"افعل شيئاً اليوم يجعل نفسك المستقبلية تشكرك عليه"، بهذه النتيجة المؤثرة خرج لقاء الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، في الحلقة السبعين من الموسم الثالث من بودكاست The Mo Show، والتي أقيمت في المتحف الوطني السعودي في الرياض. والتي قدَم فيها البودكاستر محمد إسلام ضيفته الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، بكونها امرأة كسرت الحواجز وغيرت الصور النمطية وبدلت المفاهيم الدائرة حول كيفية تمثيل السعودية والمنطقة.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
@rbalsaud #لقاء_الاميرة_ريما_بنت_بندر_ذاموشو pic.twitter.com/KlueYj49Yy
— The Mo Show (@TheMoShowPod) November 5, 2022
خلال اللقاء تطرقت الأميرة ريما بنت بندر للحديث عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقولها : علينا أن نتذكر دوما أنه لدينا قائد صاحب رؤية 2030، والأمير محمد بن سلمان وهو من أنشأ الإطار والهياكل الأساسية التي تقول أننا سوف نحقق ما هو أفضل من ذلك بفضل ما أتاحه ومكننا من خلاله الأمير محمد بن سلمان الذي شجعنا وتحدانا على مواصلة التنفيذ والتقديم ).
إنجازات لرائدات سعوديات
وأشارت الأميرة ريما إلى مجموعة من النساء من عدة أجيال أوصلن نساء المملكة إلى هذه الإنجازات، مثل عفت الثنيان، والدكتورة ثريا العبيد، سارة الفيصل، وموضي بنت خالد، الدكتورة لمى السليمان، الدكتورة بسمة العمير، لينا آل معينا... وقالت: نحن جميعاً موجودات بسبب نساء كن موجودات قبلنا وسرن هذا الدرب بعزة وكرامة، في وجه العقبات سواء كانت مجتمعة أو جسدية . " وأكدت: "هؤلاء النساء سمحن لي التحلي بالثقة ورؤية وقياس أثر ما يمكن فعله وما يجب القيام به.
لحظة صنعت التاريخ
وفي سؤال عن اللحظة التي صنعت فيها التاريخ عندما أصبحت أول امرأة تتولى منصب سفيرة في السعودية، قالت الأميرة ريما : "هذا كان أحد أكثر الأيام عاطفية في حياتي، لأنه اليوم الذي علمت فيه أن حياتي ستتغير تماماً وما من رجعة عن ذلك، فهذه الخطوة التي سنأخذها سوف نتقدم بها على عدة أصعدة وهذا لا يخص فقط إدماج النساء وتمثيلهن، لكن المسار الذي اتخذه الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان والذي أكدوه من خلال اختيار امرأة لتمثيل هذه الأمة في الولايات المتحدة الأميركية."
حلم تمثيل الوطن
وأشارت الأميرة ريما بنت بندر إلى أنه لم يكن يومًا حلمها أن تصبح سفيرة، ولكن كان حلمها دومًا أن تعمل وتمثل وطنها وتقدم له كل ما يمكنها تقديمه.
وأضافت: " كان حلمي هو أن أدرس لأعمل ثم أمثل وطني من خلال الثقافة، وبالتحديد الثقافة المادية والتي تعني أساسا ما نرتديه وما نستخدمه لنعيش وما بنيناه من حولنا. لقد درست علم المتاحف، وتدربت في معهد العالم العربي في باريس، ومعرض ساكلر للفنون في واشنطن لأحضر نفسي لهذه المهنة بمجرد عودتنا إلى الديار."
وأكملت حديثها بالقول: "عند تكليفي تساءلت ماذا علي أن أفعل اليوم؟ ومثل العديد من النساء الشابات، قمت بالتركيز على الفصل التالي من مسيرتي المهنية. أحب هذا المتحف، أحب التراث الذي يمثله، أحب حقيقة كوننا نجلس في هذه البيئة التي تمثل ماضينا، لكننا نجلس في هذا السياق المعاصر، نتحدث عن مستقبلنا."
تمكين المرأة
وأشار مقدم البرنامج محمد إسلام إلى انخراط الأميرة ريما في العديد من القطاعات أثناء مسيرتها المهنية، ومساهمتها في مبادرات تمكين المرأة في جميع القطاعات، فقالت: "كل ما كنت أقوم به كان موجهًا لخدمة النساء أو معهن أو لأجلهن"
وتابعت قائلة: "كل تلك الخطوات التي قطعتها عبر حياتي المهنية منحتني صلاحية الوصول إلى النساء وليس فقط النساء اللواتي كنا نخدمهن وإنما أيضًا اللواتي نوظفهن، وهذه شكلت نقطة تحول بالنسبة لي، وهكذا أسست ألف خير، وهي شركة اجتماعية حول الإلمام بالأمور المالية للنساء".
