مشكلة زيادة الوزن من أكثر المشكلات التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، فمع الأبحاث العلمية الجديدة ظهرت الكثير من التقنيات التي تساعد في عملية التنحيف، ومنها إبر إنقاص الوزن. لإلقاء الضوء على هذه الحقن، التقت «سيدتي» شيماء زاهر، اختصاصية أولى تغذية علاجية، ماجستير في الحمية وتغذية الرياضيين من جامعة أكسفورد، دبلوم في تجميل الجسم غير الجراحي من بريطانيا..
ما هي إبر إنقاص الوزن؟
انتشر مؤخراً الحديث عن إبر إنقاص الوزن، والصحيح أن نسمّيها إبر سدّ الشهية، حيث تعمل هذه الحقن على زيادة الإحساس بالشبع، وتقليل الإحساس بالجوع. يفرز الجسم هرموناً يعرف بـ glucagon-like-peptide (GLP-1) يعمل على تنظم عملية الجوع والشبع. تعمل هذه الإبر عمل الهرمون داخل الجسم، ولذلك عند مقارنتها بالأدوية التي كانت تتداول قديماً للغرض نفسه، فإنها تعدّ آمنة جداً. حيث كانت تعمل تلك الأدوية على مركز الشهية في الدماغ، وبالتالي كانت تسبّب الكثير من الأعراض الجانبية، مثل الأرق والعصبية، وفي بعض الأحيان الاكتئاب.
تابعي المزيد: كيفية إنقاص الوزن في أسبوع للنساء بطرق ممتعة
أعراض خفيفة
اختصاصية التغذية شيماء زاهر: يجب اتباع حمية غذائية أثناء استخدام الإبر، للتأكد من أن الجسم يقوم بحرق الدهون، بدلاً من فقدان العضلات
هل الإبر خالية تماماً من الأعراض الجانبية؟
لا. تؤثر الإبر على الجهاز الهضمي عند بعض الأشخاص، حيث إنها قد تسبّب الغثيان، والآلام في البطن، والإسهال، أو الإمساك. قد تختلف حدّة الأعراض باختلاف الأشخاص، ولكن في حال بدأنا بالتدرّج الصحيح للجرعات، عادة ما تكون الأعراض خفيفة. أما في حالة الغثيان فيمكن استخدام أدوية معالجة لهذا الغرض. وإذا اشتدّت الأعراض عند رفع الجرعة، فيوصى بتخفيف الأخيرة لعدة أيام، ثم رفعها مرّة أخرى.
- جميع الأشخاص، وحتى الأطفال بعمر 12 سنة، والذين يعانون من السمنة يمكنهم استخدام الإبر. هناك طبعاً استثناء للحوامل، والمرضعات، والأشخاص الذين يعانون من أمراض في الكبد، الكلى، أو البنكرياس. وكثيراً ما نسمع أنّ الإبر قد تسبّب سرطانات في الغدة، والحقيقة هي أن أثناء إجراء التجارب على الفئران ظهر نوع من أنواع السرطانات في الغدة، ولم يثبت إذا كان الشيء نفسه يمكن أن يحدث مع الإنسان أم لا. لذلك أوصت الشركة المنتجة لضمان السلامة بعدم استخدام الإبر في حالة كانت هناك أورام في الغدة الدرقية، سواء للشخص أو في العائلة. عوضاً عن ذلك، تعتبر الإبر آمنة لعلاج السمنة، كونها مصرّحة من هيئة الغذاء والدواء.
أما الحديث عمن هم الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من الإبر، فذلك يعتمد على اختيار المريض بشكل مناسب. يعتقد الكثيرون أن الإبر هي العلاج السحري لإنقاص الوزن، وللأسف يروّج الكثير من الأطباء واختصاصيون في التغذية، أنه يمكن لأي شخص خسارة 30 كيلوغراماً في حالة استخدام الإبر، وقد نرى أن الكلام غير منطقي إطلاقاً، فهل يعقل خسارة هذا الوزن بغض النظر عن وزن المريض وطبيعة أكله؟ ينتشر عندنا في المملكة سلوك غذائي قد يكون هو السبب الأساسي لزيادة الوزن، وهو استهلاك وجبة واحدة في اليوم أثناء فتره الليل، وبذلك قد لا تكون المشكلة الأساسية للسمنة هي استهلاك عدد كبير من السعرات، وفي هذه الحالة قد لا تكون الإبر هي الحلّ الأمثل لإنقاص الوزن.
- أما في حالة الأشخاص الذين يعانون من فرط الشهية، وعدم القدرة على السيطرة على كّمية الأكل أو نوعية الأكل، فهنا يكون استخدام الإبر مفيداً إلى حد كبير.
- أما الحالة الثالثة، وهي الأشخاص الذين يعانون من ضعف الحرق، فقد تكون الاستفادة من الإبر محدودة إلى حدّ ما، حيث إنّ الإبر تعمل فقط على التحكّم في الشهية والجوع دون التحكّم في مستوى الأيض، أو تقليل امتصاص أي من المكوّنات الغذائية. ولذلك يكون استخدام الإبر عند هؤلاء المرضى أقل نفعاً.
تابعي المزيد: أفضل طريقة لإنقاص الوزن في فصل الصيف
نوعان من الإبر
هناك أنواع عديدة من إبر سدّ الشهية، ما الفرق بينها كلّها، وأيها الأفضل؟
هناك فعلياً نوعان من إبر سدّ الشهية: النوع الأول الذي يتمّ حقنه بشكل يومي، أما النوع الثاني فيتم حقنه بشكل أسبوعي. وقد يفضّل المرضى استخدام النوع الأسبوعي، كون استخدامه أسهل، من حيث عدد الحقن. ولكن علينا البحث عن الفعالية وليس السهولة، حيث تعتمد فعالية الإبر على الجرعة المعطاة، فإذا وصلنا للجرعات المطلوبة، ففي هذه الحالة يكون الاثنان بالفعالية نفسها. هنا تكمن المشكلة، حيث إن الإبر الأسبوعية المتوافرة في السعودية، تبلغ نسبة الجرعة الأعلى منها 1 ملغ، وحيث أن الجرعة الموصى بها لسدّ الشهية حسب توصية هيئة الغذاء والدواء هي 2.4 ملغ، لذلك فإن المريض قد لا يصل لإحساس الشبع المطلوب عند استخدام الإبر الأسبوعية. لهذا السبب أحد المشاكل المتداولة بين المرضي الذين يستخدمون هذا النوع من الإبر هي الإحساس بالشبع في بداية الأسبوع، أما في نهاية الأسبوع فيبدأ المرضى بالإحساس بالجوع مرة أخرى.
لذلك نوصي عادة باستخدام الإبر اليومية، كما نوصي في التدرّج في الجرعات حسب التوصية لتجنّب المضاعفات التي ممكن أن تنتج إثر استخدام الإبر بجرعة عالية مرة واحدة.
تابعي المزيد: أتبع حمية ولا أخسر وزناً، ما السبب؟.. العلم يجيب
النتائج مرتبطة بالسبب
لماذا تختلف النتائج بين المستخدمين، وكيف يمكننا الاستفادة بقدر أكبر عند استخدام الإبر؟
إن اختيار المريض حسب المشكلة المسبّبة للسمنة عامل مهمّ جدّاً للاستفادة من الإبر. أما النقطة الثانية التي يغفل عنها الكثيرون هي ضرورة اتباع حمية غذائية أثناء استخدام الإبر، للتأكد من أن الجسم يقوم بحرق الدهون، بدلاً من فقدان العضلات. إذ إن الاعتماد فقط على استهلاك كمّيات قليلة من الطعام قد يؤدّي إلى فقد العضلات وتقليل معدّل الحرق، ما يؤثر مستقبلاً على قدرة الجسم في فقد الوزن الزائد، وهو غالباً ما يحدث مع مستخدمي الإبر، حيث يعتمد المريض فقط على تقليل الأكل دون اللجوء إلى نظام متوازن وصحّي. وهذا يؤدي إلى فقدان الوزن بكمّيات بسيطة وبطيئة عند البدء في الاستخدام، ومن ثم ثبات الوزن، وبالتالي يعتاد الجسم الكمّيات القليلة، ويدخل في حالة من حالات مقاومة النزول.
لذلك عادة ما نوصي باستهلاك أربع وجبات على الأقل لضمان فقد الوزن بطريقة صحّية، وضمان عدم ثبات الوزن واستمرارية الحرق. كما يمكن الاستفادة من نظام الصيام المتقطّع، حيث أن الشهية تكون مقطوعة، ما يسهل فكرة الصيام لساعات طويلة.
نوصي كذلك بوزن كتلة الدهون والعضلات، للتأكد من أن نزول الوزن يتم بشكل صحيح وصحّي.
تابعي المزيد: حمية صحية في أيام الدورة الشهرية