من المحتمل أن تواجه تحديات طوال حياتك، بما في ذلك أثناء التحاقك بالحياة الجامعية ثم تخرجك ثم البحث عن وظيفة لأول مرة أو تغيير وظيفتك إلى أخرى جديدة أو حتى تلقّي ترقية ثم التفكير في الارتباط او الزواج وغيرها من متطلبات الحياة. يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي: فسواء كنت جديداً في مكان تواجدك سواء في العمل أو موظفاً متمرّساً، قد تواجه المشاكل، ويُعدّ الاستعداد لما هو غير متوقَّع جزءاً من الحياة اليوميّة، نتعرّف على أهمّ هذه التحدّيات وطرق التغلّب عليها.
*خطوات مواجهة المشاكل وحلّها بطرق بسيطة
- تحديد المشكلة أول خطوة يجب اتباعها لمواجهة المشاكل التي تعكّر صفوك بالحياة:
أن تحدّد المشكلة بالضّبط فكما نعلم (إذا عُرف السبب بطُل العجب)، وكذلك الحال في حلّ المشاكل فإذا تعرّفت على الأسباب والعوامل التي أدّت لظهور هذه المشكلة ستقدر على إيجاد الحلول ببساطة، فعندما تواجهك مشكلة يجب أن تجلس مع نفسك وتبدأ بالتفكير بهدوء ودون أي عصبية أو توتّر، فحل المشكلات يحتاج لاسترخاء وتفكير جيّد ومتمعّن، لإيجاد الحلول المناسبة التي تساعدك في جعل حياتك أكثر إشراقاً، وفي الكثير من الأحيان تكون المشكلة بظاهرها سببها الفلاني، لكن ما خفي كان أعظم والسبب الرئيسي يحتاج منك لأن تكون أكثر حذراً، فلا تستعجل في اتخاذك لقراراتك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم عند حدوث أي مشكلة وعليك بقراءة آية ياسين والاستغفار، فلو علمنا قيمة الاستغفار لما أضعنا لحظة إلا ونحن نستغفر، فهذه إحدى القصص التي يحدثنا عنها أحمد بن حنبل، يقول كنت في سفرٍ ولم أجد مكان لأنام فيه فذهبت للمسجد لأنام فيه، فجاء العامل الموجود هناك وطردني، فذهبت ونمت على باب المسجد، فعاد وجرني بعيد عن باب المسجد، فرحت أمشي حتى رأيت خباز يعد الخبز الذي سيبيعه في الصباح، فاستأذنته أن أبقى عنده، فوافق، يقول جلست أنظر إليه فوجدته كلما أدخل رغيف إلى الفرن قال: (استغفر الله) حتى طلع الصباح فسألته، لماذا كنت تفعل ذلك؟ وما الذي عاد عليك من هذا الفعل؟ قال: لم أطلب شيئاً من الله عزّ وجل إلا وأعطاني إياه ماعدا شيء واحد، فقال له الإمام احمد ما هو هذا الطلب، قال: أتمنى أن أرى الإمام أحمد بن حنبل، فنظر إليه مبتسماً، وقال له: ها هو الله عزّ وجل قد جرني إليك جراً، فالمقصود أن الله عزّ وجل قريب منك يستمع لما تطلبه منه فإذا كنت بحاجة له ادعوه يستجب لك، اطلب منه أن يدلك على الصواب في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها فهو حسبك ونعم الوكيل، اجعل ظنك بالله حسن ولن يخيب ظنك فيه أبداً.
-وضع الفرضيات في أي مشكلة تواجه الإنسان:
بعد أن يحدّد السبب الرئيسي للمشكلة يبدأ بوضع فرضيّات أي تخمينات وحلول قد يقوم بفعلها فيقوم برصد مجموعة من الحلول لاختيار الأنسب، وفي هذه الخطوة عليه العناية الشديدة فعليه أن يبحث عن طرق ووسائل متعددة قد تساعده في التخلص من المشكلة ويُحكّم عقلة تارة ويُحكم قلبه تارة أخرى ليرى إجابة كل واحد منهم، ويحدد أيّهما أنسب للتعامل مع المشكلة وحاول أن تجد حلاً منصفاً يتناسب مع قلبك وعقلك، في عملية وضع الفرضيات عليك أن تتخيل الإيجابيات والسلبيات التي ستعود عليك عند اختيار إحدى الحلول التي قمت بوضعها، وبعد حساب الإيجابيات السلبيات عليك باختبار الحل الذي يعود عليك بأكثر الإيجابيات وأقل السلبيات. الاستعانة بحكيم فكما نعلم أنّ هناك أشخاصاً لديهم قدرات ومهارات عالية تفوق قدراتنا ولهم مجال أوسع منا في حل المشكلات فعليك باللجوء إليهم لتستفيد من خبراتهم ويساعدونك في مواجهة المشاكل، ويدلونك على الطريق الصحيح الذي تستطيع سلكه لحل هذه المشكلة، وعليك أن تحدد المشكلة بشكل جيّد للشخص الذي ستستعين فيه، كي لا تكون ارشاداته لا علاقة لها بالحل الذي تريده لمشكلتك فتتفاقم المشكلة، وعليك أن تستمع لنصائح هذا الشخص دون أي حزازية حتى لو كان الأمر يدعو للضيق فالمهم أن يكون لمصلحتك.
