رائدة أعمالٍ ومصممةُ ديكورٍ داخلي، اتَّخذت التميُّز شعاراً لها في عملها، فوصلَ بها للإبداع.تدمج بين الموهبة والدراسة، والحضارات والثقافات المختلفة، وتقدِّم تصاميم فنية في غاية الروعة، ومزيجاً عصرياً فريداً من نوعه. يقودها شغفٌ كبيرٌ وحلمٌ جميلٌ بتنفيذ مشروعاتٍ وطنيةٍ كبرى، في مقدمتها المشاركة في مشروعات «الرؤية السعودية 2030» مثل «ذا لاين» وتحرص على أن يكون لها بصمةٌ خالدة، وتسهم في تنمية الوطن وتعزيز تقدمه. أسماء تركي، التقتها «سيدتي»، للكشف عن أسرر تميزها في عالم التصميم، وأهم المحطات والتحديات في مسيرتها.
حوار | سارا الضراب Sara Aldahrrab
تصوير | عبدالله المشرف Abdullah Almusharraf
استشارية المظهر | وفاء الدخيل Wafa Aldekhail
مساعدة استشارية المظهر | ريما الطيار Reema Altayyar
مكياج | روابي العواجي Rawabi Alawaji
«رؤية 2030»، والتنمية الحديثة مكَّنتا المرأة السعودية من إظهار قوتها ومهاراتها ومواهبها وإبداعاتها
سعي واجتهاد
بدايةً، حدِّثينا عن نفسكِ، مَن هي أسماء تركي، وكيف دخلتِ مجال التصميم؟
كل شيءٍ سببه توفيق الله، وما أنا سوى شخصٍ، سعى واجتهد، وحصل على ما يريده بإذنه تعالى. في رأيي الموهبة فطرةٌ وغريزةٌ، تنشأ في الطفولة، وتكبر تدريجياً، وهذا ما حدث معي، فمنذ طفولتي وأنا أهتمُّ بالديكور والأثاث والألوان، وأحرص على تعقُّب والدتي فيما تقوم به من تنسيقاتٍ للمنزل، خاصةً في الأثاث ودمج الألوان، وتركيب التحف، وشيئاً فشيئاً أصبحت روحي تتغذَّى على هذا المجال حتى وجدت نفسي وقد كبرت على حب التصميم والنجاح فيه.
تابعي المزيد: تصنيف الدكتورة خلود المانع ضمن أقوى 50 شخصية عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي
أهم المحطات
ما أهم المحطات الدراسية والحياتية في مسيرتكِ، وما تأثيرها في عملكِ؟
محطاتي الدراسية والحياتية، كان لها أثرٌ كبيرٌ في المجال الذي اخترته لنفسي، فكل ما مررتُ به في هذه المسيرة وصولاً إلى التخصُّص، شكَّل دافعاً لدي للمضي قدماً في عالم التصميم، وحفزَّني على تعلُّم المزيد عنه، لذا لا أستطيع أن أستثني أي مرحلةٍ منها، لأنها جميعاً كانت سبباً بشكلٍ أو بآخر في تطوير مهارتي، وتنمية موهبتي بطريقةٍ تتناسب وطموحي، وما أريد الوصول إليه. وبما أن النجاحات تبنى من عمق المصاعب، فقد كانت مسيرتي حافلةً بالمصاعب، لكنني ممتنةٌ لكل تلك المحطات، إذ صقلتني وعلَّمتني وأكسبتني كثيراً من الخبرة.
