«التاكوتسوبو» مفردة يابانيّة تعني الوعاء الخاصّ بصيد الأخطبوط؛ كما تدلّ إلى الهيئة التي يتخذها البطين الأيسر، في الصورة الصوتيّة للقلب، بعد شعور صاحبته بعوارض مشابهة للذبحة القلبيّة، ودخولها الإنعاش.
حسب «مايو كلينيك»، تعرّف «التاكوتسوبو» أو «متلازمة القلب المنكسر» بأنّها حالة قلبيّة مؤقّتة تنتج في الغالب إثر المواقف المتسبّبة بالتوتّر والعواطف الشديدة. كما يمكن أن تحدث الحالة نتيجة مرض جسدي خطير أو جراحة خطيرة.
الدكتورة زينة قادري: العلاج النفسي يبدأ من المشفى في النوع الأول من «التاكوتسوبو»
85 % من النساء
في مقابلة مع «سيدتي»، توضّح الاختصاصيّة في أمراض القلب الدكتورة زينة قادري أن «التاكوتسوبو تطال 85 % من النساء و15 % من الرجال في العالم، حسب دراسات كبيرة صادرة في عام 2018، ومنشورة في «مجلّة الجمعية العلميّة الأوروبيّة لأمراض القلب»، ولو أن الحالة معروفة منذ عام 1990، ما يدفع إلى الخلاصة السريعة إلى أن المتأثرين بالحالة يزدادون عدداً في العالم، فيما الحقيقة تفيد بأن تشخيص الحالة يشيع؛ فقد اكتشف أطبّاء العالم «المتلازمة» عشرين مرّة أكثر خلال الأعوام الأخيرة». لناحية الأعمار، فإن النساء في عمر الستّين هنّ الأكثر إصابة.
توضّح الطبيبة أن «الحالة كانت تسّمى بمسميّات أخرى قبل تسعينيّات القرن الماضي، بالإضافة إلى ضآلة المعلومات عنها. أمّا راهناً، فمن المعروف أن هناك نوعان من «التاكوتسوبو»: يطال النوع الأول المرء نتيجة الانفعال والمعاناة السيكولوجيّة، وذلك في 65 % من الحالات في العالم، أمّا النوع الثاني (35 %) فينتج عن مرض أي هو يصيب المرء الذي يتعالج في المشفى من السرطان مثلاً، أو نزيف في الرأس أو أزمة ربو حادّة... في الحالتين، تتشابه العوارض، والعلاج المقدّم للمصاب(ة)».
تابعي المزيد: «متلازمة القلب المكسور» تصيب النساء أكثر من الرجال!
«الأدرينالين» مسؤول؟
في الإجابة عن سبب إصابة النساء أكثر من الرجال بـ «المتلازمة»، تقول الطبيبة: «لا إثباتات علميّة، لكن لأن جسم المصاب بالحالة يفرز معدّلات كبيرة من هرمونات «الأدرينالين»، بصورة فجائيّة، لذا يرجّح أن النساء يمتلكن في قلوبهن مستقبلات أكبر للهرمونات المذكورة، التي تخلّ بالبطين الأيسر». لكنّ تأسف الطبيبة لأن «تشخيص الحالات لا يزال قاصراً عن الإحاطة بالمرض، على الرغم من أن 2 % من حالات الذبحات القلبية التي ترد إلى مشافي العالم عبارة عن «التاكوتسوبو»، لكنّها لا تكتشف. وفي حالة النساء، فإن 10 % من حالات الذبحة القلبيّة في صفوف النساء متعلّقة بالمتلازمة».
في فئة النساء، تتعرّض للحالة أكثر أولئك اللاتي يعانين من مشكلة في الغدد القابعة فوق الكليتين، والمفرزة لكمّ كبير من «الأدرينالين». تسمّى مشكلة الغدد بـ «ورم القواتم» pheochromocytoma، مع الإشارة إلى أن المرض نادر للغاية. أضف إلى ذلك، تصاب بـ «المتلازمة» أكثر نسبة 2 إلى 10 % من النساء اللاتي عرفن الحالة من قبل. النساء السليمات معرّضات للحالة أيضاً، كما هم الرجال، وحتّى الأطفال والمسنّين».
تابعي المزيد: اجعلي الضحك يملأ حياتك.. فهو علاج فعّال للعديد من الأمراض
ألم الصدر
عن عوارض «المتلازمة»، هي تتشابه مع تلك الخاصّة بالذبحة القلبيّة، وتشتمل على: ألم الصدر الذي يطال الكتف والظهر والسرعة في نبضات القلب وهبوط الضغط. في هذا الإطار، يبرز تخطيط القلب أن الحالة عبارة عن ذبحة قلبيّة، كما يفعل فحص الدم، لكن الفارق يكمن في أن معدّل البروتين العضلي (تروبونين) المرتفع في «المتلازمة» ليس موازياً للرقم الخاصّ بالذبحة القلبيّة الكلاسيكيّة، وذلك لأن أي شريان لم يغلق. لذا، لا يميّز طبيب الطوارئ الفارق. وحدها الصورة الصوتية للقلب تفعل ذلك، فيبين البطين الأيسر على هيئة وعاء صيد الأخطبوط، ما يجعل طبيب القلب يشكّ في الحالة. ويطلب تمييل القلب الذي يؤكد الحالة أي سلامة شرايين القلب التي يصلها الدم، فلا شرايين مغلقة، كما في حالة الذبحة الكلاسيكيّة، لكن هناك ارتخاء كبير في عضلة القلب وأوجاع يشعر المريض(ة) بها.
تحتاج الحالة إلى دخول غرفة العناية الفائقة، لأن «المتلازمة» قد تؤثر سلباً في كهرباء القلب، كما يحصل انخفاض في الضغط، في 30 % من الحالات.
إذا تجاوزت المريضة الأزمة، تتماثل إلى الشفاء في غضون أسبوع. في هذا الإطار، تلفت الطبيبة إلى أن «الوقت يشفي» المتلازمة، فيما العلاج بخلاف الذبحة التي تتطلب فتح الشريان، هو المراقبة الطبية والسيطرة على الاشتراكات والأدوية المخفّفة للأوجاع، كما العلاج النفسي الذي يبدأ من المشفى، في النوع الأول من «التاكوتسوبو» أو مداواة سبب المرض في النوع الثاني».
تابعي المزيد: أمراض القلب والأوعية الدموية: قد يزيد هذا الطعام المعروف من الخطر