يُمثل علم دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المعاني والدلالات الوطنية التي تجسد قوة التلاحم الوطني والانتماء والولاء للدولة والقيادة الرشيدة والتمسك بالقيم والمبادئ المتوارثة من الآباء المؤسسين. ووفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية «وام»، تعود قصة اعتماد شكل وألوان العلم الإماراتي، عندما استقبل المؤسس المغفور له الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» في 16 من أكتوبر 1971 في قصره بأبوظبي، أعضاء لجنة المندوبين الخاصة بالنظر في مسابقات علم الاتحاد ونشيده الوطني وشعاره الرسمي للاطلاع على آخر مستجدات أعمال اللجنة والمشاركات التي تم تلقيها من قبل المشاركين بالمسابقات؛ حيث أبدى اهتمامه لعملية اختيار تصميم علم دولة الإمارات نظراً لما يمثله من رمزية وطنية كبرى.
ورُفع علم الإمارات لأول مرة في الثاني من ديسمبر عام 1971، وكان أول من رفعه، المغفور له الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» في دار الاتحاد بإمارة دبي.
وبعد أيام قليلة، رفرف العلم الإماراتي في مقر جامعة الدول العربية التي انضمت الإمارات إلى عضويتها في 6 من ديسمبر، وفي مقر هيئة الأمم المتحدة بعد أصبحت العضو 132 في المنظمة الدولية.
مواصفات علم دولة الإمارات
للعلم الإماراتي مواصفات فنية خاصة؛ فهو مستطيل الشكل طوله ضعف عرضه، وينقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة: اللون الأحمر بعرض العلم، ويأخذ ربع مساحة العلم، وهو يجاور السارية، ثم اللون الأخضر في الأعلى، والأبيض في الوسط، والأسود في الأسفل.
وقد رفع المغفور له -بإذن الله- الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» العلم ذا الألوان الأربعة، في سماء الدولة لأول مرة صبيحة يوم الثاني من ديسمبر 1971 معلناً قيام دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة؛ ليبقى رمزاً خالداً للوطن وقوته ورفعته وهويته.
رموز ألوان علم الإمارات
تم اختيار ألوان علم الدولة على ضوء بيت الشعر الذي قاله الشاعر «صفي الدين الحلي»: بيض صنائعنا خضر مرابعنا *** سود وقائعنا حمر مواضينا.
والمعنى أن الصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والمعروف والخير، ويُرمز لها باللون الأبيض. أما الوقائع؛ فهي المعارك والحروب ويُرمز لها باللون الأسود، والمرابع هي الأراضي الواسعة المعطاء، ويُرمز لها باللون الأخضر. والمواضي هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء بعد الانتصار عليهم، ويُرمز لها باللون الأحمر.
العلم الإماراتي فوق العديد من القمم
ازدهر العلم الإماراتي عالياً فوق العديد من القمم حول العالم. في عام 2010، رفع الضابط الإماراتي، المقدم «صلاح سالم الحبسي»، للمرة الأولى، علم دولة الإمارات العربية المتحدة، تزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني للإمارات، على قمتي: تشويو التي تقع على ارتفاع 8000 متر، وميره على علو يصل إلى حدود 6700 متر، ضمن سلسلة جبال هيمالايا الثلجية؛ حيث تصل درجة الحرارة عليهما إلى نحو 25 درجة مئوية تحت الصفر.
في عام 2013، رفع الشيخ «حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم» ولي عهد دبي، علم الدولة فوق برج خليفة في دبي؛ احتفالاً بفوز الإمارات بتنظيم إكسبو 2020 دبي.
في عام 2016، رفع الفريق العسكري للقوات المسلحة الإماراتية العلم الإماراتي بعد أن نجح في تسلق قمة جبل إيفريست الأعلى في العالم بارتفاع يُقدَّر بـ8848 متراً. وإلى جانب قمة إيفريست، تم رفع العلم على سلسلة جبال هيمالايا الثلجية نفسها بين الصين ونيبال.