شخصيات مؤثرة
هل تأثَّرتِ بشخصياتٍ معيَّنة، ألهمتكِ في مجال التصميم الداخلي؟
بالتأكيد، فكل إنسانٍ يملك أشخاصاً في حياته، يؤثرون فيه إيجاباً، أو سلباً، وأعدُّ نفسي ولله الحمد محظوظةً لأنني تأثَّرت إيجاباً بمحيطي، لا سيما في جانب تطوير موهبتي بالتصميم، ومن هؤلاء أمي وأختي، حيث كان لهما دورٌ كبيرٌ في صقل مهارتي، وتقوية حب المجال في داخلي، فوالدتي كانت تحرص على تغيير أثاث المنزل دائماً، وإضافة لمساتٍ جديدة عليه، تعطي المنزل طابعاً مشرقاً ومتجدداً، وقد حرصت على متابعتها خطوةً بخطوة، وتقليدها، وفهم آليه عملها وطريقة تنسيقها الأثاث، ما كان له تأثيرٌ كبيرٌ عليَّ خلال نشأتي وبداياتي، أما أختي فتدرس المجال، هذا إضافةً إلى متابعتي المجلات المتخصِّصة، واطلاعي الدائم على الموضة العالمية والمحلية، ما أسهم في تعرُّفي مبكراً إلى أدق التفاصيل عن الديكور والتصميم. وهذا الشغف غريزة، حيث يولد الإنسان وفي نفسه شغفٌ بأمرٍ ما، وسرعان ما يكتشفه، خاصةً إذا ما كان يعيش في بيئةٍ مساعدةٍ لاكتشاف الموهبة والإبداع. بيئتي التي وُجدت بها ساعدتني كثيراً على فهم اهتماماتي وشغفي، والوصول إلى ما يثير فضولي، لذا لا أستطيع القول إن هذا الأمر، هو شغفي لوحدي، فمحيطي وأسرتي، كان لهما أثرٌ كبيرٌ في ما أنا عليه، وبعض المواقف تحدث لسببٍ ما، وربما كشفت كل المواقف التي حدثت لي منذ طفولتي بدءاً من والدتي وهوسها في تجديد المنزل إلى مجلات أختي الستارَ حول مراحل حياتي المقبلة.
تابعي المزيد: رشحت للفوز بجائزة امرأة العام مع الاحتفاء العالمي بالأمن السيبراني الدكتورة فاطمة الحربي: منظومة الأمن السيبراني في السعودية في تطورٍ مستمر
منهج المشروع
ما المنهج الذي تؤمنين به وتتعاملين من خلاله في مشروعاتكِ؟
بعد إيماني بالله عز وجل، أجد أن لي منهجي المميَّز وطريقتي الخاصة في التصميم والتعامل مع العملاء، فمنذ بداياتي وأنا أحرص على أن أظهر مختلفةً، وأن يكون التميُّز شعاري مهما كلَّفني الثمن، والحمد لله بنيت قلعتي بطريقتي الخاصة وتقنياتي المختلفة. أنا مؤمنةٌ بأن الإنسان يجب أن يسير على منهجٍ خاص، وأن يكون مختلفاً عن غيره، وأن يصنع اسمه ليصبح ساطعاً ظاهراً بين آلاف الأسماء.
تحدٍّ كبير
ما المشروعات التي تعتزين بتنفيذها؟
أطلقت عديداً من المشروعات التي أفخر بها حتى اللحظة، وما زلت أتذكَّر كامل تفاصيلها، وفي كل مشروعٍ أنفذه أكون سعيدةً ومتفائلةً، لأنني أعلم أنني وضعتُ فيه بصمتي الخاصة التي لن تختفي ولن تضيع في الزحام، كما أفتخر بكل عملٍ قدمته، ومنها المشروعات الكبرى التي كانت تقوم على كثيرٍ من الصراعات، والعمل الصعب من أجل تنفيذه بأفضل شكلٍ إرضاءً للعميل، من ذلك عملي في أحد الفنادق العالمية المشهورة من فئة «5 نجوم”، إذ شكَّل تحدياً كبيراً بالنسبة لي، حيث حرصت على تقديم عملٍ لم يسبق لأحد أن نفذه على أرض الواقع، وبفضل الله نجحت في هذه المهمة، وحققت تقدماً رائعاً، وجنيت سمعةً طيبةً، عزَّزت من مسيرتي العملية. وما زال لدي الكثير، ولم أكشف عن كل ملفاتي حتى الآن, ولدي يقين عالٍ بأن المقبل أفضل وأجمل.
تابعي المزيد: الطبيبة والسبّاحة السعودية مريم بن لادن: أحاول ربط إنجازاتي بأعمالٍ إنسانية
مهارات ريادية
كيف وصلتِ لمرحلة تنفيذ المشروعات الكبرى من فئة «5 نجوم”، وكيف اكتسبتِ هذه المهارات الريادية؟
لدي بصمةٌ خاصة أُبرِزها عند تنفيذ مشروعاتي، إذ أعتمد على الدمج بين الحضارات والأفكار والثقافات المختلفة، وهذا ما يميِّز عملي، ويجعلني قادرةً على تنفيذ أكبر الفنادق وأهمها. اكتسابي هذه المهارة الريادية أمرٌ يصعب شرحه في سطورٍ قليلة، لكنَّ ذلك لم يأتِ بين ليلةٍ وضحاها، بل استغرق مني سنواتٍ طويلة من التعليم والدراسة وتنمية المهارات والتدريب، ومن المعلوم أن كل شيءٍ يكون صعباً في البداية، ويحتاج إلى الصبر وقوة التحمُّل والإصرار على النجاح.
خططي في المجال متنوعةٌ، فكل مشروعٍ يختلف عن الآخر، وأحرص على الابتعاد عن التكرار، فالعميل قد يلجأ لي، أو لأي مصممٍ آخر لإضافة التغيير الذي ينشده، لذا أبتعد عن التخطيط لمشروعاتٍ عدة بشكلٍ واحد، وكلما كان العمل مختلفاً، اكتسبت مهاراتٍ جديدة، وحصلت على رضا العميل.
أحلام المستقبل
ما المشروع الوطني الذي تحلمين في تقديمه؟
في داخلي أحلامٌ كبيرةٌ بتنفيذ مشروعاتٍ وطنيةٍ كبرى، وهو ما أعمل عليه بجدٍّ، في مقدمتها المشاركة في مشروعات «رؤية السعودية 2030” مثل “ذا لاين”، فمنذ انطلاق المشروع وأنا أرسم خططي لتحقيق هذا الحلم، وبالفعل نفذت تصميماً مستوحى من “ذا لاين”، وبإذن الله سأضع بصمتي في مثل هذه المشروعات الضخمة التي تسهم في تنمية الوطن وتعزِّز من تقدمه.
تابعي المزيد: حوار خصت به «سيدتي» من مؤتمر دور القيادات النسائية العربية والإفريقية في نشر ثقافة السلام.. الأميرة دعاء بنت محمد: المرأة السعودية أبدعت في مختلف المجالات
تعدُّد التصاميم
تتعدَّد مجالات التصميم الداخلي والديكور والأثاث المنزلي والمكتبي، كيف تستفيدين من كل هذه التخصُّصات في تصاميمكِ؟
في كل مجالٍ، خاصةً الفني الذي يعتمد على المهارات الذهنية والفكرية واستخدام الحاسة البصرية بشكلٍ كبير، يكون الإبداع سيد الموقف. هناك أسسٌ وقوانين ثابتة لا خلاف عليها، ومع ذلك يجد المصمم مساحةً كبيرةً للإبداع بطريقته، وطالما أنني أرتكز على قوانين أساسية، وأستخدم حيلي الخاصة، فلا مانع من الاستفادة من كافة التخصُّصات الأخرى، فكلما توسَّعت ثقافتك، زادت أفكارك وإنتاجيتك، وأنا حريصةٌ جداً على توسيع ثقافتي ومفهومي لتشمل جميع التخصُّصات المرتبطة بمجال عملي.
خبرات مهنية
بوصفكِ رائدة أعمالٍ، كيف يمكن للفتاة السعودية تحقيق مستقبلٍ مرموقٍ عبر تخصُّص التصميم الداخلي؟
في ظل وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، فإن شابات السعودية في صعودٍ متسارعٍ للقمم، بإذن الله. “رؤية 2030”، والتنمية الحديثة، مكَّنتا المرأة السعودية من إظهار قوتها ومهاراتها ومواهبها وإبداعاتها، لذا نجد اليوم شخصياتٍ نسائية كثيرة، نجحت ولمع اسمها في السماء بمختلف التخصُّصات، وفي مجال التصميم الداخلي أبدعت المرأة السعودية محلياً وعالمياً، والمقبل أجمل ومليءٌ بالفرص العظيمة إن شاء الله.
نصائح فنية
بماذا تنصحين الشابات السعوديات المقبلات على العمل في التصميم الداخلي لتحقيق آمالهن وطموحاتهن؟
الشابات السعوديات الآن أكثر وعياً بما يدور حولهن، وماهرات بما يقمن به. كل مَن ترغب في دخول هذا المجال يجب أن تتصف بالمهارة، والقدرة على الإبداع، وأن تحرص على وضع بصمةٍ فريدة لا تنسى، وأقول لها: فكِّري دائماً بالاختلاف، فكلما كان عملكِ مختلفاً، كانت فرص نجاحكِ أكبر، واعلمي أن أذواق وطلبات العملاء تختلف، لذا عليكِ تقديم عملٍ فريد، يصنع لكِ عملاء مختلفين، يشعرون بالانتماء لما تبدعينه، واحرصي على تطوير أدواتكِ والتجديد فيها بالاطلاع المستمر على كل ما يخصُّ المجال، ولا تتوقفي عند نقطةٍ معينة، ففي الفنون يتغيَّر العمل ويختلف باختلاف الزمان والمكان.
تابعي المزيد: الأميرة ريما بنت بندر في حلقة من بودكاست The Mo Show: علينا مواصلة تمكين المرأة