الفرق بين التعاطف والرحمة

من السهل استخدام التعاطف والرحمة كمرادفين ، ولكن هناك العديد من الفروق المهمة بين الكلمتين. التعاطف هو الشعور بألم شخص آخر ، في حين أن الرحمة هي اتخاذ إجراءات لتخفيف معاناة الآخرين. تعرفي على المزيد حول الفرق بين التعاطف والرحمة وكيفية إظهارهما في حياتك اليومية من خلال اللقاء مع د. أسعد عبد الرحمن الناجي أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة

• ما هي الرحمة؟

يقول د. أسعد : الرحمة تعني الشعور بالتعاطف والإيثار، والمساهمة في اتخاذ إجراءات لتخفيف معاناة الآخرين . يسعى الأشخاص الرحماء أصحاب القلوب الرقيقة إلى إظهار الحب غير المشروط لمن حولهم ويتوقون لإيجاد فرص حقيقية للتخفيف من ضائقة أو حزن الآخرين.

• ما هو التعاطف؟

يشير التعاطف إلى تجربة المشاعر السلبية أو الإيجابية لشخص آخر كما لو كانت مشاعرك أنت. في حين أن التعاطف هو بشكل عام أحد مكونات الرحمة ، إلا أن الاثنين يظلان مختلفين بشكل أساسي. على سبيل المثال ، قد يستجيب أو لا يستجيب الشخص المتعاطف بفعل رحيم عندما يتعامل مع مشاعر إنسان آخر ويختبرها.

• نوعان من التعاطف

هناك نوعان من التعاطف: التعاطف العاطفي والتعاطف المعرفي، التعاطف العاطفي هو تجربة عميقة يشعر فيها الشخص مباشرة بنفس المشاعر التي يشعر بها شخص آخر، ويعتبر التعاطف المعرفي أكثر انفصالًا قليلاً - فالشخص ببساطة يفهم معرفيًا ما يمر به شخص آخر ولكن قد يظل في حالة عاطفية مختلفة، على أن التعاطف يعني عمليا نفس الشيء مثل التعاطف المعرفي.

تابعي المزيد: التعامل مع «فجوة التعاطف الباردة الساخنة»

• التعاطف والرحمة 3 مجالات للاختلاف

يؤكد د. أسعد على وجود العديد من الاختلافات بين التعاطف والرحمة، فمن الصحيح أنَّ التعاطف يسبق الرحمة بشكل دائم تقريباً، ففي البداية، سوف تتعاطف مع مشاعر الشخص الآخر وحتى تشاركه في معاناته، وهذا هو التعاطف، ثم بعد ذلك، سيتم تحفيزك على اتخاذ إجراءات كبيرة والقيام بشيء ما؛ هذه هي الرحمة.
كل من التعاطف والرحمة عبارة عن عواطف، لكن مع الرحمة هناك مسافة أكبر بينك وبين المعاناة التي تلاحظها؛ إذ يمكنك أن تسأل نفسك عمَّ يمكنك فعله للمساعدة؛ وهناك كثير من نقاط الاتفاق بين الرحمة والتعاطف، ولكن لا تزال هناك فروق مهمة، منها ثلاثة مجالات رئيسية للاختلاف بين المفهومين:

1. الفعل مقابل الشعور:

تتطلب الرحمة فعلًا لتخفيف آلام الآخرين ، في حين أن التعاطف يتطلب فقط الشعور بهذا الألم. يشير علم الأعصاب إلى أن مشاعر التعاطف والتعاطف تؤدي إلى تنشيط مناطق الدماغ مثل قشرة الفص الجبهي والعصب المبهم. ومع ذلك ، تضيء مناطق مختلفة من الدماغ عندما تكون مجرد تجربة التعاطف مقابل الخروج عن طريقك لأداء نشاط تقديم الرعاية.

2. الاختيار مقابل الاستجابة العاطفية الاشعورية:

لتجربة التعاطف الكامل ، يجب أن تختار القيام بذلك ، في حين أن التعاطف هو استجابة عاطفية انعكاسية. في هذا الصدد ، فإن الرحمة هو أكثر من ممارسة ، في حين أن التعاطف يمكن أن يحدث بغض النظر عما إذا كنت تحاول تنميته أم لا.

3. اليقظة مقابل الضيق:

تجلب االرحمة حالة من الهدوء واليقظة أكثر مما يمكن أن يتحمله التعاطف. تتيح لك الرحمة العيش بعمق في معاناة الشخص دون أن تفقد إحساسك بالوعي الذاتي والاستقرار ، في حين أن التعاطف قد يتركك في نفس القدر من الألم والضيق العاطفي مثل الشخص الآخر.

• كيف تمارس الرحمة والتعاطف بحياتك العادية؟

يقول د. أسعد يقدم كل يوم فرصًا جديدة لنا لممارسة التعاطف والرحمة مع الآخر، فهما خصلتان عظيمتان حثت عليهما كل الشرائع والأديان، وتضيف أبعادًا عظيمة لأخلاقنا وإنسانيتنا، ويمكن لأفعال بسيطة تجعلنا أشخاص متعاطفين ورحماء منها:
- العمل نحو الصالح العام. فالقيام بدورك نحو مجتمعك هو عنصر أساسي لعيش حياة ذات معنى.
- الاستماع لمن حولك. في بعض الأحيان ، يحتاج الناس فقط إلى من يسمعهم، إحدى الطرق البسيطة لإظهار الاهتمام هي الاستماع لمشكلة الشخص أو معاناته.
- القيام بأعمال الخير. مشاركتك فى أعمال الخير تزيد من طاقتك وتضيف لمشاعرك الإيجابية بالآخر.
- الاعتناء بنفسك، فمن غير المجدي أن تساعد الآخرين وتهتم بهم دون الاعتناء بنفسك.
- مارس التعاطف مع الذات أيضًا بنفس القدر من العناية كما تفعل مع مشاعر شخص آخر.

تابعي المزيد: ما المقصود بالعلوم الإنسانية؟