكرة إهداء ومفهوم جديد قريباً. ولديَّ قناعة شخصية ترسخت عبر سنوات طويلة أن سيدة الأعمال السعودية تُصنف في مصاف سيدات الأعمال على المستوى الإقليمي والعالمي، ونجاحاتها المتوالية أثبت وجودها وتميزها ولفت الأنظار لها.
-
تقومين بالاستثمارات طويلة المدى، فما أهم هذه الاستثمارات؟
نعم، أنا مستثمرة بالصناديق العقارية والمالية التابعة للبنوك، وهي نوع استثماري طويل المدى، من خلال استقطاع مبلغ محدد من الدخل الشهري والشراء، وهي ليست نصيحة موجهه لأحد، ولكن هذا جزء من فكري المستقبلي الشخصي، ومن المهم جداً لكل رجل وسيدة أعمال تنويع الاستثمار. كما أنني أنصح سيدات الأعمال وكل المُقبلات على الاستثمار بمراجعة توجه رؤية المملكة 2030، ومواكبة الرؤية وقراءة القوانين والأنظمة؛ حتى تصبح سيدة الأعمال على معرفة ودراية باحتياجات السوق، واختيار مجال العمل المناسب لها والمتوافق مع شغفها وإمكانياتها.
-
ما النصائح التي تحرصين على توجيهها لرواد الأعمال؟
بعد الإخلاص والتوكل على الله ومراقبته في السر والعلن؛ الحرص على التسلح بالعلم والمعرفة قبل دخول السوق، وحتى في أثناء العمل لتفادي الوقوع بالمخالفات أو التعثر والفشل، إضافة للصبر والحلم والأناة.