أصبحت الحكمة الفرنسية ستيفاني فرابار أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال في مونديال كأس العالم المقام 2022 بقطر؛ حيث أدارت مباراة ألمانيا وكوستاريكا، التي انتهت بفوز المنتخب الألماني 4/2، ما جعلها مباراة تاريخية في كرة القدم وفي البطولة الدولية.
وفقاً للمدونة المباشرة للفيفا (.fifa.com/ar/blogs )لأول مرة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، تولى فريق من النساء إدارة مباراة في البطولة، وهي مباراة ألمانيا وكوستاريكا.
وكانت الفرنسية ستيفاني فرابارتنوش، هي الحكم الرابع في مباراة المجموعة الثالثة بين بولندا والمكسيك والبرتغال وغانا ضمن منافسات دور المجموعات.
شارك في التحكيم مع فرابار كل من البرازيلية نيوزا والمكسيكية دياز، وساعد الفريق النسائي داخل الملعب فريق آخر من الحكمات المساعدات خارج الملعب.
وقال بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة التحكيم في الفيفا: إن النساء في فريق التحكيم التابع للمنظمة "ليسوا هنا في كأس العالم لأنهن نساء، إنهن هنا كحكام في FIFA"، وأكد كولينا أن تعيين النساء في فرق التحكيم هو "دليل على أن الجودة في العمل وليس الجنس" هو العامل المهم.
وأدرجت فرابار والرواندية سليمة موكانسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا ضمن قائمة 36 حكماً اختارهم فيفا لمونديال قطر.
قال رئيس لجنة التحكيم في الفيفا: إن تعيين النساء في فرق التحكيم هو "دليل على أن الجودة في العمل وليس الجنس" هو العامل المهم.
دخلت الفرنسية ستيفاني فرابارت التاريخ، بعد أن قادت مباراة ألمانيا وكوستاريكا تحكيمياً، في آخر جولات المجموعة الخامسة بمونديال قطر 2022 على ملعب الخور، والتي انتهت بفوز “الماكينات” 4-2.
ساعدها في اللقاء البرازيلية نيوزا باك، والمكسيكية كارين دياز مدينة، كحكمتي راية.
وكان الهندوري سعيد مارتينيز الحكم الرابع.
-"نموذج يُحتذى به"
وقبل انطلاق فعاليات البطولة الكبرى، قالت فرابار: "نحن الآن في دائرة الضوء".. "شجعت دائماً على أنه يجب الانتباه إلى إنجازاتنا وليس جنسنا".
كانت فرابار تدير المباريات الرجالية وهي في سن التاسعة عشرة، وبدأت مسيرتها في التحكيم الدولي في عام 2011. ويقول متابعون لمسيرتها في التحكيم: إنها لطالما عرفت منذ صغرها كيف تثبت نفسها - بسلوكها الرسمي وإيماءاتها النشطة وتعليماتها المتسقة.
تقول الفرنسية فرابار (38 عاماً) التي عادةً ما تتلقى تقييمات جيدة بشكل مثير للإعجاب: "أنا لست طويلة القامة (1.64 متر) لست قوية بدنياً مثل بعض زملائي الذكور، لكنني سأظل مسموعة على أي حال".
-صعود متسارع في السنوات الأخيرة
وبدا اختيار فرابار لكأس العالم بمثابة الخطوة المنطقية التالية، بعد الصعود السريع لها في مجال التحكيم على أعلى مستوى في أوروبا.
واليوم، أصبحت فرابار هي الحكم الرئيسي (حكم الساحة) لتحقق إنجازاً جديداً في مسيرتها بعد أن أصبحت أول امرأة تدير مباراة بتصفيات كأس العالم للرجال في مارس/ آذار وكذلك مباراة في دوري أبطال أوروبا عام 2020.
قضت ستيفاني فرابار نصف حياتها تقريباً حكماً في ملاعب كرة القدم في السنوات الثلاث والنصف الماضية، أدارت فرابار نهائي كأس العالم للسيدات، وكانت أول امرأة تدير مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، ومباراة تأهيلية لكأس العالم.
وكانت فرابار أول امرأة تقوم بتحكيم مباراة نهائية حاسمة في كرة القدم للرجال وهي مباراة نهائي كأس السوبر الأوروبي بين ناديي تشيلسي وليفربول. وقتها قال يورغن كلوب مدرب ليفربول: "لقد حان الوقت".. "أنا سعيد للغاية لأننا يمكن أن نكون جزءاً من هذه اللحظة التاريخية".
وتقدر فرابار تماماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وكونها دخلت التاريخ لكنها تأخذ الأمر ببساطة.. تقول: "كرة القدم هي نفسها، والقواعد هي نفسها." موضحة أن النساء حققن خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة في مجال التحكيم وبالتالي "لم يعد من المفاجئ رؤية حكمات إناث في مباريات الرجال".
في البطولات الكبرى، كانت الرائدة في مجال التحكيم الألمانية بيبيانا شتاينهاوس، أول حكمة في الدوري الألماني بين عامي 2017 و2021. في أيلول/سبتمبر 2017، ومع إطلاقها صافرة مباراة هرتا برلين وفيردر بريمن، باتت أول امرأة في تاريخ كرة القدم تتولى قيادة مباراة احترافية في الدرجة الأولى في القارة الأوروبية.
وفي العام الماضي، أصبحت فرابار أول امرأة تدير مباراة في تصفيات كأس العالم في مواجهة بين هولندا ولاتفيا بينما أدارت هذا العام نهائي كأس فرنسا بين نيس ونانت.
مسيرة لامعة للفرنسية فرابارت التي بدأت في إدارة مباريات في سن 13 عاما وفازت الفرنسية، التي اكتسبت شغفها بكرة القدم من والدها، ثلاث مرات بجائزة أفضل حكم بين السيدات في العالم التي يمنحها الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء.
ونالت فرابار تقديراً كبيراً على إنجازاتها التي وصفها مدرب كوستاريكا لويس فرناندو سواريز بأنها خطوة للأمام بالنسبة للمرأة في "رياضة متحيزة ضد المرأة".
وقد بدا الترحيب بطاقم التحكيم النسائي واضحاً من جانب كلا الفريقين قبل بداية المباراة، واعتبر مدربا الفريقين أنها لحظة مهمة “لكسر الحواجز”، حيث أكد مدرب ألمانيا، هانسي فليك إن فرابار تستحق أن تكون في هذا المكان بسبب أدائها وإنجازاتها، وأضاف: “أنا أثق بها بنسبة 100 في المئة”.
وكانت فرابار قد فازت بجائزة أفضل حكم، وسلمها كولينا الكأس خلال حفل توزيع جوائز Globe Soccer في عام 2019.
-مفاجأة وإنجاز
من جانبها قالت فرابار: إنها تعتبر اختيارها كحكم رئيسي في بطولة كأس العالم “مفاجأة”، مشيرة إلى أنها تدرك أن وجودها في البطولة سيلهم الكثيرات من بعدها.
وأضافت قائلة قبل المباراة: “أفضّل أن أجعل الصافرة تتحدث عني، ولا أريد أن يتم الحكم علي بشكل مختلف، لا تحكموا عليّ بسبب جنسي، ولكن بسبب مهاراتي في التحكيم”.