-السرعة في عملية حل المشكلة:
بعد أن تعرّفت على سُبل العلاج للمشكلة عليك الإسراع في حل المشكلة ولا تتردد في ذلك، فكلما تم حل المشكلة بطريقة أسرع استطعت امتلاك زمام الأمور بشكل أفضل وكذلك تستطيع الحصول على نتائج أفضل، فكلّما اتّسع نطاق المشكلة زاد المؤولون وزاد المخربون، الذين يتربصون لك وكل أملهم أن يوقعوك فلا تسمح لهم أن ينتهزوا هذه الفرصة وحكم عقلك وتدبر أمورك بكل حذر ودقة، وإياك في التساهل في هذه المشاكل فقد يحدث هذا التساهل تفاقم أكبر للمشكلة أو أن تقع في مشاكل أكبر منها، فعليك أن تجد الحلول لمواجهة المشاكل أولاً بأول؛ وذلك لتضمن أنك ستجلس صافي الذهن مرتاح البال بعد حلك لمواجهة هذه المشاكل، وعليك أن تراقب فاعلية ومدى نجاح هذه الحلول التي قمت بوضعها، فيجب أن تضمن الحصول على نتائج سليمة وإلا فعليك التفكير في طرق جديدة وطرق مختلفة عن السابقة وعليك ألّا تيأس من رحمة الله عزّ وجل، ولا يحطمك من حولك، فالذي يخطئ ليس بفاشل، الفاشل هو من لم يستطع الوقوف حين يسقط، فعليك أن تحرص على أن تتعدى مرحلة هذه المشاكل وتكتسب ثقتك بنفسك، وتطوير المهارات لديك إذا كنت بحاجة لذلك فجميع هذه الأشياء تعود عليك بالنفع وتزيدك تجمل للمسؤولية، وتجعلك تقدّر ذاتك عندما تجد نفسك أصبحت جدير بالاعتماد عليه، فمواجهة المشاكل والقدرة على حل المشاكل هي من أهم القدرات التي يجب أن يتمتع بها الشخص، كي لا يجد المطبات الكثيرة في حياته ويقف أمامها عاجزاً.
-تنمية القدرة على مواجهة المشاكل:
تنميتك لقدراتك في حل المشاكل من خلال تطوير نفسك، فلا تنتظر أن تقع في المشكلة كي تبدأ في البحث عن الحلول الأنسب بل تستطيع اكتساب المهارات من خلال قراءة القصص، التعرف على أشخاص جدد تنمية علاقاتك الاجتماعية، تقوية شخصيتك، دراسة فن التعامل مع المواقف المختلفة، فكل هذا يتم حفظه في اللاوعي وعندما تتعرض لمشكلة تستطيع بسهولة إيجاد الحلول المناسبة، كذلك يجعلك تقي نفسك من العديد من المشاكل، فكلّما أصبح الشخص متعلماً كان لديه القدرة على التعامل أكثر مع المشاكل، أمّا الجاهل فيشعر أنه (يغرق في شبر ماء) رغم أنّ الأمر قد يكون بسيطاً، وهذا كله يعود لقدراته البسيطة، لذلك عليك أن تبدأ من الأن في تنمية مهاراتك، وكذلك يمكنك تنمية مهاراتك من خلال اختيار للأشخاص الذين تعرفهم فعليك أن تتقرب دائماً بمن لديهم حنكة وذكاء وخبرات كثيرة؛ وذلك كي تستفيد من خبراتهم، كذلك يمكنك قراءة الكتب، فمجال القراءة واسع ما خاب من جعل الكتاب صديقه ففي الكتب عالم يأخذك إلى أوسع الحدود والأفق البعيدة لتحلق مع كبار الشخصيات والعلماء الذين تركوا بصمة في حياتهم في قدرتهم على التعامل في العديد من الأمور.