أكدت دراسة أميركية حديثة أن الهواتف الذكية أصبحت مصدراً رئيساً لمسببات الحساسية، في حدث شكل مفاجأة كبيرة لبعض مدمني هذه الأجهزة، بسبب ما تحمله على أسطحها.
بيئة حاضنة
كشفت هذه الدراسة من الكلية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، أن الهواتف الذكية التي تستخدمها 85% من الأسر الأميركية، هي "بيئة حاضنةٌ للمخاط، بسبب احتوائها مواد مسببة للحساسية".
وقال الباحثون إن الهواتف الذكية "أظهرت مستويات مرتفعة ومتغيرة في جدران الخلايا، التي تسبب مشكلات في مجرى الهواء في القصبة الهوائية وتكون مزمنة، وتسبب الذيفان الداخلي، وهو عامل التهابي قوي وعلامة التعرض للبكتيريا الخطيرة".
وبابتكارنماذج هواتف لها ذات حجم الهاتف الحقيقي، قام الباحثون بمسح السطح الأمامي للهاتف كجزء من الاختبار. وتم استخدام المناديل لأخذ عينات من نماذج الهواتف المحاكاة لـ15 متطوعاً، وقيست مسببات الحساسية التي أظهرت ارتفاعاً كبيراً.
وبيّنت الدراسة أن التعرض لمسببات الحساسية المستنشقة والجزيئات، قد يؤدي إلى ردود فعل مناعية فطرية.
وإذا كان الفرد يعاني الحساسية أو الربو، فينبغي عليه تنظيف هاتفه الذكي كثيراً، لتقليل التعرض لهذه المواد المسببة للحساسية، ومثيرات الربو.
دراسة سابقة
كان العلماء اختبروا في العام 2018 أثناء بحثهم 30 هاتفاً ذكياً للأشخاص العاديين، حيث اتضح أنه في بعض الحالات قد يكون عدد البكتيريا الموجودة على جسم الهاتف الذكي أكثر بمقدار 18 مرة من حافة المرحاض.
أمراض خطيرة
أشارت الدراسة إلى أن هذه البكتيريا يمكن أن تسبب عدداً من الأمراض الخطيرة، مثلاً التهابات الجلد والأمعاء والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.
كما وجدت دراسة أخرى سابقة أنّ الهواتف الذكية قد تؤدي إلى أمراض الحساسية في الوجه والأذنين، حيث تبدأ من جفاف البشرة، ومن ثم تنتقل للحكة الشديدة والاحمرار، لتنتهي بالندبات والحبوب والتقرحات، غير غافلة عن الإشارة إلى ما تُسببه الهواتف من تدمير لخلايا المخ.
تابعي المزيد: طرق طبيعية لعلاج حساسية الجلد
الأسباب
أوضحت الدراسة التي تم إعدادها في مستشفى "جنتوفتي" بجامعة كوبنهاغن الدانماركية، أنّ أسباب حدوث هذه المضاعفات يعود إلى التصاق الهواتف الذكية بالأذن لمدة تصل إلى 30 دقيقة متواصلة خلال اليوم، أو أكثر من ساعة على فترات متباعدة، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالحساسية التي تعرف باسم "الالتهابات الجلدية التماسية التحسسية"، وهو التهاب الجلد المحدث بالمواد الكيماوية الناتجة من مكونات الهواتف مثل النيكل والكوبالت والكروميوم.
فيما نوهت الدراسة إلى أنّ أكثر المصابين بهذه الحساسية هم من المراهقين والأطفال، والمرعب بالأمر أنها لا تحدث فقط أثناء التحدث عبر هذه الهواتف بل امتدت أيضاً لتطال كتابة الرسائل ومحادثات الدردشة وممارسة الألعاب وتصفح شبكة الإنترنت، فجميع هذه الوظائف مرتبطة بلمس الهاتف الذكي وبالتالي بالعناصر المهيجة للبشرة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر