إذا كان القارئ ينتمي إلى فئة الموظفين الذين يعملون بجدّ؛ وكان مضى على بقائه في الشركة زمنٌ لا يُستهان به، ورغب في تقديم طلب للحصول على زيادة في الأجر الشهري، فهناك بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها أثناء القيام بهذه العملية، حتى ترتفع نسبة الوصول إلى المبتغى وتحصيل الزيادة المنشودة.
الزيادة على الراتب
في الآتي، مجموعةٌ من النصائح التي تزيد فرص قبُول طلب الزيادة على الراتب، بحسب مجلّة "فوربس" الأميركيّة:
- استهلال المحادثة بملاحظة إيجابيّة: يفيد بدء المحادثة بعبارات إيجابية، مثل: "مستمتع حقًّا بالعمل؛ لأن المشاريع التي أتولّاها تملأني بالتحدّي. في العام الماضي، شعرت أن نطاق عملي قد توسّع قليلاً، مع ارتفاع المسؤوليّات، لذا أود أن أناقش معك إمكانية مراجعة راتبي".
- الدقّة: في المقابلة مع الرئيس في العمل، يصحّ ذكر نطاق العلاوة المرغوب، والسبب. مثلًا: "بعد إجراء بحث، تبين أنّي ساهمت في الشركة بشكل كبير، لذا سأطلب منك التفكير في زيادة راتبي من 5000 إلى 7000، فقد مرّ عامان على تاريخ آخر زيادة حصلتها. وأقدر لك اهتمامك بطلبي".
-
البعد عن سرد قصص المآسي الشخصيّة: في هذا النوع من الاجتماعات، على الموظّف أن يبعد عن الحديث في القضايا الشخصيّة المتعلّقة بعدم القدرة على تحمّل إيجار السكن وتغطية النفقات الشخصية أو العائليّة، وأن يركّز بالمقابل على ذكر الإنجازات والقيمة التي تضيفها إلى الشركة.
- الصبر: على الموظّف طالب الزيادة أن يدرك أن مديره (أو المسؤول المباشر في العمل) قد يحتاج إلى بضعة أيّام للتفكير في الأمر والإجابة عن الطلب بالسلب أو بالإيجاب.
فنّ التفاوض
تعدّد مجلة The cut الأميركيّة، بدورها، أربع نقاط جوهرية في هذا السياق، هي:
- فنّ التفاوض: يقضي فنّ التفاوض بالتحلّي بالواقعية في طلب الزيادة على الراتب، بما يتناسب مع حدود المؤسّسة، وبالمرونة والانفتاح على الآراء، كما بالبعد عن التهديد بترك العمل للحصول على أجر أعلى، فالسلوك الأخير يؤثّر سلبًا في ثقة صاحب العمل بالموظّف ويجعل الأوّل يشكّك في ولاء الثاني.
أضف إلى ذلك، يمكن طلب بعض الامتيازات الأخرى المرضية، مثل: الحصول على نسبة معينة من المبيعات، أو إتاحة الفرصة للسفر والعمل في فرع آخر، أو مجرد الحصول على إجازة مدفوعة الأجر...
- حسن اختيار التوقيت: من الهامّ تجنّب الحديث عن زيادة الراتب، أثناء توتّر المدير (أو المسؤول المباشر عن العمل) أو تعرض الشركة لخسائر غير متوقّعة، ما يعني أن توقيت الطلب هامّ. مثلًا: إذا أحرز الموظّف صفقةً مع عميل، قد يبدو الوقت التالي لذلك مناسبًا للطلب، أو إذا حصدت الشركة الأرباح جرّاء مشروع قام الموظّف بالإشراف عليه أو إدارته، ففي هذه الحالة من اللائق عرض الطلب الذي قد يحظى بالقبول.
- الإيجاز في الكلام: قد يعتقد الموظّف طالب الزيادة بضرورة إعداد عرض تقديمي مفصّل حول سبب استحقاقه لمزيد من المال، في الوقت الذي قد يكون الطلب الموجز مفضّلًا، إذ يختزل الأخير الكثير من وقت الطرف الآخر، ويشير إلى الهدف المطلوب، بصورةٍ مباشرةٍ.
- هيكليّة الأجور: تسمح الدراية بهيكليّة الأجور الخاصّة بالشركة وسياسات الترقية فيها، بالاستعداد للطلب والإقناع في التفاوض؛ إذ يلتزم بعض أصحاب الأعمال بسياسات "صارمة" حول حجم الزيادة التي يمكن لأي موظّف تحصيلها.