الثقافة المالية
ثم تحدثت الأميرة بعدها عن ضرورة تثقف الفتيات حول الإلمام بشؤونهم المالية الشخصية، قائلة: "حسب ما رأيت من النساء اللواتي كن يعملن في متجرنا، لم يكن يملكن ذات الفرص التي حصلت عليها، ولم يحظين بنفس الصلاحيات المتاحة، ولم تكن لديهن نفس الراحة في مختلف مواقف الحياة التي مررن بها. وهنا كان علي تحديد مساري للسنوات الخمس المقبلة بالعمل مع هؤلاء النساء ومساعدتهن على رفع أنفسهن وتعلم لغة الادخار. لذا أنشأنا برنامج "ألف درب" الذي عملنا فيه مع أكثر من 3000 امرأة عبر عدة قطاعات نعلمهن الاكتفاء الذاتي، وموازنة المثلث الذي يقوم على ثلاث زوايا هي: ما تريده، وما تحتاجه وما أنت ملزم بالقيام به، وهذه المهارات مهمة ليست فقط بالنسبة للنساء ولكن أيضًا للرجال، وهذا ما أردته من خلال تعليم النساء هذه المهارات، حتى يتمكن من نشرها بين عائلاتهن وتعميمها بين أصدقائهن ولتصبح طريقة تفكير معتمدة."
وزارة الرياضة وجمعية زهرة
وعما أوصلها إلى وزارة الرياضة قالت: "قمنا بالعديد من الأنشطة لدعم جمعية زهرة لسرطان الثدي، وفي عام 2015 حطمنا رقمًا قياسيًا بموسوعة غينيس إذ كانت لدينا أكثر من 13 ألف امرأة حاضرة في جامعة الأميرة نورة، وأكثر من 9000 منهن يقفن على شكل شريط وردي بشري من أجل التوعية حول سرطان الثدي، وعندما اتصلنا بوزارة الرياضة نسأل عما إذا كان بإمكاننا استخدام مرافقهم، قالوا إن النساء لا يدخلن الملاعب".
وأضافت: "هذه الفعالية أقمناها في ديسمبر 2015، وفي يناير 2016 تلقيت اتصاًلا من الأمير عبدالله بن مساعد يطلب مني الحضور إلى مكتبه، وقال لي يومها: لديك إمكانية الوصول إلى النساء، وأنا أريد أن أعرض عليك فرصة تتيح القدرة على إحداث التغيير لنساء هذا البلد من خلال هذه المؤسسة التي نتواجد فيها، وكانت الدموع تنهمر من عيني أثناء حديثه لأنني أدركت حينها أنه لو أن رؤيتي ومهمتي في الحياة تتجلى في إتاحة باب وصول الفرص للمرأة فسوف أنتقل مباشرة من نطاق بلوغ 300 أو 400 امرأة سنويًا إلى 11 مليون امرأة في هذا البلد، وهذا كان ليأخذ مني عشرة أو عشرين عامًا للعمل من أجله."
شخصيات ملهمة
سمو الاميرة ريما تتحدث عن والدها صاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان
— The Mo Show (@TheMoShowPod) November 6, 2022
HRH Princess Reema talks about her father HRH Prince Bandar bin Sultan@rbalsaud
الحلقة بالكامل https://t.co/kI6Rp06kNx#لقاء_الاميرة_ريما_بندر_ذاموشو pic.twitter.com/hp8Jm19NhP
وتحدثت الأميرة عن تأثرها بشخصيتين أساسيتين في حياتها هما والدها الأمير بندر بن سلطان آل سعود، وخالها الأمير سعود الفيصل، مشيرة إلى مجموعة من المهارات التي حاولت تعلمها منهما: "من والدي حاولت أخذ صفة التحلي بالدفء والتواصل لأنني لمست تأثير كيفية تواصله مع الناس، وكيف يمكن تجريد شخص ما ليكون فقط إنسانًا، ولكن من خالي، تعلمت أنه في عمق تلك اللحظة المتناهية عليك أن تتوخى الايجاز، وأن تكون رصينًا وصريحًا ."
رسالة للفتيات السعوديات
وسألها محمد إسلام عن تأثير ما تفعله على الفتيات والنساء اللواتي يتابعنها فقالت: "أن يتم تعييني في مركز مرئي وعام إلى هذه الدرجة يجعل أي فتاة في هذا البلد تقول أنه من الممكن أن أكون أنا التي تتقلد هذا المنصب، فهذا يعزز الأحلام، ويلهم الشابات على اتخاذ هذا المسار والتفكير في طريقة الوصول إلى هذا الدور من خلال الثقة بالنفس، وحب الاستطلاع ومواصلة التعلم والمحاولة حتى وإن فشلت المحاولات لمليون مرة."
وفي معرض حديثها قدمت نصيحة للفتيات بالقول: "الحلم الظاهري قد يكون مختلفًا عن المسار الذي نتخذه، على غرار حلمي بالعمل في هذا المتحف، لكنني بلغت مكانا حتم علي التحلي بالمرونة لأحرر نفسي من أجل تغيير مسار دربي، فنصيحتي للشابات هي ألا تكن أبدًا عنيدات وألا يضعن أنفسهن في مواجهة توقعاتهن الخاصة، فلو وضعت نفسي في مواجهة توقعاتي الخاصة، اليوم كنت سأرى نفسي شخصًا فاشلًا، فالمرونة هي التي تعلمك القبول."
مبادرة كات موسفير
وردًا على سؤال حول مصطلح كاتموسفير الذي تحدثت عنه في المبادرة السعودية الخضراء، قالت:" السعودية تعمل مع منظمة عالمية تدعى بانثيرا، وهم يساعدوننا في إعادة النمر العربي، لأنه وللأسف بسبب نمط الحياة والظروف العالمية نجد أن هذه المخلوقات الجميلة أعدادها تتضاءل، لذلك فإن المملكة تبذل جهودًا متضافرة للحفاظ على نسبة كبيرة تقارب 30 % من هذه الكتلة الأرضية بهدف استرجاع البيئة الطبيعية، وقد تم تكليف الهيئة الملكية للعلا بهذا المشروع، وكان هناك الكثير من المبادرات الجميلة."
كوفيد 19
وتحدثت الأميرة عن مرحلة كوفيد وكيف غيرت نمط حياتنا الأساسية من دون أن نعلم الأسباب فقالت: "بدأنا نشعر بالعجز والعديد من الأشخاص أصيبوا بالاكتئاب، وهذا مشابه لما نفعله نحن البشر مع الحيوانات التي نعزلها عن جماعاتها وعن مصدر مواردها وحشرها في مساحات صغيرة تشعر فيها بالتهديد والخوف، وكأن الله يخبرنا من خلال ذلك مدى سوء ما نقوم به تجاه كل الكائنات الحية الأخرى على هذه الأرض."
الوافدين في السعودية
وفي لفتة جميلة حول العلاقات بين السعوديين والوافدين قالت: "الوافدون الذين عملوا في السعودية لسنوات ساعدونا في بناء هذه الدولة، عملوا معنا وحولنا ومن أجلنا، وأتمنى أن يدركوا كم نحن ممتنون لصداقتهم ولوقتهم وخدمتهم، وكم نحن متحمسون للترحيب بهم من جديد في هذا البلد لنتعاون ونحلم سويًا ولتبادل المكتسبات، كما أتمنى أن يزدهر المجتمع العربي اليوم معا."
توتر العمل
وعن طريقة خروجها من التوتر بعد يومها الطويل في العمل تقول: "أكبر هدية يمكن أن تمنحها لنفسك هي النوم، ولأن اليوم يكون حافلًا بالمعطيات، ففي بعض الأوقات أحتاج فقط إلى السكون."
وتحدثت الأميرة عن إحدى الجوانب السلبية لوظيفتها المليئة بالمسؤوليات، وهو توقفها عن الاستمتاع بقراءة الكتب وأشارت: "مع هذه الوظيفة عقلي مجهد دومًا، ويؤلمني القول أنه مرت ثلاث سنوات لم أحمل فيها كتابًا وتمكنت من التركيز فيه وقراءته."
وردًا على سؤال حول ما يحسن مزاجها أكدت: "أولادي، عائلتي، أصدقائي، الموسيقى، أشعة الشمس، وبدأت منذ ما يقارب السنة والنصف برياضة التجذيف عبر آلة تسمى hydrow ، وهذا يأخذ ذهني بعيدًا عن العمل، كما يحسن لياقتي البدنية."
السؤال ما قبل الأخير في الحلقة كان: ما الذي تودين رؤيته خلال السنوات المقبلة؟ فكان جوابها: "أرغب في رؤيتنا نستمتع بثمار ما صنعناه، لأننا سريعون جدًا في تجاوزه، كما أود رؤيتنا ونحن نقوم بتوسيع نطاقنا من الحديث عن نجاح المرأة إلى نجاح الجميع، لأنه ، علينا مواصلة تمكين المرأة وفتح الأبواب لها ولكن ليس على حساب الرجال والشباب ، فهذا يخلق اختلالات والصحيح هو تكافؤ الفرص.
العناية بالنفس
أما نهاية الحلقة فكانت عبر نصيحة وجهتها للمشاهدين والمستمعين تقول "تذكر أن تكون لطيفا مع نفسك، وأن تعتني بنفسك من أجل الاعتناء بالآخرين، وجزء من الاعتناء بالنفس هو التوعية المالية، وهو فهم ما تحتاجه اليوم للعيش وما هي توقعاتك للمستقبل وما هي مسؤولياتك، كل تلك المقولات حول عش اليوم جميلة، لكن أيضًا عليك التفكير بالغد، ادخر لنفسك ولمستقبلك وللأشخاص الذين أنت مسؤول عنهم."