ومن أعلى قمة في قارة القطب الجنوبي، تمكن المغامر الإماراتي «سعيد المعمري»، من إتمام رحلة التسلق ورفع علم الإمارات فوق قمة فينسون التي تُعد سادس أعلى قمة في العالم، ورفع «المعمري» أيضاً علم الإمارات في مركز الكرة الأرضية الجنوبي في القطب الجنوبي.
نجح «ياسر البهزاد» -أحد موظفي ]دبي - في الوصول إلى جبال القفقاس في روسيا ورفع علم الإمارات، في يوليو 2016.
العلم الإماراتي وأرقام قياسية
وخلال السنوات الماضية سجل علم دولة الإمارات اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، محطماً أرقاماً عالمية سابقة.
في عام 2013، دخل علم الإمارات موسوعة غينيس بوصفه أكبر لوحة فسيفسائية على مستوى العالم مكونة من قطع الرخام؛ حيث تم تنفيذ اللوحة الفسيفسائية تحت سطح البحر بمساحة 168 متراً مربعاً، وبزمن قياسي بلغ 4 ساعات فقط، بالتعاون بين عدة جهات في دبي.
في عام 2014، دخل علم الإمارات موسوعة «غينيس» بتشكيل أكبر علم للدولة بأقلام الرصاص، وذلك في فعالية نفذتها القيادة العامة للدفاع المدني بالإمارات في ساحة قصر الإمارات بأبوظبي، ضمن احتفالات الإمارات باليوم الوطني الـ43، واستخدم المشاركون في الفعالية من طلبة المدارس مليون قلم، بواقع 250 ألف قلم لكل لون من ألوان العلم، وعلى مساحة بلغت 1000 متر مربع. كما شهد العام ذاته، تسجيل العلم الإماراتي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بعد أن شكلت 156 حافلة للعلم ضمن مشاركتها في احتفالات اليوم الوطني الـ43، وذلك في ساحة الشهامة ضمن فعالية نظمتها دائرة النقل في أبوظبي، كما تم تسجيل رقم قياسي من خلال أكبر علم مُشكل من كرات القدم، وذلك باستخدام 6 آلاف كرة تلونت بألوان العلم الأربعة.
في عام 2016، نالت الإمارات شهادة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد تحطيم رقم قياسي سابق لأكبر علم دولة مُشكل من تجمع بشري؛ حيث بلغ عدد الأشخاص المشكلين للعلم 3929 شخصاً، ارتدوا فيه خوذة السلامة في فعالية ضخمة بملعب نادي بني ياس الرياضي في أبوظبي.
في عام 2017، دخل علم الإمارات المرفوع في جزيرة العلم بإمارة الشارقة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك باعتباره أكبر علم دولة رُفع على سارية في العالم، حيث بلغ طول العلم 70 متراً وعرضه 35 متراً، وفي العام ذاته، حطمت شرطة دبي الرقم القياسي المسجل في موسوعة غينيس بتشكيل علم الإمارات بأكبر عدد من السيارات، وذلك بمشاركة 143 سيارة.
وفي عام 2018، نجحت «سكاي دايف دبي» في تصميم علم الإمارات بمقاييس تُعد الأضخم في العالم؛ حيث وصل عرض العلم إلى 50.76 متر، أما الطول فـ96.25 متر، والمساحة الإجمالية 4885.65 متر مكعب، في ما بلغ طول العلم 2020 متراً -2 كيلومتر و20 متراً- ووصل عدد الأشخاص المشاركين في حمله 5000 من 58 جنسية حول العالم.
وحققت القيادة العامة لشرطة دبي عام 2019 إنجازاً بدخول علم الإمارات موسوعة غينيس للأرقام القياسية، في رقمين قياسيين: أطول علم في العالم، وأكثر عدد من الأشخاص يحملون علماً.
في عام 2020 سجلت القرية العالمية في دبي رقماً قياسياً في موسوعة غينيس بتجميع أكثر من 1000 علم من أعلام الإمارات لتحقيق الرقم القياسي لأكبر رقم مجمَّع باستخدام الأعلام في العالم، التي شكلت رقم 49.
ويبقى علم الإمارات العربية المتحدة عنوان وطن وشعب وقصة ولاء وانتماء لدولة الاتحاد ورمزاً للهوية الوطنية يروي حكاية وطن وانتماء شعب.