تسعى الجهات الحكومية والخاصة في شتى أنحاء العالم للمشاركة في اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، وذلك بخلق برامج توعية وأنشطة تثقيفية لحماية الطفل وتعريفه بحقوق الاجتماعية والتعليمية والترفيهية وغيرها.. "سيدتي" وبهذه المناسبة التقت الأخصائية النفسية والأسرية مي بصنوي، لتحدثنا بشكل خاص عن حماية الطفل وسلامته وتقدم لنا بعض النصائح حول ذلك.
تنمية شخصية الطفل منذ الولادة
تؤكد الأخصائية مي بصنوي على ضرورة أن تعرف الأسرة كيفية التعامل مع أطفالها منذ الولادة ومراحل الطفولة المختلفة وذلك بطريقة الحوار والاستماع والتشجيع والتفاهم والأخذ والعطاء. "وهذا يُنمّي في الطفل قوة الشخصية والثقة بالنفس والاعتزاز بها وحمايتها".
وأكدت أن طريقة التربية الصحيحة تُسهل تعليم الطفل كيفية التعامل مع أي مواقف حياتية وتهيئه لمواجهتها وكيفية إدارتها حتى وإن كان بها صعوبات، وتشجيعه حتى وإن لم ينجح دائمًا.
حماية الطفل في المدرسة
وقالت "من الأمور المهمة التي ربما تواجه الأطفال في مرحلة الدراسة التنمّر من بعض الأطفال الأكبر سناً، أو التحرش سواءً جنسياً أو جسدياً أو لفظياً.
لذلك التهيئة تكون من خلال:
- توعية الطفل جنسياً منذ عامه الثالث إلى خمس سنوات، وذلك بتعليمه أن هناك أماكن خاصة في جسده لا يجب على أحد رؤيتها، سوى من يدخل معه الحمام من الموثوقين، ولا يجب بأي حال أن يلمسه أحد في هذه الأماكن الخاصة بدون داعٍ أو تصويرها، حتى إن كان أشد المقربين له.
- لا بد من احترام الطفل وإعطائه مساحته الشخصية، فًإن كبر الطفل واستطاع أن يدخل الحمام بمفرده فحينها يجب التوقف فوراً عن مساعدته في ذلك، وتعليمه الاستحمام بمفرده أيضاً، حتى يتعلم أن جسده العاري له خصوصية ويجب ألا يراه أحد. لأن الطفل في هذا العمر لا يستوعب كلمة تحرش أو اغتصاب لكن يتعلم احترام جسده.
- وفي سن السادسة حتى التاسعة من عمر الطفل فالاستيعاب يكون أكبر وإدراكه أعمق، ويعرف معظم الأطفال مفهوم القوانين والجرائم. فيمكن الشرح له إن "الاغتصاب جريمة وعليها عقاب صارم من الدولة وهي بسبب اللمسات غير المناسبة من شخص لآخر ويُجبره على فعل شيء ما بجسمه لا يريده أن يفعله". وبذلك يتم تعليمهم الدفاع عن أنفسهم وإذا قام شخص ما بلمسهم بطريقة لا يحبونها، يكون ردهم بكلمة: لا، ابتعد، سأخبر عن فعلك.
- أما إذا تعرض الطفل لموقف ما فالحذر من التجهم أو عدم الاستماع له، بل على العكس لابد أن نحتويه ونستمع إليه.
أهمية التوعوية:
وتشدد بصنوي على أهمية توعية الطفل وتعريفه بحقوقه وقالت "بعض الأطفال إذا تعرضوا للتحرش أو الاغتصاب قد يهتزون نفسيًا وربما يتعرضون للتهديد من المغتصب أو غيره ويبدأ بابتزازهم ودفعهم لفعل أمور غير سوية حتى لا يُفضح الأمر ومن هنا تتحول الأمور إلى جريمة خارج نطاق المعقول.
وهناك بعض الأطفال الذين يفتقدون وعي الأهل أو لديهم مشاكل أسرية لذلك يفتقدون من يأخذ بأيديهم بالنصح والتربية السليمة؛ هنا لابد أن يكون الإعلام له جانب قوي في نشر الوعي بأساليب مختلفة، والمدرسة والمعلمين لابد أن يكون لهم جانب أقوى في التربية الأخلاقية ونشر الوعي الشامل والكامل لتوعية الأطفال وحماية أنفسهم ونجاتهم، ووضع كاميرات للمراقبة.
أما الدولة من جهتها فقد وضعت عقاب رادع لأي شكوى من العنف أو التحرش أو الاعتداء الجسدي والجنسي واللفظي، لكن لابد أن يعرف كل طفل وبالغ حقوقه ولا يسكت عنها.